* شواطئ بن عبد المالك رمضان ، أولاد بوغالم ، الشعايبية ، خروبة نقاط الانطلاق شباب لا يتعدى سنهم 20 سنة يقررون و لأسباب عدة مغادرة أوطانهم بطرق غير شرعية ضاربين عرض الحائط كل الشرائع الدينية والقوانين الوضعية التي تحرم وتمنع مثل هذه الأعمال و يصرون على ركوب قوارب الموت إلى أن باتوا يعرفون ب "الحراقة" ، الظاهرة غريبة طفت على السطح وبقوة مطلع القرن 21 ومع مرور الوقت تفاقمت وازدادت حدتها ما أدى إلى بروز عصابات وشبكات استثمرت في كل الأزمات النفسية والاجتماعية لهذه الفئة الهشة التي اختارت مغادرة أوطانها في قوارب أقل ما يطلق عنها قوارب "الموت" . *مصالح الأمن بالمرصاد لشبكات تهريب البشر مستغانم التي تتميز بشواطئ ساحلية جذابة تمتد على طول 124 كلم لم تسلم من هذه الظاهرة وبدأت تتسع وتتفاقم من جهة و تطوير المهربين لوسائل نقلهم والمتاجرة بالبشر من جهة أخرى ، بداية الحرقة بمستغانم كانت محتشمة ، حيث لم تتجاوز قوارب الموت العدد عشرة في السنة بحمولة 30 حراقا ، لكن الظاهرة ازدادت من حيث الحجم وعدد المرشحين على الحرقة إلى أن انخرطت في الكثير من الحالات عائلات بأكملها في تسديد مستحقات الحرقة لأبنائها . *تسجيل 70 مرشحا في محاولة واحدة اليوم بلغ الأمر إقحام الجيران والأصدقاء في عملية اللعب مع الموت وكأن الكل يشجع هذه الظاهرة التي باتت غير مخيفة وغير مقلقة رغم المآسي التي تترتب عنها وما نلاحظه خلال الشهور الأخيرة لدليل على ذلك ، فإذا رجعنا إلى الإحصائيات سنجد أن ظاهرة الحرقة ومنذ مطلع سنة 2020 لم تتوقف أو تخف بالعكس عن ذلك فقد زادت حدة مع مرور الوقت ، فإذا اعتمدنا الفترة الممتدة من جانفي إلى ماي 2020 (5 أشهر) فقد تم تسجيل أكثر من 50 محاولة هجرة غير شرعية بعدد من نقاط الساحل المستغانمي على شاطئ بن عبد المالك رمضان ، أولاد بوغالم ، الشعايبية ، خروبة ، نقطة الإخواة الثلاثة ، مرسى الشيخ ... كل هذا جعل العصابات تتنامى بالمنطقة الساحلية كالفطريات لابتزاز الشباب مقابل بيعهم أحلام زائف ، أما خلال الموسم الصيفي وإلى غاية كتابة هذه الأسطر فقد تضاعف عدد المهاجرين الغير الشرعيين ابتداء من شهر جوان إلى سبتمبر 2020 ، فإذا كانت الهجرة الغير الشرعية من شهر جوان إلى مطلع أوت عبر قارب أو أكثر في الدفعة الواحدة ففي مطلع شهر أوت 2020 سجل هجرة جماعية بتعداد 70 مرشحا دفعة واحدة كانوا محملين في 7 قوارب من بينهم نساء وقصر وحتى مهاجرين من منطقة الساحل الإفريقي . هذه الظاهرة وجدت أمامها خفر السواحل ، الدرك الوطني والأمن لردعها ، فخفر السواحل مثلا كان لهم دور كبير في إحباط العديد من محاولات الهجرة الغير الشرعية . *الإطاحة بشبكة تضم 7 أفراد الأسبوع الماضي حيث تمكنت شهر أوت الماضي من إلقاء القبض على 82 حراقا خلال 72 ساعة وكذا عثورها بعرض بحر الميناء التجاري بمستغانم على ثلاثة مجموعات للحرقة كانت على متن قوارب الموت من بينهم 3 أجانب و 4 قصر وامرأة أما بشاطئ ببلدية بن عبد المالك رمضان فقد أحبطت محاولة هجرة غير شرعية ل 17 حراقا نفس الشيء بالنسبة للشاطئ المعروف بالإخوة الثلاثة بخروبة ... آخر إنجازها هو إنقاذ 5 أشخاص وإخراج 4 جثث للقارب الذي غادر شاطئ عشعاشة يوم 16 سبتمبر 2020 ، للتذكير عمليات الإنقاذ هذه تشارك فيها كل من مصالح خفر السواحل والحماية المدنية فيما تعمل مصالح الشرطة والدرك على إلقاء القبض على شبكات تهريب البشر كما هو الحال بالشبكة التي نجحت في إسقاطها مصالح الأمن لولاية مستغانم الأسبوع الماضي والمتكونة من سبعة أشخاص . كل "الحراقة" الذين تم القبض عليهم نقلوا إلى ميناء مستغانم ثم إلى مستشفى شي قي فارا أين تقدم لهم الإسعافات الأولية قبل تسليمهم إلى المصالح المعنية ليمثلوا أمام العدالة التي توجه لهم تهم محاولة الهجرة الغير الشرعية عبر البحر . ظاهرة "الحراقة " التي تفاقمت أحدثت الكثير من المآسي وسط العائلات المستغانمية التي فقدت إلى حد الساعة أكثر من 500 حراق . المواطن المستغانمي يتساءل وبكل حيرة إلى متى ستستمر هذه الظاهرة وما هي الحلول الناجحة لإيقافها ؟