يقترح مشروع قانون المالية لسنة 2021, الذي نشرته وزارة المالية على موقعها الالكتروني,عدة إجراءات من شأنها التعميم التدريجي للتصريح الالكتروني للخاضعين للضريبة, وفق نظام الربح الحقيقي, مما يسمح بتسريع وتيرة رقمنة البيانات الجبائية. و في هذا الاطار, يتضمن مشروع القانون, الذي أحيل على المجلس الشعبي الوطني قصد الشروع في دراسته ومناقشته بداية من الأسبوع المقبل, من طرف لجنة المالية و الميزانية, إجراء يفرض على المكلفين بالضريبة الخاضعين لنظام الربح الحقيقي إلزامية التصريح الكترونيا, دون أداء الدفع, وهو الإجراء الذي يقتصر حاليا على كبريات المؤسسات. وعليه, فإنه يتعين على المكلفين بالضريبة الذين يحققون أرباحا مهنية تخضع للضريبة حسب نظام الربح الحقيقي, ان يكتتبوا, بعنوان نتيجة السنة أو السنة المالية السابقة, التصريح الخاص بمبلغ ربحهم الصافي و كذا كشفا تلخيصيا سنويا يحتوي على المعلومات التي يجب أن تستخرج من التصريح و الكشوف المرفقة. كما يتعين على الأشخاص المعنويين, أي الشركات و كذا المؤسسات و الهيئات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري, (المشار إليهم في المادة 216 من قانون الضرائب المباشرة وغير المباشرة) أن يكتتبوا الكترونيا, كشفا تلخيصيا سنويا يتضمن المعلومات التي يجب أن تستقى من التصريح السنوي للنتائج و الكشوف المرفقة. و يؤدي عدم اكتتاب الكشف التلخيصي السنوي إلكترونيا قبل تاريخ 20 مايو على الآكثر, إلى غرامة قدرها 1.000.000 دج. وتطبق على هذه الغرامة زيادة بنسبة 100 بالمائة عندما لا يكتتب المكلفون بالضريبة المعنيون الكشف التلخيصي السنوي بعد انقضاء أجل 30 يوما ابتداء من تاريخ استلام الإخطار الرسمي. ووفقا لعرض أسباب هذ الاجراء الجديد, وفقا لما جاء في مشروع القانون التمهيدي, فإن إلزامية التصريح الالكتروني بالنسبة لهاتين الفئتين من المكلفين للضريبة "يستجيب لضرورة إدراج وسيلة مساعدة لبرمجة عملية رقابة جبائية على مستوى نظام المعلومات جبايتيك, تقوم على أساس تحليل مخاطر التملص من أداء الالتزامات الجبائية فيما يخص النسيج الجبائي, حيث لا يمكن القيام بهذا التحليل في ظل غياب التصريح السنوي على مستوى نظام المعلومات, مع العلم أنه على مستوى هذا الأخير هناك عملية مخصصة لإنشاء برامج التحقيق والرقابة". كما يقترح المشروع التمهيدي فرض الزامية, على كل مستخدم أو مدين بالراتب يقيم بالجزائر و يدفع مرتبات و أجور و معاشات و تعويضات و أتعاب و ريوع عمرية, تقديم, إلى مصلحة الضرائب التابعين لها إقليميا، جداول الأجور والمرتبات "على حامل معلوماتي وأيضا بالتصريح عن بعد". ويمكن تبرير هذا الاجراء بحاجة إدارة الضرائب إلى الحصول على هذه المعلومات في شكل غير مادي ويتماشى تماما مع عملية رقمنة المصالح الجبائية. ويهدف ذلك إلى تسهيل إنجاز الإجراءات الشكلية للتصريح بهذه الكشوفات والسماح باستغلال أفضل للبيانات الجبائية وإجراء المقاربات اللازمة الضرورية للتأكد من صحة البيانات المصرح بها لكل من إدارة الضرائب ومصالح الضمان الاجتماعي. كما يؤسس النص إمكانية الاكتتاب, عن طريق التصريح عن بعد, لكشف المدفوعات للغير (الأتعاب والأتاوى مقابل البراءات ومصاريف المساعدة التقنية والمناولة والدراسات وتأجير المعدات...) ولجدول الزبائن بالنسبة للبيع بالتجزئة. من جهة أخرى, يتضمن المشروع التمهيدي إجراء يسمح للمكلفين بالضريبة غير المباشرة بتحميل المطبوعات المتعلقة بسندات الحركات وهو ما يمكن من خفض التنقلات الى المصالح الجبائية من اجل استخراج هذه الوثائق. وفضلا عن تبسيط الإجراءات المتعلقة بتسيير الضرائب غير المباشرة, فإن هذا الإجراء سيمكن, لاحقا, من إزالة الطابع المادي كليا عن عملية إصدار هذه السندات, وفقا لعرض الاسباب.