قد قال لي يوما وقد جفّت ينابيع الضيا: كُنتِ المفاتن كُلّها، لحن الصباح وعطرهُ، و الأمنيات السافرت عطشى إلى قلب السما كنتِ الحقيقة، كُنهها جمر المواقد دفئها. فلم الجفا؟ فأجبته: أسلمتُ قلبكَ للحنينِ وللهَوى فذبحتَنِي. أسلمتٓ نفسك للرياح الماكرات وغدرِها وطويتٓ حبا بعد أن جرّدتهُ ألفا وكافْ أسلمتني للبرد ينهشُ أضلعي. أنا التي ما كنتُ أعْرِفُ غيْرَ بَسمةِ طفلةٍ تَجْتَاحُ وَجْهِي والفُؤادَ وما حَوى: ما عدتُ أعْرِفُنِي هَجرتُ مَفَاتِنِي وأحَلْتَنِي بعد الغيابِ جُثَّةً وأحلتَ صَبري لهفةً ... ودمِي لهيبْ. أسلمتُ قلبَك للبهاء يلفُّهُ أسلمتُ روحَك لانطِلاقِ الأفقِ والحبِّ الرحيبْ أسلمتَ كلِّي للخرابِ و للجَوى و سكَبتنِي في اللَّيل دمعاً لا يجفُ ولا يغيبْ