لا زال الحزن يخيم على الوسط الثقافي إثر رحيل الروائي الجزائري الكبير مرزاق بقطاش الذي وافته المنية يوم السبت الفاتح من جانفي 2020 عن عمر ناهز ال 75 سنة ، ..فالفقيد يعد من أبرز الشخصيات التي عززت المشهد الإبداعي بعطاءاتها ومسارها الأدبي المميز ، ..مرزاق بقطاش اسم شامخ وكبير استطاع أن يفرض وجوده بقوة في عالم الكتابة الروائية والقصصية ، من خلال رائعته « طيور الظهيرة «، والمجموعتين القصصيتين «جراد البحر» و«دار الزليج» ، و أيضا» رقصة في الهواء الطلق»، و «بقايا قرصان « و «دم الغزال «، إضافة إلى « أغنية البعث والموت « وغيرها من الإصدارات التي ستبقى راسخة في السجل الأدبي الجزائري والعربي .. لطالما آمن مرزاق بقطاش بأهمية الكلمة والقلم ..وكان من أبرز الداعمين للغة العربية فهو القائل» اللغة أقدر بكثير على التعبير عن خوالج النفس وصخب الحياة من الأدوات الفنية الأخرى،.. لذلك رسوت في ميناء الأدب»...ما قدمه الراحل من انتاجات أدبية يجعله يصنف ضمن أهم الأسماء الروائية الاستثنائية في الجزائر وحتى في العالم العربي، فهو الذي أدهش كتاب الوطن العربي ونقاده بأسلوبه السردي المتميز وطريقته في تناول مختلف القضايا الراهنة ..مع العلم أن الفقيد بقطاش سبق أن فاز بجائز آسيا جبار للرواية عام 2017 ، وكان ينتظر توقيع روايته الجديدة «كواترو» التي كانت ستصدر عن الوكالة الوطنية للنشر والإشهار، لكن الموت خطفه على حين غرة ، تاركا في قلوب أصدقائه ومحبيه وقرائه الأوفياء الكثير من الحزن و الأسى .. * صاحب رائعة «طيور الظهيرة» في سطور ... ولد مرزاق بقطاش في يوم 13 جوان 1945 بحي (العين الباردة) بمدينة الجزائر العاصمة ، عندما كان صغيرا تعلم اللغة العربية في المدارس التي كانت تشرف عليها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، أما الفرنسية فقد تعلمها في المدارس الرسمية للمستعمر..، بدايته مع الإبداع كانت من خلال الرسم ثم الموسيقى، بعدها انفتح أكثر على التراث الإنساني العالمي و العربي الإسلامي، فقرأ القرآن الكريم والحديث الشريف، والآثار الأدبية، قرأ أيضا للكتاب الفرنسيين خاصة أدباء القرن ال 19، وشعراء الثلاثينات والأربعينات من هذا القرن، كما قرأ للعديد من الكتاب باللغة الإنجليزية. بدأ الفقيد مشواره الصحفي عام 1962، حيث كان يكتب في عدة جرائد تصدر بالعربية والفرنسية ، منها الوطن والشعب والمجاهد ، كما عمل في وكالة الأنباء الجزائرية، وكان عضوًا في المجلس الأعلى للإعلام، و في المجلس الأعلى للّغة العربية، وأيضا عضوًا في المجلس الأعلى للتّربية، وممثلاً للصّحافة المكتوبة وعضوًا في المجلس الاستشاري الوطني الذّي أسّسه الرّئيس السابق محمد بوضياف عام 1992، ..تخلى عن عضويته لهذا المجلس بعد تعرضه لمحاولة الاغتيال سنة 1993 ونجا بأعجوبة ،حيث كان على قائمة الموت بين أسماء عديدة من المثقفين والمفكّرين والفنانين والعقلاء وغيرهم الذّين تمّ اغتيالهم من أمثال طاهر جاووت، وعز الدّين مجوبي والشاب حسني وغيرهم..