الفنان الجزائري الشاب شمس الدين بلعربي هو أحد الرسامين الموهوبين الذي ذاع صيته في مختلف دول العالم، بفضل إرادته وموهبته التي جعلت أكبر المخرجين يسارعون إلى التعامل معه،..شمس الدين ابن بلدية عين تادلس من مستغانم، اختص في تصميم ملصقات أو "أفيش" للأفلام السينمائية بالطريقة التقليدية، ورغم أنه يبلغ 34سنة فقط، إلا أنه الفنان الجزائري الوحيد على المستوى الوطني والعربي والإفريقي الذي نجح في ربط علاقات فنية مع مخرجين وموزعين سينمائيين من هوليود وبلجيكا خاصة، ليدخل عالم النجومية من بابه الواسع، ولتسليط الضوء أكثر على تجربته التقينا به و أجرينا الحوار التالي : - من هو شمس الدين بلعربي ؟ ^ شمس الدين بلعربي من مواليد 14 فبراير 1987 ببلدية عين تادلس شرق مدينة مستغانم ، تخلى عن الدراسة وهو لم يتجاوز 19 سنة، ولأنه كان يميل إلى الرسم امتهن تزيين المحلات والمؤسسات الخاصة والعامة على مستوى بلديته بعين تادلس، وفور عودته إلى المنزل يقوم برسم الملصقات السينمائية لأفلام الحركة (الكاراتيه والأكشن) التي كان متأثرا بها ويشاهدها باستمرار، وذلك بطريقة تقليدية ، لكن بسبب الرطوبة والأمطار وتدهور حالة منزلهم العائلي، أُتلفت الكثير من الرسومات التي عمل عليها، فقرر إرسال ما بقي منها إلى شركة الإنتاج الأمريكية بهوليود، كمحاولة أخيرة لإظهار ما توصل إليه، والمفاجأة أنه بعد 8 سنوات تلقى ردا من المخرج الأرجنتيني "خوان مانويل" الذي أحب رسوماته وطلب منه التواصل معه . - .. يعني من هنا بدأت تجربتك مع السينما العالمية ؟ ^ نعم.. بالضبط ، فبعدها بأيام طلب مني المخرج الأرجنتيني "خوان مانويل" إنجاز ملصق لفيلم "الضربة القاضية /garra mortal " الذي كان بطله المغربي محمد قيسي، وبعد قراءة السيناريو أنجزت الملصقة التي تحدثت عنها العديد من الصحف والمجلات العالمية وحتى الإذاعات عبر العالم ، فبدأ بعض المخرجين والمنتجين يتصلون بي من أمريكا ،من بينهم " ستيوارت ياي" ، "بافال" ، "ريتشارد تريك " ، " جورج بلار" وغيرهم، هكذا أنجزت إلى اليوم 15 ملصقة لأفلام سينمائية ..حيث أنني أرسم الملصقات على أوراق من حجم 21/27 ، ثم استخدم الماسح الضوئي (scanner) ، وأبعثها للمخرجين ليتصرف فيها المختصون باستعمال تقنيات رقمية . - ما هي الخطوات التي تتبعها عند تصميم غلاف فيلم سينمائي ؟ ^ في البداية، من المهم أن أعرف نوعية الفيلم الذي سأصمم غلافه، هل هو رعب أم من نوع الحكة والأكشن، أو فيلما وثائقيا أو تاريخا ، بعدها أقوم بقراءة السيناريو، مع العلم أنني كنت أرفض في بعض الأحيان تصميم أغلفة لأفلام معينة، كونها تتعارض مع أخلاقي ومبادئي ، ...وما أريد الإشارة إليه أنه بفضل هذا التواصل مع المخرجين العالميين، أصبحت محترفا في هذا المجال.. - سمعنا أنك تلقيت دعوات للهجرة والعمل في الخارج ؟ ^ فعلا ، .. تلقيت عدة دعوات خاصة بتكوين طلبة أوروبيين وأمريكيين في هذا الفن، إلا أنني فضلت البقاء في بلادي الجزائر والإسهام في تطوير الفن السينمائي، .. - هل شاركت في مهرجانات عالمية ؟ ^ تلقيت دعوة للمشاركة في المهرجان العالمي للسينما في مراكش، أين استقبلني الممثل "محمد قيسي" الذي أنجزت له الملصقة وكرمني في المهرجان، كما كرمني أيضا الوفد البلجيكي الذي زار وهران مؤخرا ، وكان يرافقهم البطل العالمي في الملاكمة " جيمي قوراد" . - ما هي المدارس الفنية التي تأثرت بها ؟ ^ هناك مدرستين وهما المصرية والأمريكية، فأنا كنت أحب دوما تقليد الملصقات السينمائية المنجزة بالطريقة التقليدية ، لأنني أجدها تعبر بصدق عن القصة الدرامية أو العاطفية للفيلم ،كما أنها تحمل بصمة فنان ، وهذه الرسومات كنت دوما أحتفظ بها في مخيلتي، وعند عودتي إلى المنزل أحاول تجسيدها على الورق ، بقيت على هذا الحال إلى سنة 2009 أين بدأت شق طريقي الفني مع العالم الخارجي . - هل تلقيت دعوات من المسؤولين الجزائريين ؟ ^ للأسف ...لم أتلق أي دعوة أو تكريم أو دعم من قبل القائمين على الثقافة في الجزائر ، سواء على المستوى الوطني أو المحلي، باستثناء الدعوة التي وجهها لي الوزير المنتدب للصناعات السينمائية السيد يوسف سحيري و دعوة السيد بن صبان أحمد المدير العام للتلفزيون الجزائري الذي وعدني بتنظيم معرض خاص بالملصقات السينمائية بمدينة وهران... يحدث هذا في الوقت الذي لا زلت أتلقى تهاني و تشجيع مسؤولين من دول أجنبية مثل وزيرة الثقافة البلجيكية وبرلماني بلجيكي مكلف بالثقافة ، كما أن مجلة أمريكية باسم "مؤثرون" اختارتني شخصية العدد لسنة 2020 ، أما النقاد السينمائيين كلهم أكدوا على أنني الرسام الوحيد عربيا وإفريقيا الذي لا زال ينجز ملصقات بالطريقة التقليدية . ما هو طموحك ؟ طموحي وحلمي الأكبر أن أفتح مؤسسة مصغرة تهتم بالصورة والسينما في الجزائر، كما أطالب المسؤولين الجزائريين بضرورة الالتفات إلى الشباب ومساعدتهم على النجاح، حتى يساهموا في بناء بلدهم وتطويره وتمثيله أحسن تمثيل .