صدر العدد الأخير من مجلة "الشخصيات المؤثرة" الأمريكية الشهيرة INFLUENTIAL PEOPLE، مؤخرا، واختارت منجزا للفنان الجزائري شمسو بلعربي ليكون على غلافها؛ حيث نشرت تقريرا طويلا من أربع صفحات عن مسيرة شمسو الفنية، التي سبق أن نوّه بها عدد معتبر من فناني هوليوود العالميين مثل جون كلود فوندام. الفنان شمسو بلعربي من مواليد 14 فيفري 1987، ابن مدينة عين تادلس بمستغانم. وقد شهد صديقه الإعلامي والشاعر عبد العالي مزغيش، أنه كان يرفض كل العروض التي جاءته من هوليوود للانتقال إليها والعمل فيها؛ إذ كانت فرحته الوحيدة هي رفع الراية الوطنية في كل مكان، معتبرا ذلك هدفا وواجبا، وكان يرد بثقة حينما يسأله مزغيش عن ورشته الفنية في عين تادلس التي تُعتبر الورشة الوحيدة في إفريقيا والعالم العربي، وتعاملت وتتعامل معها هوليوود لتصميم أغلفة الأفلام العالمية. اسمه الكامل شمس الدين بلعربي من مواليد 14 فيفري 1987. في البداية كان يعيش بعين تادلس في مستغانم، حيث كان يرعى الغنم مع خاله رحمه الله، وبينما كان يمارس مهنة رعي الغنم في سن الخامسة كانت تمر بجانبه صفحات الجرائد، فتجذبه الصور البراقة لنجوم السينما، فيلتقط هذه الجرائد من على الأرض ويتمعن فيها ويرسمها بالعود في الرمال. وعندما بلغ سن السادسة انتقل إلى المدينة كي يلتحق بالمدرسة، وفيها بدأ المعلمون يكتشفون موهبته، وبدأ يعطي الأهمية لمادة الرسم أكثر من غيرها. وبما أن هذا الفنان من عائلة فقيرة اضطر للتوقف عن الدراسة والخروج إلى الشارع لامتهان الرسم كحرفة، مثل تزيين المحلات التجارية والديكور، لكنه تعرض للاستغلال خاصة حين يطالب بأجره مقابل أعماله، علما أنه كان آنذاك صغيرا يعمل تحت أشعة الشمس الحارقة، ويحمل السلالم الحديدية وكان ضعيف الجسد؛ حيث كانت أشعة الشمس تسخّن السلالم الحديدية، فيحملها بحروق في يديه، وعندما كان يريد أن يخبر الشرطة يهددونه، لكنه في نفس الوقت كان يلتقي مع أناس اعتنوا به، وقدموا له يد المساعدة. كان هذا الفنان يمر بجانب قاعات السينما يشاهد اللافتات والصور الضخمة لنجوم السينما عند أبواب القاعة، وعندما يعود إلى البيت يرسم كل ما شاهده على أوراق الرسم، ثم يرسل كل الرسومات إلى شركات الإنتاج السينمائية عن طريق البريد. وبدأ الناس ينعتونه بالمجنون، لكن توكله على الله هو ما أكد هذه الموهبة، فواصل المثابرة والعمل في الشارع لشراء الطعام للعائلة. كانت رحلة شاقة مع الفقر المدقع؛ فلا طعام ولا مسكن، زادها المرض الذي أصاب معدته وأدخله المستشفى، حتى تلقّى رسالة من منتج أرجنتيني يعمل بالشراكة مع هوليوود، فعرّف بأعماله في الأوساط السينمائية، وبدأ يتلقى الطلبات من المخرجين والمنتجين، وعمل الكثير من ملصقات الأفلام العالمية. وعُرضت أعماله الفنية في مهرجان كان السينمائي الدولي ومهرجانات الأوسكار وسيزار، فشاهدها الممثل العالمي جيمي قوراد رمضان، فاتصل به ووعده بتكريم خاص في الجزائر. وبعدها تم دعوته إلى المهرجان العالمي للسينما حقوق المرأة، ودعاه الممثل العالمي تونغ بو الذي يُعتبر من أساطير هوليود، وله أفلام شهيرة رفقة روجي مور وجون كلود فان دام وآخرين، واتفقوا معه على مشروع عمل. كما تم تسجيل قصة حياته إلى جانب عمالقة السينما العالمية في كتاب أصدرته مؤسسة هوليود العالمية. وكتب عن قصته الممثل الهوليودي الشهير فانسون لين في مجلة "ميديوم" الأمريكية. وتم تسجيل قصة مسيرته الفنية في القاموس السينمائي العالمي الذي أصدرته مؤسسة هوليود العالمية بمناسبة صدور الفيلم الذي يؤرخ لمرحلة حرب الاستقلال الأمريكية. وتلقّى شمسو رسائل الشكر والعرفان والتشجيع من الكثير من الفنانين العالميين، مثل فان دام ودون ويلسن وريتشارد نورتون وستيوارت ياي، وكثيرين.