يصنف المختصون للرعي والتربية الحيوانية في ولاية البيض النشاط الأكثر استقطابا لفئة واسعة من السكان الذين توارثوه أبا عن جد وهؤلاء هم الموالون الحقيقيون المشتتون عبر المساحات الرعوية، بدو رحل يتنقلون بمواشيهم أينما توفر لهم الكلأ في رحلات كثيرا ما تكون منظمة نحو الشمال والى بوادي الصحراء للتخفيف من وطأة الجفاف وغلاء المواد العلفية التي استنزفت جيوبهم وضاعفت حجم المعاناة التي يعيشونها صيفا وشتاء على خلاف آخرين متطفلين على النشاط بممارسة التربية والتسمين داخل حظائر وإسطبلات مترامية في أطراف المدن التي يقطنونها كالكاف الأحمر.. توسمولين.. المحرة.. الخيثر.. بوقطب، هؤلاء هم مربو مواشي وليسوا موالين رغم أن اغلبهم يمتلكون بطاقة موال التي أصبحت في متناول كل من هب ودب على غرار المتقاعدين من كل القطاعات. هذه الحقائق وغيرها كشفتها تصريحات العديد من رواد الأسواق الأسبوعية للماشية بمدن البيض ،الأبيض سيد الشيخ،بوقطب والمحرة بولاية البيض الذين تحدثوا بمرارة عن واقعهم وعيشتهم التي لا تغري باي بريق إشهاري بل دفعت العديد منهم إلى ترك هذا النشاط والهجرة الى المدينة بعدما تطفل عليه ناس غرباء، قد لا يملكون أكثر من عشرة رؤوس وبعضهم لا يملك سوى عصا ومقصا وكلمة شرف بالتسديد، هؤلاء هم السماسرة الذين يُفسدون بورصة البيع والشراء ويلهبون أسعار الماشية وحتى المواد العلفية. مطالبة وزارة الفلاحة بفتح تحقيقات معمّقة حول المضاربة بالعلف ورغم اختلاف المناطق وتباعد المسافات بين هؤلاء الموالين، إلا أن أوجه المعاناة تكاد تكون واحدة و تتقاطع في محاور صنعتها الظروف الطبيعية القاسية الجفاف والزوابع الرملية والحرمان والتهميش الذي تعرض له القطاع الرعوي على امتداد حقبة من الزمن كانت كافية لترسم مظاهر الغبن والمعاناة لدجى هذه الفئة التي تقوم بدور مفصلي في التنمية الاقتصادية لولاية البيض وبدرجة خاصة إنتاج اللحوم الحمراء. غير أن الجفاف الذي عمر طويلا بالمنطقة واتى على الأخضر واليابس وساعد على ارتفاع المواد العلفية بمختلف أنواعها وخوف الموالين على ثروتهم الحيوانية التي تساوي ما يزيد عن المليوني رأس من الماشية والتي تبقى مكسب عيش أصبح الموالون يطالبون وزير الفلاحة بفتح تحقيق معمق لكشف خرق قانون توزيع النخالة والمضاربة في الأعلاف مطالبين الدولة بعد انهيار تام للأسعار بسبب حصار كورونا، وفي جولة سريعة عبر أسواق المواد العلفية وقفت الجمهورية على مستويات أسعار جنونية لأسعار مختلف الأعلاف التي «ذبحت» الموالين من غير موعد كما أكد ذلك أغلبيتهم أين تجاوزت أسعار النخالة المسوقة من القمح اللين المدعم من طرف أصحاب المطاحن ال4500دينار وما زاد من تعقيدات التربية للموالين ان تعاونية الحبوب تمنح للموال400 غ من الشعير للرأس الواحد كوجبة تكميلية ونحن نتجول في فضاء سوق الماشية ببوقطب فجر يوم الثلاثاء الماضية وقفنا على خيبة أمل كبيرة لدى الموالين بالقرب من شاحنات تسويق الأعلاف من طرف التجار ليرجع أغلبيتهم بخفي حنين دون اقتنائها ليصبحوا مخيرين بين بيع قطيعه بأبخس الأثمان أو الانتظار لأسابيع أخرى حتى تتحسن مستويات الأسعار. الوضعية التي ترفع من تكاليف التربية مع مرور الأشهر يقول موال من البيض ونحن على أبواب أشهر قليلة من التحضير لشهر رمضان الكريم وبالمختصر المفيد إجراءات غلق أسواق الماشية رمت بالموال الحقيقي في مستنقع الإفلاس والتخلي عن هذا النشاط في ظل غياب دعم الدولة. و أجمع الموالون والتجار ان سوق الأعلاف يعرف فوضى عارمة على مستوى ولاية البيض . ورغم الانخفاض السائد في أسعار المواشي إلا أن اللحم لا يزال يباع ب1250دينار للكلغ الواحد.