- العثور على الحصى و الأتربة في أحشاء الذبائح دق موالون بولاية النعامة ناقوس الخطر، بعد الارتفاع القياسي غير المسبوق في أسعار الأعلاف هذه الأيام، مما سيعمق معاناتهم و يدفعهم قصرا إلى بيع بعض قطعان الماشية و بأسعار متدنية بغرض اقتناء الأعلاف ، والتي كثر الحديث مؤخرا عن نوعيتها الرديئة والتي تسببت حسب تصريحات متطابقة حصلت عليها الجمهورية من مربي الماشية في هلاك عشرات المواشي سيما الخراف الصغيرة والأبقار حيث تمزج هذه الأعلاف بالجبس و الحصى و الرمل لزيادة وزنها .هذا و يترقب مربو المواشي والمهتمون بالقطاع الفلاحي عموما تعيين مدير لتسيير مخازن الحبوب والتي تم إنشائها مؤخرا بالولاية. وقد حصلت عدة مناوشات مؤخرا بسوق الماشية بالمشرية وصلت إلى حد الاعتداء بالعصي وتبادل الشتائم والتهديد بعد أن كشف الموالون بعض من باعوهم أعلاف مغشوشة بسوق بوقطب ومكمن بن عمار و الذين يحاولون تغيير الأسواق في كل مرة حتى لا ينكشف أمرهم ، فيما أكد لنا احد الباعة أن المسؤولية يتحملها البائعون متهما بعض أصحاب المطاحن و سماسرة الأعلاف في تشويه سمعتهم ، هذه الوضعية أكدها العديد من الجزارين بالمشرية الذين يعثرون على الأتربة و الحصى في أحشاء الذبائح. أسعار النخالة تقفز من 1800 دج إلى 4000 د.ج للقنطار الواحد وكشف موالو الجهة أن ارتفاع أسعار الأعلاف، خاصة «النخالة»، التي تُنتجها مطاحن الدقيق والسميد، بالمشرية والنعامة قفزت بنحو غير مقبول و وصلت إلى حدود 04 آلاف دج للقنطار الواحد في وقت لم يتجاوز سعرها سابقا 1800 دج للقنطار الواحد و رغم إمدادات مادة الشعير التي وفرتها الغرفة الفلاحية بالنعامة عبر مخازن المشرية و مكمن بن عمار والعين الصفراء والنعامة لفائدة مربي الماشية لمجابهة الجفاف وكسر أسعار الأسواق إلا أنها لم تكن كافية بالنظر إلى الثروة الكبيرة التي تحصيها الولاية من المواشي التي تكاد تصل إلى حدود مليوني رأس من الماشية. و في السياق أشار الموال عبد السلام عاشوري بضواحي عبد المولى ببلدية القصدير أن حصة الغرفة الفلاحية من الأعلاف ضعيفة جدا و بالكاد تلبي حاجياتنا لأسبوع فقط . سقوط حر لأسعار النعجة الموجهة للكسب ومن جهة أخرى تضاعفت خلال الأربعة أشهر الأخيرة معاناة مربي الماشية بسبب الظروف المناخية الصعبة التي ميزت المنطقة من عواصف رملية و برودة قاسية ما ساهم في انكماش المراعي و زحف الرمال ما حمل الموالين إلى الاعتماد الكلي على تغذية مواشيهم بالأعلاف و أحزمة التبن و «الفصة» المجففة و الخبز الجاف واليابس والذي يباع ب 200دج للكيس الواحد ، خوفا من هلاك مواشيهم مما سيضاعف حسبهم من خسائرهم و يقلل هامش الربح لديهم، .و في السياق تشهد من جهتها أسعار الماشية خلال الأربع أشهر الأخيرة بمختلف أسواق ولاية النعامة انخفاضا جد ملحوظ قدّره العارفون بخبايا السوق المحلي بنحو 20 بالمائة للرأس الواحدة. حيث بيعت الكباش بأسعار أقل من 35 دج فيما كانت أسعارها تضاهي قبل ذالك 50ألف دج أما نعاج الكسب فتراجعت أسعارها بأزيد من مليون سنتيم في الرأس ما أدخل الشك في نفوس الموالين الذين يعيشون قلقا شديدا حول مصير الثروة الحيوانية بالولاية ما لم يتواجد مخطط استعجالي لإنقاذ مواشيهم من الضياع لأسباب منها , التدهور الفظيع الذي تشهده المراعي بفعل الجفاف الذي تسبب في انكماش المراعي الخصبة .إلى جانب ضياع آلاف الأراضي الرعوية والتي تم منحها سابقا للمستثمرين الوهميين الذين سيجوها و تركوها وكذا العديد من الشباب البطال الذي استفاد من مقررات الامتياز الفلاحي في أماكن رعوية بعيدة لا تصلح إلا لتربية الماشية كما هو الحال بالمشرية والبيوض ومكمن بن عمار غير ان هذه المشاريع ولدت ميتة حسب الموالين والذين أكدوا((... لا فلاحة ولا هم يحزنون )) فيما تم بالمقابل تم هدم المراعي وإزالة اغلب النباتات كالشيح والحلفاء والسدر.