وبعد أشهر من التموين المتواصل للمياه، لم ينكر المواطن الوهراني ارتياحه لتحسن الخدمة بشكل طبيعي بداية من جانفي حتى نهاية شهر مارس الجاري حيث عاد الوضع الى سابق عهده، يأتي هذا في الوقت الذي تبذل مؤسسة سيور مجهودات كبيرة من أجل تحسين الخدمة العمومية وضمان التزود العادل بالمياه، من خلال السدود والقنوات والمضخات، إلا أن الأزمة تتواصل وتتواصل معها المعاناة اليومية جراء عودة تذبذب التوزيع والانقطاعات المتكررة، إضافة الى نوعية المياه التي لاتزال تصل باللون الأحمر إلى معظم الحنفيات خاصة في المناطق الشرقية، وقد وصلت جريدة «الجمهورية» عديد الشكاوي تتعلق بانقطاعات تتجاوز الأسبوع في بعض أحياء إيسطو والياسمين2، وبلقايد وقديل وآرزيو ، ومن الاحياء من انزعج سكانها لنظام التوزيع يوم بيوم في اطار برنامج سيور الرامي الى تغطية كافة الاحتياجات اليومية. هذه الأزمة تتجاوز نطاق مؤسسة المياه والتطهير «سيور» بنسبة كبيرة حيث تتسبب نقص مصادر التموين والأعطاب المتكررة على مستوى محطات التحلية وعلى رأسها المقطع في اعاقة برنامج التوزيع اليومي، ويتطلب الأمر مخطط صيانة شامل يلزم قطع التزود بالماء على المناطق المعنية طيلة مدة الأشغال، ليعود بعدها التزود بشكل تدريجي بعد إعادة ملأ الخزانات، وهي الاجراءات التي لا يمكن التحكم فيها وتتطلب وقتا لحلها. وهو ما يسيء فعلا للخدمة العمومية. وتؤكد كل المعطيات أن عاصمة الغرب لم تتجاوز بعد مشكل التموين ولم تتمكن مؤسسات تسيير الموارد المائية بالولاية من ضمان استمرارية التوزيع دون حدوث إنقطاعات مفاجئة جراء أعطاب غير متوقعة، في الوقت الذي لم نحل بشكل نهائي مسألة التسربات الناجمة غالبا عن أشغال الحفر أو قدم القنوات واهتراءها. كما أننا لم نصل إلى نسبة تغطية شاملة للمناطق النائية والمعزولة بضواحي الولاية.