و يتواصل مسلسل ندرة المواد الغذائية الأساسية ليطال مادة حليب الأكياس واسع الاستهلاك الذي تقبل عليه الفئات المتوسطة من المجتمع لانخفاض سعره مقارنة مع حليب علب الكرتون الممتاز ،فبعد أن التهب سعر البطاطا و ظهرت ندرة زيت المائدة متزامنة مع ذلك الارتفاع لتكلل بالقفزة النوعية لسعر كيلوغرام لحم الدجاج إلى أكثر من 400 دج حيث قارب ال 500 دج ،و بهذا يعود الوضع إلى ما كان عليه قبل اجتياح جائحة كورونا لبلادنا والعالم و انشغال الناس بكوفيد 19 و إجراءات الحجر الصحي وتدابير الوقاية والتبعات الاقتصادية والاجتماعية المدمرة لتفشي الفيروس التاجي و كأن المؤشرات الإيجابية التي تسجلها الجزائر في الوضعية الصحية و بداية خطواتها نحو التعافي تدريجيا قد فتح شهية التجار و من يحركون دواليب التجارة و الأسواق عن بعد أو من قرب للإسراع في اقتناص الفرص لتعويض خسائر ما يقارب السنة من الإغلاق و الكساد الاقتصادي جراء جائحة كورونا ،وهكذا فإن ملامح السوق و الأسعار لا توحي بالتفاؤل بل إنها تنبئ بأزمات ندرة متتالية و متعاقبة هي في الحقيقة عقاب مزمن للمستهلك البسيط الذي لا حول له ولا قوة أمام ما يحدث حوله والانهيار شبه الكامل لقدرته الشرائية وميزانيته فأين هي الرحمة و التكافل والتآزر الاجتماعي الذي يفرضه ظرف اقتصادي جد صعب لا تزال بلادنا تجر أذياله و لم تخرج نهائيا من قبضته وضغوطاته.