رغم الظروف الاستثنائية التي لا زالت تمر بها ولاية وهران على غرار باقي ولايات الوطن في مجابهة فيروس «كورونا» والتي استدعت من السلطات تمديد فترة الحجر الصحي لمدة أخرى وإقرار إعادة فتح مصالح «كوفيد 19»، على أن لا تقتصر على مستشفى «النجمة» فقط، نظرا لتزايد عدد حالات الإصابة، ومن بينها حتى تلك التي تتعلق بالفيروس المتحور للسلالة البريطانية والنيجيرية، إلا أن العديد من المواطنين لم يعيروا ذلك أي اهتمام. حيث أصبح التراخي والاستهتار بالوضع الصحي يسجل عبر جل المرافق الخدماتية، لاسيما ما تعلق بمحلات بيع المواد الغذائية، والحلويات وحتى تلك المختصة في بيع الألبسة التي تعرف إقبالا عليها هذه الفترة من قبل العائلات، التي ترغب في شراء ملابس العيد لأبنائهم، والتي لا تفرض على الزبائن ارتداء الكمامات أو منع قياس الملابس، ونفس الأمر بالنسبة للمقاهي التي تعج بدورها بالزبائن بعد الإفطار، والذين لا يمتثل الكثير منهم للتدابير الوقائية خاصة ما تعلق بالتباعد الجسدي، والتعقيم الدوري الذي يعتبر جد ضروري من أجل تفادي العدوى دون أن ننسى الساحات والأماكن العمومية وبوسائل النقل وبالأخص حافلات النقل الحضري، التي أصبحت تشكل خطرا في ظل الانعدام التام للإجراءات الاحترازية، فلا تعقيم ولا تباعد ولا ارتداء للكمامات. فيروس التراخي ينتقل إلى «الترام» وهو ما وقفت عليه جريدة «الجمهورية» بالعديد من حافلات خط «11» و«51» و« p1» وال « 4G « وغيرها، ونفس التراخي يسجل بعربات «الترام» التي كانت تعتبر مثالا للوقاية والنظام سابقا، حيث أصبحت حاليا لا تحرص على تطبيق تدابير الوقاية وتمتلئ على أكملها لدرجة التصاق الشخص بالآخر، حتى الملصقات التي وضعتها على الأرضية، وفي المقاعد أضحت لا قيمة لها نتيجة غياب الرقابة من قبل أعوانها، والذين لا يفرضون على الركاب ارتداء الكمامات التي تعتبر إجبارية، في هذا الوضع، علما بأن الاستهتار لم يستثني، حتى بعض المساجد المتواجدة عبر عدة أحياء بولاية وهران، والتي لا يعير فيها عدد من المصلين، شرط التباعد الجسدي أو ارتداء الكمامات، مما دفع بمواطنين إلى مناشدة مديرية الشؤون الدينية والأوقاف من أجل تعزيز عملية المراقبة بها بغية منع تفشي الفيروس، خاصة خلال صلاة التراويح. وما تجدر الإشارة إليه، هو أن هذه الأمور التي تعتبر مخالفة لقرارات الوزارة الأولى التي وجهتها خلال الأشهر المنصرمة ومؤخرا أيضا، والتي دعت فيها المعنيين بهذه الخدمات إلى ضرورة الالتزام بالوقاية والسهر على تطبيقها، حتى لا تذهب الجهود التي تم بذلها لمحاربة الوباء سدا، أضحت لا تؤخذ بعين الاعتبار، ما جعل مديرية الصحة والأطباء بالمؤسسات الاستشفائية وحتى مواطنين يطالبون السلطات المحلية والقائمين على قطاع التجارة والنقل بضرورة فرض الرقابة والصرامة في تطبيق الإجراءات الاحترازية وردع المخالفين للحفاظ على استقرار الوضع وهو ما دعت إليه حتى مديرية الشؤون الدينية حسبما أكده السيد بوخماشة المخفي الذي أشار إلى أن الأئمة يواجهون عدة صعوبات وضغوطات في التعامل مع المصلين من أجل فرض التدابير الوقائية بالمساجد خاصة مع صلاة التراويح والتي تم إبلاغهم بها، حيث يمتنع عدة مصلين عن ارتداء الكمامات وآخرون يعزفون عن جلب سجاد الصلاة الخاصة بهم، وأوضح المسؤول بأنهم رغم ذلك ورغم قلة أعوان بالمساجد، إلا أن الأئمة يواصلون يوميا، وبكل صلاة الحملات التحسيسية لتوعية المواطنين بضرورة أخذ الحيطة والحذر ولامتثال للإجراءات الاحترازية، لاسيما ما تعلق بالتباعد الجسدي وارتداء الكمامات واستعمال المعقمات، وهذا سواء بالمساجد أو حتى بباقي الأماكن الأخرى والمرافق الخدماتية من أجل تجنب خطر العدوى، وختم بأن مديرية الشؤون الدينية لم تسجل لحد الآن أي اصابة بفيروس كورونا بالمساجد..