يوجد في الولاياتالمتحدةالامريكية الآن أكثر من ثمانين ألف مواطن تجاوزت أعمارهم المائة سنة و يتوقع أن يصل الرقم خلال سنة 2050 إلى المليون مواطن، وقد لفت انتباه المنظمة العالمية للصحة وجود الكثير من سكان إحدى المدن الريفية على الحدود الفرنسية الألمانية قد تجاوزت أعمارهم التسعين سنة محتفظين بقدرات فائقة على العمل في حقولهم وركوب دراجاتهم متمتعين بصحة جيدة وقفت عليها إحدى بعثات الخبراء التي حققت في الموضوع. وفي دراسة موسعة هي الأكبر من نوعها في العالم حتى الآن أجراها الدكتور « توماس بيرليز « من كلية الطب بجامعة بوسطن و شملت 800 شخصا ممن تجاوزوا المائة سنة و 700 فردا من أقاربهم و ذويهم، تبين أن مستوى التعليم والحالة الاجتماعية والاقتصادية لا يلعبان دورا مهما في طول العمر وبلوغ هذه السن و لكن أغذيتهم متنوعة أساسها الخضروات والفواكه و أنهم نحيفي الاجسام و لم يسبق لهم التدخين و كانوا من ذوي الضغط الدموي المنخفض. وتقول الدراسة أن التحسن في الرعاية الصحية و نهج بعض السلوكيات المفيدة للجسم ستمكن الكثير من الناس من العيش أكثر وبلوغ المائة سنة، ويرى طبيب القلب الفرنسي والمختص كذلك في علم التغذية « فريديريك صالدمان « أن الموت قبل بلوغ 120 سنة سابق لأوانه من الناحية البيولوجية نظرا لتوفر الجسم على كل الميكانيزمات والآليات الضرورية لإصلاح بعض الأضرار بصفة آلية مما يسمح للإنسان بالعيش أكثر وأن جائزة نوبل للطب لسنة 2016 التي تحصل عليها الياباني من جامعة طوكيو الاستاذ «يوشينوري» كانت حول خاصية التطهير الخلوي « اوطوفاجي» التي تعمل على الحفاظ على التوازن الفيزيولوجي بالتجديد و الإزالة المستمرين للبروتينات والجسيمات العاجزة عن العمل و الحفاظ على سلامة الخلايا التي خضعت لأثار التوتر و تمكين آليات المناعة من العمل بصفة جيدة و ملائمة. وما حصل في بلادنا من ارتفاع محسوس لمعدل العمر حسب دراسة للديوان الوطني للإحصاء خلال سنة 2007 سجل على ضوئها انتقال معدل عمر الفرد الجزائري من 71.7 الى 75.8 في مدة عشر سنوات، مع تراجع عدد الوفيات لدليل مقبول حول دور التحسن المعيشي و الصحي للأفراد وأثاره في طول أعمارهم. والتفسير الدقيق لذلك انطلق مما لاحظه العلماء عند « فأر الخلد العاري» الذي يصل عمره إلى الثلاثين سنة مقارنة مع كل فصائل الفئران التي لا يتعدى معدل عمرها الاربع سنوات ، هذا النوع من الفئران يعيش في بلدان افريقيا الشرقية « الصومال ، كينيا و اثيوبيا « وخلاصة دراستهم أظهرت طولا معتبرا لأطراف كروموزمات مادته الجينية « التيلوميرات « ونفس الملاحظة خلص إليها الدكتور « باط موناغهان « وفريقه في جامعة « غلاسغو» ببريطانيا في دراسة خصت طول «تيلوميرات» نوعا من الطيور يعيش تسع سنوات و أكثر وهو « اليوسفي الماس او الزبيرا «. إذا فكلما طالت تيلوميراتنا كنا في مأمن من أمراض القلب و الأوعية وكل انواع السرطانات، الخرف وجميع الأمراض التنكسية. فمثلا تناول غذاء صحي لمدة عشرة أشهر فقط يطيل تيلوميرات الإنسان بمقدار محسوس . وتطول التيلوميرات عند توفر نمط عيش صحي بامتياز عند الانسان أو الحيوان أساسه الغداء الجيد، الرياضة و الحركة، النوم ليلا في الظلام خاصة، تفادي المواد الكيمائية و مقاومة القلق و التوتر.. يتبع