في تطوّر غير مسبوق لجرائم الكيان الصهيوني المحتل ، لجأت تل أبيب أمس إلى نوع ضغط جديد على الفلسطينيين لاسيما المقدسيين بمصادرة كلّ مفاتيح المسجد الأقصى المبارك ، في إجراء جديد لغلقه و طرد الهيأة العاملة به ، بعد أن اقتحمت مرة أخرى المسجد فجر أمس الاثنين وسجّل اعتداؤها السافر عددا كبير من الجرحى وسط المصليين كما لم تستثن النساء و وصل ذات العدد إلى أكثر من 180 ، بعضهم في حالة خطيرة و قد منعت عنهم قوّات المستعمر الإسعافات الأولية ، رافضة دخول الأطقم الطبية ، الذين اعتدت عليهم وأغلقت عيادتهم الموجودة في باحة ذات المسجد ، علما أنّ إجمالي عدد المصابين يفوق 300 . و قد انسحبت ذات القوّت من المسجد الأقصى المبارك فجر أمس بعد أربعة أيّام من الاقتحام و التطويق. كان المئات من الفلسطينيين قد احتشدوا في المسجد الأقصى منذ فجر أمس لمنع أي اقتحام صهيوني للمسجد ، بعد أن أكّدت مجموعات استيطانية منتصف أبريل الماضي تنفيذ «اقتحام كبير» للأقصى يوم 28 رمضان بمناسبة ما يسمى ب «يوم القدس» العبري الذي احتلت فيه إسرائيل القدس الشرقية عام 1967 ، و هي ذكرى تصادفت قبل يومين أيضا مع ليلة القدر التي يحييها المسلمون في السادس و العشرين رمضان ، مع ما تمثّله هذه الليلة من فضل لدى المسلمين ، حيث أبى المقدسيّون إلّا إحياءها في ذات المسجد و مواصلة التعبّد بأداء نحو 90 ألف مصل صلاة التراويح والتهجد في ليلة ال27 من رمضان داخل حرم المسجد الأقصى المبارك . و فعلا اقتحم الاحتلال الصهيوني مساء الجمعة الحرم القدسي الشريف ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة في ساحاته ووقوع إصابات بين صفوف المصلين، الذين كانوا متجمعين في يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان ، حيث هاجمت المصلين من « باب المغاربة» أحد أبواب المسجد، وقامت بالاعتداء عليهم بالضرب وألقت قنابل الرصاص المطاطي وقنابل الصوت كما اشتبكت قوات الاحتلال مع عدد من المصلين عند «باب السلسلة» بعد منعهم من دخول المسجد الأقصى.و دفعت بتعزيزات كبيرة تجاه باحات الأقصى من أجل قمع المصلين ، بل و طوّقت مدينة القدس كاملة و تستعد أيضا لإجلاء عديد العائلات الفلسطينية من حيّ الشيخ جرّاح في القدسالمحتلة ، علما أنّ الفلسطينيين يسكنون الحي منذ 1956 كآخر ملجأ لهم بعد النكبة و تهجيرهم من كلّ منازلهم و أراضيهم في فلسطين المحتلّة . بعد انقضاء المهلة الممنوحة من المحكمة الإسرائيلية العليا وأكدت العائلات الفلسطينية رفضها أي تسوية تتضمن نزع حقها في ملكية البيوت واعترافا بحق المستوطنين فيها علما أنّ ذات المستوطنين يدعمون عنف البوليس الصهيوني باقتحامهم المباشر لمنازل الفلسطينيين في هذا الحي غير البعيد عن المسجد، و هذا الفعل المتضمّن الإجلاء اعتبرته عديد المنظمات الحقوقية تطهيرا عرقيا و محاولات لاقتلاع الفلسطينيين من أراضيهم .