الله أكبر .. الله أكبر.. هل حقا فتيحة بن شيخ ماتت ؟ هكذا استقبلت خبر وفاتك فتيحة في مكالمة هاتفية من الزميلة آمال بومهدي من مرسيليا صبيحة أمس الجمعة .. خبر لم تستصغه أذناي ولم أرد النطق بكلمة واحدة بل لم استطع ذلك و اضطررت الى قطع المكالمة فمعذرة أمال فاجأتني بخبر رحيل فتيحة وأنا وزملائي و زميلاتي بجريدة الجمهورية كنا ننتظر أن تجتاز بن شيخ المرض و تتغلب عليه بل سعينا بكل ما أوتينا من قوة و – معارف- أن نساعدها على تخطي الأزمة الصحية التي سببها لها هذا الفيروس اللعين .. جمعة لم تمر عادية لأن اسمك فتيحة بن شيخ كان على كل لسان بقاعة التحرير الكل يتحدث عنك عن أمل شفائك الذي لم نفقده الى غاية نزول خبر وفاتك كالصاعة على الجميع .. لا أجد الكلمات التي أصفك بها فتيحة و قد تقاسمنا سنوات طويلة بحلوها ومرها بفرحها و أوجاعها عندما كنا معا في القسم الجهوي و الرياضي تقاسمنا فيها العمل الصحفي و حملنا فيها همّ وانشغالات المراسلين والعمل المضني بل قاسمتك أفراح عائلتي و مشاكلها و قاسمتني أنت كل ما تعلق بعائلتك بوهران و سيق واعتبرتني أحد أفراد عائلتك .. كيف لا و الكل يعرفني ويكنّ لي المحبة والاحترام زوجك عبد القادر الذي لا أزال أتذكر أبتسامته التي يقابلي بها في كل مرة ألتقي به قرب مقر الجريدة أو المنزل حي كنت جارة عمتي بحي الزيتون . "ميمو" و "سونة " قرة عينيك لا يتردادن في مناداتي ومعانقتي بالحي حيث كنت أقيم عند العمة في كل مرة أجدهما يلعبان مع أصداقئهما حتى ..فتيحة.. والله كنت لا أتردد في الحديث معك عن همومي و مشاكلي بل كنت ألجأ اليك عند حاجتي الى النصيحة فكنت نعمة الأخت التي لم تردد بعد احلتها على التقاعد في كل مرة تهاتفني أو نتلقي بمناسبات الجمهورية تسأل عن والدتي و أخوتي كل بإسمه .. وداعا فتيحة