* التحية والتقدير لبن شبلة والبقية على شجاعتهم أماط القائد السابق للمنتخب الوطني للملاكمة عبد القادر شادي اللثام عن العديد من المشاكل التي تواجه الملاكمين والتي تسببت في حرمان الجزائر من تحقيق ميدالية أولمبية منذ دورة سيدني 2000 حسبه، مفيدا أن الملاكم صار يجد نفسه في واجهة الانتقادات كل 4 سنوات وهو يعاني الجحيم وضحية منظومة فاسدة عصفت بالفن النبيل الجزائري، مثنيا على الوجه الذي ظهر به الملاكمون الجزائريون في دورة طوكيو والذين كانت لهم الشجاعة والإرادة للظفر بتأشيرة التأهل بعد تجميد النشاط لثلاث سنوات كاملة. كما تمنى البطل الإفريقي والمتوسطي السابق أن تنفض الإتحادية الجديدة برئاسة فرحات فزيل الغبار عن القفاز الجزائري. * كيف تقيم المشاركة الجزائرية في الملاكمة ؟ * رغم أن الميدالية لم تتحقق إلا أنني أحيي جل الملاكمين تحية الأبطال على هذه المشاركة في ظل الظروف التي صاحبت هذه العهدة الأولمبية من مشاكل وعدم استقرار ، لا يمكننا أن نلوم الملاكمين أكثر ، خاصة أن هذا المنتخب عادت عجلته مؤخرا للدوران وتمكن 8 ملاكمين من التأهل من بينهم 3 فتيات لأول مرة في التاريخ. * هل لنا أن نعرف الأحداث التي صاحبت العهدة الأولمبية المنصرمة ؟ - اتحادية الملاكمة لم تعرف أي استقرار خلال ثلاث سنوات كاملة مر عليها 3 رؤساء و«ديركتوار" ومنتخب الملاكمة تم تجميده نهائيا ، الدورات الانتقائية كانت متوقفة وحتى البطولات المحلية ، فكانت المشاركة بمثابة الحل الوحيد لإنقاذ الفن النبيل من مهزلة عدم المشاركة في الأولمبياد فقط، تم الاتصال بنا ولا أخفي عليكم أنني شخصيا طالبت بالعودة لكن شريطة أن تتوفر بعض الشروط ، كي نتفادى الاقصاء وجملة الانتقادات التي تواجهنا كل 4 سنوات ، بما أن الملاكم هو من سيكون في الواجهة ، فكانت المشاركة لحفظ ماء الوجه فقط في ظل انعدام كل شيء. * وماذا عن مشاركة الثلاثي فليسي ، بولودينات وبن شبلة ؟ - بالنسبة لفليسي لم يحالفه الحظ كالمرة السابقة للأسف لتحقيق ميدالية ، بولودينات مجرد مشاركته تعد انجازا ، كيف لا؟ و هو الذي كان على مشارف الاعتزال بسبب الظروف المعيشية المزرية ، بن شبلة أتحسر عليه كثيرا هذه المرة القرعة كانت قاسية معه كثيرا ، السؤال المطروح هو كيف لأول بطل عالمي في الجزائر حقق المرتبة الخامسة ثلاثة مرات متتالية في الأولمبياد أن يفشل كل مرة في تحقيق ميدالية أولمبية. * أين كان الخلل من وجهة نظرك ؟ - الخلل في تسيير مسيرة الملاكم ، ماديا أولا ، فرغم ما حققه بن شبلة فتحضيراته بقيت حبيسة لإعانات الوزارة و الإتحادية ، فمن غير المعقول أن تجد بطلا عالميا من دون عقد تمويل ، حتى تجد الأضواء غير مسلطة عليه عندنا ، كنا نسافر من خلال مشاركاتنا مع المنتخب الوطني لروسيا وكوبا وأمريكا تجدهم يعرفوننا بالإسم في هذه البلدان وفي الجزائر الجمهور الرياضي يتعرف علينا كل 4 سنوات فقط ، أما من الجانب الفني، ففي أولمبياد 2008 شاركنا ب8 ملاكمين كلهم كانوا يبلغون أقل من 25 سنة ، حقق 4 منهم المرتبة الخامسة، لو كان هناك استقرار واستراتيجية عمل لكان من المفروض أن نحقق ميداليات في 2012 و2016 ... * نفهم من كلامك أنكم كنتم تعانون من اللاستقرار الفني ؟ - بطبيعة الحال ، المدرب جلاب في 2008 قام بعمل جبار ، بعد الأولمبياد سحب البساط منه ، ثم تم الاعتماد على مدرب كوبي انتقده الجميع وشوهت سمعته ، انتقل بعدها لمنتخب فرنسا حقق ميداليات عالمية وأولمبية ، للأسف الملاكمة الجزائرية تعاني من فساد كبير ،عنوانه التكتلات ، الصراعات وحرب المناصب وتغلغل الدخلاء، هنا لا يستقيم الظل والعود أعوج، والضحية هو الملاكم الذي يحرم من التربصات والتحضيرات وهو يعاني من ظروف مزرية. * ماهي الحلول لتحسين وضعية الملاكمين اجتماعيا ؟ - من غير المعقول أن يكون هناك بطل عالمي من دون منصب شغل ولا يجد حتى مصروف "الجيب" ، بطالة قاتلة يعاني منها ملاكمونا ، الحل رياضيا يكمن في تسهيل مأموريتهم لدخول عالم الاحتراف وبالمناسبة أوجه التحية للاتحادية الجديدة التي أسست لجنة الملاكمة الاحترافية مع سفيان عليان وبن قاسمية، ونتمنى أن تسهل لنا مأمورية الحصول على الإجازات. كما أوجه نداء من منبركم لكي يتم إدماج الملاكمين في أسلاك وظيفية كما هو معمول به في العديد من الدول. * وماذا عن الإتحادية الجديدة ؟ - الإتحادية الحالية بقيادة فرحات فزيل لا تلام على النتائج المحققة في طوكيو لأنها التحقت منذ أشهر قليلة وكان الأمر قد قضي ، شخص فرحات فزيل معروف أنه رجل حازم ومنضبط وسبق أن تكلمت معه كثيرا قبل أن يتم انتخابه ، رسالتي له هو حسن اختيار المحيط وفريق العمل المرافق له وسيكون التوفيق حليفهم، ونتمنى أن يعود القفاز لسابق عهده مع المكتب الحالي. * رسالتك لملاكمي المنتخب الوطني ؟ * بالنسبة لعناصر الخبرة هي مشكورة على كل ما قدمته وخرجت من الباب الواسع ويمكن الاستفادة منها مستقبلا ، أما للعناصر الشابة على غرار نموشي ، حومري وإيمان خليف فأقول لهم المستقبل أمامكم وضروري توفير لهم العناية حتى يتألقوا دوليا.