- 9 مولدات أكسجين تنتظر التركيب بمصالح كوفيد - ضرورة تزامن تدعيم الهياكل بالعتاد مع رفع وتيرة التلقيح - استئناف تدريجي للعمليات الجراحية المتوقفة بسبب الجائحة - نزلات البرد والحساسية قد تزيد الأمر تعقيدا حسب المختصين دخلت المؤسسات الاستشفائية في هدنة مؤقتة بتراجع عدد الإصابات بفيروس كورونا والسلالة المتحورة دالتا واستطاع الجيش الأبيض أن يتنفس الصعداء ويستعيد قواه من جديد ، حتى وان كان ذلك ظرفيا تزامنا مع حالة الاستقرار الذي تشهدها الوضعية الصحية الوبائية منذ شهر تقريبا بعد الضغط والحالة اللهيستيرية التي لازمت هياكلنا الصحية طيلة فترة الموجة الثالثة. عادت الحركة مرة أخرى إلى المصالح الاستشفائية التي توقفت خلال التصاعد المقلق للحالات الوبائية عن الفحوصات العادية والكشف اليومي خوفا من انتقال العدوى وتأزم الوضع على خلفية إصابة نسبة كبيرة من أطقمها بالوباء ومنها من فقدت البعض من أطبائها وممرضيها بعدما فتك بهم الفيروس وأودى بحياتهم في ظرف زمني قصير وبالمقابل لم يتوقف عن العمل عدد كبير من طاقمها رغم إصابتهم وفضلوا مساعدة الطاقم المكلف بالمتابعة والتدخل للتخفيف من حدة الضغط لعلهم يتجنبون الأسوأ . استئناف العمليات الجراحية بعد توقف دام 3 أشهر بعد التراجع الكبير الذي سجله المنحنى البياني للحالات الوبائية منذ نهاية شهر أوت الفارط ، إلتزمت المؤسسات الإستشفائية ببرنامج عملها العادي من جديد وألغت الاستثناءات التي طرأت عليه ، لاسيما العمليات الجراحية المعلقة والمصالح الطبية التي خصصت أجنحتها وأسرتها لاستقبال مرضى كورونا في عز الأزمة وأجلت تدخلاتها إلى إشعار لاحق في تلك الفترة بالذات . وحسب مديرية الصحة فقد باشرت المؤسسات الاستشفائية في إجراء العمليات الجراحية بداية من الأسبوع الجاري لفائدة المرضى المدرجين في قائمة الانتظار وهذا بصفة تدريجية إلى حين عودة الوضع بشكل منتظم إلى النظام السابق من قبل كل المصالح الطبية مرة أخرى باختلاف تخصصاتها وهذا في إطار التكفل الأحسن بالمرضى وهو ما سيعيد الأمل إلى الحالات التي ظلت تنتظر رفع التعليق عن الجراحة لممارسة حياتها بصفة طبيعية . أطول مرحلة استقرار منذ ظهور الوباء يصف المختصون في الطب الوقائي وعلم الأوبئة الوضعية الصحية التي تعيشها الجزائر بعد تجاوز حالة الذروة بأطول مرحلة استقرار منذ ظهور الوباء وهذا على مدار سنتين تقريبا وهي الفترة السانحة لضبط استراتيجية صحية تتماشى والتوقعات المنتظرة الأشهر المقبلة والتحذيرات التي رفعها الخبراء وطرحها على طاولة أصحاب القرار. ويشبه المختصون هذه الحالة بالهدوء الذي يسبق الموجة الرابعة ، بعدما تلاشت كل مظاهر الالتزام بالساحة المحلية ، ما ينذر بكارثة حقيقية مستقبلا ستعيدنا إلى نقطة الصفر حسب تكهنات أهل الاختصاص رغم كل العقبات والأحداث المؤلمة التي أضعفت تدخلات الجيش الأبيض وجعلته يتخبط يوميا في مشاكل متعددة على خلفية النقائص التي ظل يعاني منها القطاع خلال تلك الموجة الموجة الثالثة كان درسا قاسيا سجلت المصالح الطبية المتخصصة للتكفل بمرضى كوفيد بمستشفيات وهران عجزا كبيرا خلال الأشهر الفارطة التي ضربت فيها سلالات كورونا المتحورة بقوة حتى أن الأطباء والشبه طبيين أعلنوا خروج الأمور عن السيطرة خاصة مع اشتداد أزمة الأكسجين التي زادت الوضع سوءا، ومن خلال جولاتنا السابقة بمصالح كوفيد بكل من النجمة وعين الترك والمحقن وحتى المستشفى الجديد بالكرمة ، لاحظنا حالة الاكتظاظ نظرا إلى لعدد المتزايد للمرضى الذي تجاوز طاقة استيعاب هذه المصالح، حتى أننا وجدنا مرضى تم تحويلهم لتلقي العلاج في مستشفيات مجاورة ومنهم من ضاعوا في رحلة البحث عن الاكسجين وعن المكثفات لمرضاهم الذين تلقوا العلاج في بيوتهم بسبب ضغط المستشفيات. لا يمكن أن ننسى تلك المشاهد في المستشفيات وأمام وحدات إنتاج الأكسجين، لا يمكن أن تغادرنا صور المرضى ومرافقيهم وهم يستغيثون طلبا لجرعة هواء، كما لا يمكن أن ننسى ملامح الارهاق والتعب والعجز في وجوه الأطباء والممرضين ومسيري مصالح كوفيد، كل ذلك كان درسا قاسيا على المواطن والمسير والطبيب والمسؤوليون عن الصحة، وقد نعيش مشاهد أقسى من ذلك إن لم نحفظ الدرس ونعد هيكلة مؤسساتنا الاستشفائية التي كشفت كورونا عن حجم النقائص فيها وفي قطاع الصحة عموما هل تعلمنا من درس الموجة الثالثة أم لا ؟ وهل استفدنا من أخطائنا السابقة أم لا ؟ و هل استطعنا أن نتجاوز النقائص المسجلة بالقطاع أم لا ؟ كلها أسئلة تحتاج إلى أجوبة صريحة وواضحة وتدخلات استعجاليه لا تتحمل أي تقصير أو تهاون ،لان ما ينتظرنا أكثر ضررا وخطرا من الموجات السابقة مع تغير كورونا وحدوث طفرات في مادته الوراثية والتي تؤثر على مناعة الإنسان وتخل بتوازنه الجسدي. وان كانت المؤشرات الايجابية المسجلة في المدة الأخيرة تطمئن المواطن وتجعله يبتعد عن البرتوكول الصحي والالتزام بتدابيره الاحترازية ، إلا أن هذا لا يعني أننا في مأمن و تجاوزنا مرحلة الخطر وتمكننا من العودة إلى حياتنا العادية بل يتطلب منا المزيد من الحذر والانضباط استعدادا لضربة موجعة اسمها سلالة «مو» التي ظهرت لأول مرة في كولومبيا جانفي الفارط وصنفت من اخطر السلالات وأكثرها مقاومة للقاحات المضادة لكورونا المستعملة منذ انطلاق الحملة حسب ما تؤكده الأبحاث العلمية الأولية التي قدمت شروحات عن النوع الجديد وهو للأسف ما يجهله أو يتجاهله الكثيرون ولا يعيرون له أدنى اهتمام ، رغم الشرخ الذي أحدثه الموجة الثالثة سواء من حيث الحصيلة الثقيلة للإصابات أو من عدد الوفيات الذي تعدى عتبة ال20 حالة يوميا ما يستدعي تبني مخططا خاصا يعتمد على استعدادات تغطي نقائص الضربة الثالثة 9 مولدات بطاقة إنتاجية تصل ل6000 لتر يوميا بمصالح كوفيد الخمس لتفادي مشاكل نقص الاكسجين وارتفاع عدد الوفايات اختناقا ضبطت مديرية الصحة برنامجها لتدعيم المؤسسات الاستشفائية ب 9 مولدات بطاقة إنتاجية تتراوح ما بين 3000 و6000 لتر يوميا وتوزيعها حسب احتياجات كل واحدة ، حيث تعززت كل من مؤسسات الكرمة والنجمة وكنستال وعين الترك بمولدين اثنين مقابل 3 مولدات ببن زرجب ، في انتظار تركيبها من قبل شركة خاصة لها خبرة في الاختصاص ، إلا إن هذا الدعم يبقى محدودا بالنظر إلى نسبة التلقيح التي لم تتعد بعد 41 بالمائة . وحسب التقارير التي أعدتها مديرية الصحة حول الحملة الوطنية للتطعيم ضد كورونا فقد استفاد إلى حد الآن 500 ألف مواطن من التلقيح ويبقى هذا العدد ضئيلا بالنظر إلى الهدف الذي حددته اللجنة والذي يرتكز أساسا على تطعيم مليون مواطن بولاية وهران بمعنى بلوغ نسبة 70 بالمائة لتحصين السكان وتحقيق المناعة الجماعية واعتمادا على المعلومات ذاتها فان النتيجة المنتظرة يصعب تحقيقها في ظرف شهر آو شهرين تزامنا مع ظهور الموجة الرابعة وسلالة «مو» وما يزيد من مخاوف الأطباء حالات الإصابة بنزلات البرد والحساسية التي تزداد انتشارا مع حلول موسمي الخريف والشتاء وهو ما سينعكس حتما على تدخلات الجيش الأبيض وطاقة الاستيعاب المؤسسات الاستشفائية المحددة في 850 سريرا وقد يتسبب ذلك في كارثة أخرى أثقل من الثالثة.