تعد المقابر عند المسلمين من الأماكن المقدسة لا سيما وأنها تضم قبور توارى فيها جثة المسلمين سواء كانوا صغارا أو كبارا، نساء أو رجال أغناء أم فقراء فهم سواسية وقد أولى الإسلام مكانة خاصة للمقابر وأحاطها بالرعاية والإحترام غير أن الزائر لعدد من المقابر بولاية وهران يقف على حقيقة الوضع التي تعيشه المقابر ولعل مقبرة عين البيضاء صورة حية لما يحدث من إنتهاكات حيث تحولت المقبرة لا سيما أيام الجمعة إلى بازارات مفتوحة وأسواق لبيع مختلف أنواع الحلويات، الخضر والفواكه على غرار النباتات و الألبسة وهي ظاهرة جديدة طفت على سطح المجتمع الجزائري مما أفقد المقابر حرمتها حيث يزداد الوضع تأزما لتوافد المواطنين على الباعة متناسين أنهم داخل المقابر حيث لم يعد الموتى يتنعمون بالهدوء في ظل الفوضى العارمة لأصوات الباعة والمواطنين على غرار محركات السيارات. هذا وعلى صعيد آخر تعدت المظاهر السلبية الفوضى بل أصبحت قبور الموتى متنفس للنساء للحديث في أعراض الناس وتناول ما طاب ولذ من طعام وشراب ليتساءل بعض العارفين عن الخشوع الذي ينبغي أن يكون عند الوقوف على القبور وتذكر الحساب والعقاب إلا أن المواطنين باتوا منشغلين في متاهات الدنيا وتناسوا الدار الآخرة ضاربين بذلك عرض الحائط تعاليم الدين الإسلامي ولا منطق عندهم لإحترام الموتى حيث باتت المقابر مصدرا للإسترزاق حيث يحج إليها العشرات من المتسولين بحثا عن البقشيش على غرار من يدعي تلاوة القرآن ممن يعرفون بالطلبة حيث تعد هذه مهنتهم. وما يندى له الجبين هو ظاهرة نبش القبور من قبل عصابة خاصة تتنقب على المعادن الثمين على غرار المشعوذين الذين يلجأون إلى نبش قبور المسلمين من أجل الأعضاء البشرية واستعمالها في أعمال السحر والشعوذة إلى جانب تدنيس المقابر بالفضلات البيولوجية خاصة وأنها وفي ظل غياب المراحيض العمومية أضحت أماكن للتبول والتبرز فضلا عن تعاطي الخمور والدعارة. يحدث هذا في الوقت التي تغيب فيه هذه المظاهر داخل مقابر النصارى واليهود أين تشعر وأنت تدخلها بالهدوء التام والإحترام للجثة والنظافة التي تغيب بمقابرنا الأمر الذي بات يستدعي تدخل الوصاية لحماية المقابر وعمليات التوعية والتحسيس التي ينبغي أن يقوم بها أئمة المساجد عبر تراب الولاية لقداسة المقابر .