- محاضرات وندوات حول المولد النبوي الشريف تضبط ولايتي ادرار وتيميمون توقيتهما بدءا من مساء يوم 12 ربيع الأول،على احتفالات المولد و أسبوع المولد النبوي الشريف المعروف محليا ب «السبوع» بتيميمون عاصمة قورارة شمالا وزاوية كنته عاصمة توات الوسطى جنوبا . حيث يميز المدينتين احتفالات تنطلق مع دخول شهر ربيع الأول بقراءة القصائد الوترية و متون المديح النبوي بمختلف المساجد وتنظيم ندوات دينية و محاضرات حول شمائل المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ،تنظمها الزوايا والمدارس القرآنية بمختلف المناطق خصوصا مدرسة الحاج خليل بتيميمون والزاوية البكرية بتمنطيط وزاوية الشيخ سيدي الحاج الحسن بانزجمير بزاوية كنته .وتلقى هذه الفعاليات إقبالا كبيرا من طرف المواطنين والمحبين ،نظرا لدورها في تذكير المسلمين بخلق النبي الكريم في الدين والمعاملات وخلقه العظيم ،حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم سمح الوجه والبشاشة وضد كل أشكال الغلو والتشدد . السقاية و الرفادة من شيم أهل المنطقة كما تستقبل العائلات التواتية المناسبة بإعداد وجبات تقليدية للضيوف الوافدين من مختلف ولايات الوطن ،و ما يميزها الكسكسي سيد المائدة المحلية ،وعادات وتقاليد عائلية تتواصل حتى ذكرى «المولود» ،أين تعرف قصور أولاد ابراهيم ،بوده ،اولف ،بوعلي ،اغرمملال بزاوية كنته أنشطة فلكلورية واسعة .ادرار ،مدينة مخملية مغرورة بجمالها أنهكت المداحين في وصفها ،تختزن في وهادها وجدائلها ،وجدانا تراثيا عميقا يوازي سحر الأمكنة الممتدة على بحر الرمال الصافي ،والتي تسرد التاريخ والجغرافيا . هي مهد حميراء السكينة والسكون المخضبة بطين الفقارة ،وفق نسق عمراني متراص لمجتمع تربى و نما حول ثلاثية ،الزوايا الصوفية ،الفقارة ،النخلة ،وصارت هذه البلاد صلصال الجمال الطبيعي والتراثي . تيميمون ،واحة حمراء هي عاصمة قورارة ذات نسق عمراني فريد تعكس امتزاجا حضاريا لثقافات عربية إسلامية أمازيغية و أخرى افريقية ،وهي إحدى أسرار الجمال الصحراوي . يوحي بمخزون بلاد «سيدي موسى و المسعود» الهائل من عمق التاريخ وبصمات صوفية واضحة . «السبوع» تظاهرة دينية وتراثية توافق سنويا 18 ربيع الأول من كل سنة ،أي بعد أسبوع من ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم ،وتعبر عن عمق صوفي بالمنطقة متوارث بقصور زاوية سيدي الحاج بلقاسم و تيميمون وماسين ،وذلك بفعاليات صارت مظهرا اجتماعيا ثقافيا معروفا عن تيميمون ساهم بتصنيف «السبوع» بتيميمون ضمن القائمة التمثيلية للتراث العالمي اللامادي من طرف اليونيسكو، بفضل إسهامات أكاديميين وباحثين في الدراسات الأنتربولوجية ،خصوصا وان هذه التعابير الثقافية تحمل دلالات رمزية لمنطقة قورارة نظرا لخصائص هذا الموروث العالمي حاليا . وتنطلق الاحتفالات بقصر «ماسين» على بعد 04 كيلومتر شرق مدينة تيميمون ،حيث يستقبل القصر الزوار و الوافدين الحاملين لأعلام تمثل زوايا الإقليم ،وتشهد بعد صلاة المغرب من يوم 11 ربيع الأول قراءة فاتحة الكتاب و ختم «السلكة» و هو ختم القرآن بقراءة جماعية «السلكة» ختم القرآن الكريم بالقراءة الجماعية ثم تتواصل في اليوم التالي بزاوية سيدي الحاج بلقاسم .و أهم ما يميز الاحتفال بأسبوع المولد النبوي الشريف ،هو اللقاء الذي يتم ب «حفرة العلمة» بزاوية سيدي الحاج بلقاسم ،اين يجتمع الزوار ثم يختم اللقاء بالدعاء الجماعي ،علما و ان التظاهرة الشعبية تعرف أنشطة فلكلورية تشمل البارود والحضرة ،كما تكتسي أهمية كبرى وتوافدا للسياح زاوية كنته جنوب ولاية ادرار تعرف بعاصمة توات الوسطى ،او «الزاوية» أسسها محمد سيد المختار الكنتي ومنه اشتقت اسمها . إحدى عواصم الحركة الثقافية والفكرية خلال القرون السابقة ،وكانت تسمى «جامعة المعرفة» تعكس تنوعا صوفيا في الموسيقى الجامعة بين ترتيل الأوراد والنغم الصوفي المتناسق بين الحب النبوي والعبادات والتناغم مع طبيعة المنطقة ،وكان لاستثمارها دور هام في نشر الحركة العلمية وقبلها الدينية بالإقليم . «للسبوع» حب آخر بزاوية كنته زاوية كنته 80 كيلومترا جنوب ولاية أدرار ،فان للاحتفالات قصة أخرى وعبقا تراثيا متميزا لكونها تشتهر أساسا بالبارود و «الزمار» و «القرقابو» كرقصات شعبية مشهورة ،وفي نفس الوقت تحتضن ضريح فاتح إفريقيا الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي التلمساني بقصر بوعلي وضريح مولاي علي بلحاج . وتشهد احتفالات كبيرة بمناسبة المولد النبوي الشريف بقصري بوعلي و «اغرملال» وقراءة متون المديح النبوي و قصائد البردة والبغدادي تتواصل حتى أسبوع المولد من خلال تظاهرات فلكلورية هامة تجمع سحر اللحن في أصوله الصافية صفاء نغمات زمار بوعلي . عشية أسبوع النبي تعرف المدينة استقبال الزوار وهو تقليد للترحيب مسترسل في التاريخ يتبعه حضور فرق البارود ليلة «السبوع» بالساحة الكبرى بقصر الزاوية رقصات متنوعة للبارود يكون فيها نغمة راقصة ،«الشيخ بن عبد الكريم ....ما شاء الله يا لمغيلي» ،و تأتي في شكل رقصة متناسقة لفرق البارود بأشكال ألبستهم الملونة والزاهية ،على أنغام «الزمار» تختتم بالفاتحة و إلقاء محاضرة حول حب النبي تتبع بصلاة العشاء جماعة والدعاء بعموم الأمن والسكينة . شدّ الرحال من كل القصور نحو الزاوية وفي صباح اليوم الثاني وهو يوم «السبوع» المشتق من تعداد السابع يكون الاحتفال الرسمي ،وتشد الرحال من جميع القصور المجاورة إلى الزاوية ،الرجال بلباسهم وعمائمهم البيضاء والنساء بلباس تقليدي يعرف ب «ليزار» . وفي الزاوية تنطلق احتفالات كبيرة بخروج «لعلامات» وهي رايات قطنية مزركشة بالألوان و الآيات القرآنية يجهل أكاديميا تاريخ استقدامها ويقال أنها ترمز للزوايا والطرق الصوفية مزينة بقبة نحاسية على شكل هلال لون ذهبي ،بحسب المناطق و لباس «العلام» يتم على إيقاع البارود ،«الله الله با رسول ....النبي محمد يا الشفيع» ،«الله الله يارسول ....النبي محمد يا الشفيع» ،الله الله يا رسول ....النبي محمد يا الشفيع» ،الصلاة والسلام عليك يا رسول الله ،الصلاة والسلام عليك يا حبيب الله» . بعض الزوار يتوجهون لتناول وجبة الغذاء و المكون من «الطعام» الكسكسي باللحم والشاي «المجمر» ،فيما البعض الآخر يتوجه إلى زاوية الشيخ المغيلي بقصر بوعلي على بعد 10 كلم جنوب الزاوية ،حيث يوجد ضريح الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي الذي يعاد تبييضه بمادة الجير ،وتوزع الحلوى والنقود على الأطفال ،خصوصا ،تتبع بقراءة فاتحة الكتاب المعروفة محليا ب«السلكة» ،فضلا عن سلسلة محاضرات في السيرة النبوية بالمدرسة القرآنية الشيخ الحاج الحسان بانزجمير . اما زاوية كنته فتستمر بها الاحتفالات حتى مساء يوم «السبوع» و تنفض الجموع بعد يوم كامل من رقص البارود على أنغام « الوداع الوداع وبالسلامة ولعقوبة لقابل با ربي» ،حيث يتجدد اللقاء في نفس الموعد من السنة القادمة من غير توزيع دعوات أو منظمين او مشرفين ،بل هي دعوة ميراث شعبي صوفي صاف نترسخ وطقوس حب نبوي عريق .