أحيت الواحة الحمراء تيميمون بأدرار احتفالات المولد النبوي الشريف المعروف محليا ب " السبوع " ، وهي مناسبة ثقافية ودينية لازالت تحظى بقدسية كبيرة لدى سكان منطقة قوراره والجنوب الغربي عموما، كونها ترتبط ارتباطا وثيقا بالموروث الثقافي لسكان المنطقة ،الذين لازالوا متشبثين بطقوسها الفريدة من نوعها والتي تحمل دلالات اجتماعية وتراثية معبرة، ما جعلها محط اهتمام واستقطاب الآلاف من الزوار من مختلف جهات الوطن. فما أن يبزغ هلال شهر ربيع الأول حتى تعم الفرحة والبهجة والسرور أفراد المجتمع كبارا وصغارا ،حيث تنظف المنازل والشوارع والمساحات ،ومن أول ليلة تبدأ المدائح والأذكار ودروس السيرة النبوية العطرة بجميع مساجد المنطقة ،ففي ليلة ال12 ربيع الأول يسهر الجميع إلى طلوع الفجر في المساجد والزوايا والمدارس القرآنية لتلاوة المدائح الدينية والقصائد الوترية كالبردة والهمزية والبغدادي ،وهي شعائر كلها من نظم الإمام البصيري رحمه الله في مدح الرسول الكريم ، وعند الضحى تتم زيارة الأقارب ،كما يزور البعض الأخر القبور والدعاء ، وتتواصل الاحتفالات إلى غاية اليوم السابع من مولد النبي عليه الصلاة والسلام . وتبدأ الاحتفالات من يوم المولد النبوي قبل أسبوع من يوم " السبوع " الفعلي . حيث تتقدم قبيلة أولاد الحاج علي وحمو الزين بإعطاء بعض الإعانات لأحفاد الشيخ سيدي الحاج بلقاسم بقصر الزاوية ، ويصلون مع الجماعة صلاتي الظهر والعصر مع قراءة حزبين من كتاب الله عز وجل وقصيدة استفتحوا باسم ...الخ ،وتختم بالفاتحة والدعاء يليها زيارة ضريح العلامة الشيخ سيدي الحاج بلقاسم مؤسس تظاهرة " السبوع " ، ثم العودة إلى تيميمون قبل أذان المغرب ، ويطلق عليه اسم يوم الرحى أو المميز ،وما يميزه أيضا قيام ليله بتلاوة القصائد الوترية حتى الختام ،وفي الصباح قراءة الهمزية وقصائد مدحية من تأليف الشيخ للمصطفى صلى الله عليه وسلم . ومن أهم المحطات أيضا الوقفة بجبل " أسبوع " وسط مدينة تيميمون فترة الزوال بطلقات البارود وحلقات فلكلورية ودفوف الحضرة ورقصات شعبية ،بالإضافة إلى " المهري " والفرسان مهللين مكبرين ، ثم يغادرون المكان صوب " حفرة العلمه" ، وتتم وقفة الحفرة عبر 3 مراحل ، الأولى عندما تصل بعض العائلات والقبائل لقصر زاوية سيدي الحاج بلقاسم قبل يومين أو 3 قبل الموعد ،ما يجعلها تتسابق على أخذ أمكنتها المفضلة بجوار الحفرة ،ترقبا واحتياطا للتوافد الغفير الذي سيصل لاحقا من جبل أسبوع بتيميمون، والمرحلة الثانية هي لحظة التجمع ،حيث تتوالى فيها هتافات الجمهور، مرددين قول " بسم الله بسم الله ، " و " لا اله إلا الله لا اله إلا الله " و" يا رسول الله يا رسول الله "، عندها تدخل فقرة المشايخ ،ابتداء من الوية سيدي عباد بعد صلاة الفجر بقصر أوصيف ،ثم يليها راية سيدي عبد الله بضريح سيدي الحاج بلقاسم ،إلى حين خروج رايات أصحاب القصرين متبعة برايات أصحاب الواجده ،امساهل ،ماسين ،أولاد سعيد وتابلكوزه يوم أسبوع المولد النبوي الشريف ،ويختم بدخول رايات تيميمون التي تعيد أدراجها في نفس اليوم . والمرحلة الثالثة هي لحظة الختام ،عند الشفق الأحمر يقوم أقرباء الشيخ من حفدته ،بشكر الناس على سيعيهم ومشاركتهم في أحياء مناسبة أسبوع المولد النبوي العظيم .