تتواصل بالواحة الحمراء بتيميمون احتفالات أسبوع المولد النبوي الشريف المعروف محليا ب « السبوع «، وهي احتفالات تنطلق مع دخول شهر ربيع الأول عبر قراءة القصائد الوترية ومتون المديح النبوي بمختلف المساجد، وتنظيم ندوات دينية ومحاضرات حول شمائل المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ، تنظمها الزوايا والمدارس القرآنية بمختلف المناطق ،خصوصا مدرسة الشيخ خليل بتيميمون وزاوية سيدي الحاج بلقاسم . وتشهد احتفالات « السّبوع « إقبالا كبيرا من طرف المواطنين ، حيث تستقبل العائلات التيميمونية المناسبة بإعداد وجبات تقليدية للضيوف الوافدين من مختلف ولايات الوطن ، كالكسكسي باعتباره سيد المائدة المحلية ، إلى جانب عادات وتقاليد عائلية و أنشطة فلكلورية تحتضنها كل من قصور بويحيا و زاوية سيدي الحاج بلقاسم ،تينركوك و أولاد سعيد .. احتفالات» السّبوع» هي تظاهرة دينية وتراثية توافق سنويا 18 ربيع الأول من كل سنة، أي بعد أسبوع من ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي تعبر عن عمق صوفي متوارث بالمنطقة ، خاصة بقصور زاوية سيدي الحاج بلقاسم وتيميمون وماسين، وقد ساهمت هذه المظاهر الاجتماعية في تصنيف «السّبوع « بتيميمون ضمن القائمة التمثيلية للتراث العالمي اللامادي من طرف اليونيسكو، .. بفضل إسهامات الأكاديميين والباحثين في الدراسات الأنتربولوجية ،خصوصا أن هذه التعابير الثقافية تحمل دلالات رمزية لمنطقة قوراره . وتنطلق الاحتفالات بقصر «ماسين» على بعد 4 كيلومترات شمال تيميمون، حيث يستقبل القصر الزوار والوافدين الحاملين لأعلام تمثل زوايا الإقليم، وبعد صلاة المغرب من اليوم الذي يسبق السبوع، تتم قراءة فاتحة الكتاب وختم «السلكة» ، ثم تتواصل في اليوم التالي بزاوية سيدي الحاج بلقاسم . وأهم ما يميز الاحتفال بأسبوع المولد النبوي الشريف هو اللقاء الذي يتم ب «حفرة العلمة» بزاوية سيدي الحاج بلقاسم ، حيث تنطلق احتفالات كبيرة بخروج العلامات، وهي رايات قطنية مزركشة بالألوان والآيات القرآنية، و يجهل الأكاديميون تاريخ استقدامها ، ويقال إنها ترمز للزوايا والطرق الصوفية ، وتكون مُزينة بقبة نحاسية على شكل «هلال لون ذهبي»، حسب المناطق، ولباس « العلام» يتم على إيقاع البارود . وفيما يخص الزوار ، فبعضهم يتوجهون لتناول وجبة الغذاء المكون من الكسكسي باللحم والشاي المجمر، والبعض الأخر يتوجه إلى زاوية سيدي الحاج بلقاسم، على بعد 4 كيلومتر جنوب تيميمون ،حيث يوجد ضريح الشيخ سيدي الحاج بلقاسم الذي يعاد تبيضه بمادة «الجير» وتوزع الحلوى والنقود على الأطفال خصوصا ، وتتبع بقراءة فاتحة الكتاب المعروفة محليا ب «السلكة» ،فضلا عن سلسلة محاضرات في السيرة النبوية بالمدرسة القرآنية « الإمام العبقري» بتيميمون . وتستمر الاحتفالات حتى مساء يوم السبوع ليختم اللقاء بالدعاء الجماعي ، وتنفض الجموع بعد يوم كامل من رقص البارود لقصور البلدية ذات ال 50 ألف نسمة على أنغام « الوداع الوداع وبالسلامة ولعقوبة لقابل يا ربي «، ليتجدد اللقاء في نفس الموعد من السنة القادمة من غير توزيع دعوات أو منظمين أو مشرفين ، بل هي دعوة ميراث شعبي صوفي صاف مترسخ وطقوس حب نبوي عريق ..