هي رسالة منسية خبأتها صفحات كراس قديمة..أبعثها من جديد.. ، في الهزيع الأخير من ذاكرة حبٍّ يتنطط من وتين القلب أرقُمُ هذه الرسالة الصباحية.. صباحك يا سيدة القلب ممزوج بأريج دائم الحضور.. صباحك لحن من وتر عود زرياب السادس، يدغدغ ويلامس روح هذا المتوحد بك.. أعانق يا لذيذة الوصف نسيم الوجد وأنا وحيد، ما عاد طيفك يزورني.. أزاحم أحلامي كلما أفيق معانقا بقايا لقاء وشمته قصيدة غجرية حبستها ديواني المشرد بين كتب كثيرة.. منذ متى لم ألامس حسك بحرف نازف من أضلعي؟! ولم أسافر سردا في بساتين شفة قرمزية وهبتني صدق التماهي؟! ، كفك واحتساء الشاي صورة تعسكر في شراييني .. في الهزيع الأخير من ذاكرة حبِّنا عاودني ظل حنين كي أستل قلما علاه الصدأ ، بياض أوراقي في خزانة غرفتي المطلة على كرمة قاسمتني لواعج الإبحار في لجج مداد أَلِفَ شطآن الحكايا.. سيدة القلب.. حين يشتد بي الرحيل في عيونك، تلاحقني واحة من قصص الرمل ، أخالني ذا الرمة اشتد بي الوجد وسرت صاديا لالتفاتة شقية، لانحناءة من هودج هرّب ساحرتي.. بالمناسبة هل ما زالت الضفيرة والخطوة الرشيقة وخاتم الفضة بقايا تسردنا ؟ ! . أخالني نسمة تسافر عبر سواحل الهائمين، ولونا هاربا من حناء خضبت تلك الأصابع الصغيرة.. عندما ألج تفاصيل الأصيل ينفجر داخلي بركان أشواق مدفونة وأمواج من صبابة موءودة.. وتلك الكف،يا صغيرتي ، كم مرة أمسكتها في دعة ، شاكستني طلاسمها المبعثرة ، حسبتني أحسن قارئ كف ولكن حين ينبض القلب تهرب منا جيوش المعرفة وتتسلل تنهدات تكبلنا مدى الحياة.. سيدة القلب.. قاب يقظة من حلم حملك كنت أعزف على قيثارة اورفيوس ، بدا أنه يغار من لحني، بدا يلاحق رقصات الأوتار ، يسألني من أين نبتت تلك الألحان ؟! .. -أجبت رتلتها لتينك العينين.. تعجب صارخا هل هناك عاشق أكثر مني وأنا من لحقت بحبيبتي حتى عوالم الظلام؟! وقبل أن يتلاشى كان يتوسل أن أعلمه سر دلال الأوتار بين أصابعي.. رحل دون أن أقرأ عليه مزامير عيونك ودهشة وجهك الصبوح، دون أن يلج حدائق هذا القلب المعذب... ورحلتِ دون أن تسمعي آخر شطحات أشعاري.. سأرش كلماتي بعطر الرياحين ، وأهش بقايا انفعالاتي ، وأختم زفراتي علَّ النوم يحنو على الجفون فيلامس روحي.. لماذا... كلما هربت منك وجدتني راحلا إليك...؟ !