تعرف الجزائر منذ الأسبوع الماضي منحنى تصاعديا في عدد الإصابات بكوفيد 19 وهو ما حذّر منه المختصون بسبب التهاون والاستهتار في اتخاذ التدابير الكافية من أجل الوقاية، خاصة ما تعلّق بالتلقيح وذلك رغم الحملات التوعوية التي باشرتها وزارة الصحة لتوعية المواطن بضرورة التلقيح لتفادي الإصابة بالفيروس وكذا لبلوغ المناعة الجماعية التي تبقى السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الوبائية التي تعرفها الجزائر على غرار باقي دول العالم. مع تسجيل الإصابة الأولى بالمتحوّر الجديد أوميكرون في اليومين الأخيرين بالجزائر على مستوى مطار الجزائر هواري بومدين، بدأت مؤشرات القلق لدى الجزائريين الذين كانوا لوقت ليس ببعيد لايهتمون بتدابير الوقاية ويستهترون بها، من خلال تجمعاتهم داخل الأسواق وبالمساحات المخصّصة للترفيه والتنزه وهو ما صعّد من مؤشر الإصابات خلال الأسبوعين الماضيين، كما حذّر المختصون من ارتفاع عدد الإصابات في حال تواصل حالة تهاون المواطنين في اتخاذ تدابير الوقاية على محل الجد بما فيها وضع الكمامات والأقنعة وكذا احترام مسافة التباعد الصحية والتأكيد على ضرورة التلقيح لتجنّب الإصابة أو على الأقل الأعراض الجانبية الخطيرة التي تصيب المريض وهو ما يودي بحياته في الكثير من المرات ويحمّل الخزينة العمومية تكاليف باهضة عبر مختلف المصالح الاستشفائية عبر الوطن. ورغم أن العديد من المختصين أكدوا أن الموجة الرابعة أقل خطورة من الموجة الثالثة التي حصدت الآلاف من الأرواح وأدّت إلى ارتفاع كبير في عدد الإصابات، إلا أنه لا يمكن الإستهانة بالموجة الرابعة والمتحوّر أوميكرون الذي لم تسلم منه أي دولة عبر العالم خاصة في أوروبا وأمريكا، وبالنظر لكون الجزائر على أبواب هذه الموجة فعلى المواطنين تحمّل مسؤولياتهم والتوجّه نحو المصالح الطبية من أجل أخذ جرعات التلقيح لتفادي الإصابة وكذا بلوغ المناعة الجماعية. كما أن التوجّه نحو التلقيح سيجنّب الجزائر العودة إلى تدابير الغلق الكلي أو الجزئي اللتين عاشتهما خلال الموجات الأولى، الثانية والثالثة للوباء، وهي الموجات التي أكسبت قطاع الصحة التجربة في مواجهة الموجة الرابعة لتفادي ارتفاع الاصابات، ودعا المختصون في قطاع الصحة المواطنين إلى ضرورة الذهاب بكثافة إلى المراكز الصحيّة من أجل التلقيح وتفادي الإصابة بالمتحوّر الجديد. وكانت الجزائر قد اتخذت كافة التدابير لمواجهة وباء كوفيد 19 من خلال إقتنائها للتجهيزات الطبية اللازمة وكذا لمعدات الوقاية كالكمامات والأقنعة وكذا اللقاح الذي استوردته وخصّصت منه الجرعات اللازمة من أجل تلقيح كل المواطنين وبلوغ المناعة الجماعية إلا أن العديد من المواطنين رفضوا التلقيح وفضّلوا تعريض حياتهم وحياة ذويهم إلى الخطر، بسبب حملات تشويه للأعراض الجانبية التي قد تصيب المريض بعد التلقيح وهي الحملات التي جاءت لتحطيم معنويات الجزائريين وكذا لإيقاف جهود السلطات المحلية التي لا تسأم في التذكير في كل مرّة بأهمية التلقيح باعتباره السبيل الوحيد لبلوغ المناعة الجماعية.