رغم كل الأحداث التي تشغل المنطقة العربية، فقد فرضت فيروز نفسها منذ البارحة الموضوع الأبرز على الساحة الفنية، حيث نفت ريما الرحباني، ابنة فيروز في الصفحة الرسمية للسيدة خبر وفاتها، مؤكدة أن صحة فيروز جيدة وهى لا تعاني من أي مرض، مثلما ذكر الخبر. وأضافت أنها لا تعلم من أين انتشرت تلك الشائعة، ومن الذي روج لها وما هدفه من ذلك. كما طالبت كل العاملين في مجال الإعلام التأكد من الأخبار قبل نشرها، خاصة نوعية هذه الأخبار التي تؤثر كثيراً في نفسية الفنان بشكل خاص والإنسان بشكل عام. وكانت شائعة خبر وفاة فيروز قد انتشرت كالنار في الهشيم على المواقع الإلكترونية لاسيما مواقع التواصل الاجتماعي. وجاء في الشائعة أن جهات لبنانية علمت من مصادر خاصة، مقربة لعائلة الرحباني وفاة صاحبة الصوت الملائكي فيروز، بعد معاناتها مع مرض عضال في الفترة الماضية وسط تعتيمٍ اعلامي شديد، حيث بقيت في مشفى الجامعة الأمريكية في بيروت من منتصف فبراير الماضي، حتى وافتها المنية مساء الجمعة 9 مارس/آذار 2012. فيروز أو نهاد وديع حداد (اسمها الأصلي) لم تمت إذاً. صاحبة "بحبك يا لبنان" شكلت الوجدان الوطني لكل لبناني وعربي. معها قدم الأخوان رحباني المئات من الأغاني، التي أحدثت ثورة في الموسيقى العربية. فمع هذا الثلاثي بدأ عصر جديد من الأغنية التي تتسم بالبساطة والاختصار. قوية أغانيها، عميقة عمق الكلمة تحاكي الروح. غنت للأرض، وللوطن، وللقدس، وللمغترب، وللبنان. وغنت لكل بعيد، عله يرجع. لكل طفل صلت عله يكبر. للموجوع والحزين أنشدت للقرية والريف والمدينة صدح صوتها، لبيروت والحب والشمس والقمر . في رصيد "سفيرتنا إلى النجوم" كما يلقبها اللبنانيون، عدد كبير من الأغاني وأكثر من خمس عشرة مسرحية و3 أفلام. لكن الرصيد الأكبر صقلته في وجدان وضمير كل لبناني وعربي. وسط تلك المعمعة، تأتي "السيدة" مرة جديدة لتؤكد أن حياتها كما مماتها زوبعة جارفة، حدث جلل لا يمكن أن يمر مرور الكرام، فما قبل فيروز غير ما بعدها!