إنطلقت صباح أمس فعاليات الأيام الدراسية الأولى حول »الأورام الدماغية« بالمؤسسة الإستشفائية أول نوفمبر بإيسطو بمشاركة أخصائيين وجراحي أعصاب من مختلف المستشفيات الجزائرية الى جانب جراحين متمرسين من مستشفيات فرنسا والمغرب. وأشار المشاركون من خلال 25 مداخلة الى أهمية التحكم الجيد في النزيف الدموي داخل الدماغ أثناء عمليات إستئصال الأورام الخبيثة كونه يعد الطريقة المثلى لتجنب النسب العالية للوفيات على الطاولة الجراحية التي قدرها المختصون ب 5 ٪ من مجمل الحالات المعالجة بالجراحة. وأضاف البروفيسور »بلّبنة « رئيس مصلحة جراحة الأعصاب بمستشفى إيسطو أن الهدف من الأيام الدراسية الأولى من نوعها هو تبادل الخبرات وإستنباط التقنيات الحديثة للتدخل الجراحي وكذا المعالجة بالإشعاع في الوقت الذي أكد المتحدث أنّ الوحدة الصحية المذكورة أصبحت قطبا صحيا يقصده مئات المرضى من مختلف وجهات الوطن بعد أن كشف أن الفريق الطبي المشرف على هذا النوع من العمليات الدقيقة تمكن من إجراء (300) عملية جراحية لإستئصال أورام الدماغ المختلفة في ظرف أقل من عام ونصف فقط وهو ما يشير حسبه للتقدم الملحوظ للمصلحة التي تضم جهازين للسكانير ومعدات دقيقة جدا. وعن نسبة نجاح هذه العمليات التي تمتاز بدرجة عالية من الخطورة فقد أفاد أنها تجاوزت 80 ٪ من الحالات المعالجة عن طريق الإستئصال خاصة إذا ما علمنا أن معظم هذه العمليات معقدة جدا نتيجة وجود هذه الأورام داخل المخ مما يصعب إستئصالها دون التسبب في تلف للخلايا العصبية والذي ينعكس بعد ذلك على وظائف الجسم إذ تكمن خطورة هذه العمليات في إمكانية تسببها في فقدان حالة معينة كالحركة أو السمع الى غير ذلك وهو ما نجح الجراحون في تجنبه في الوقت الذي نالت نتائج المصلحة المقدمة من خلال المحاضرات إستحسان الأخصائيين الأجانب الذين إعترفوا أن مستوى التطبيب عموما في بلدانهم لا يختلف بشكل كبير عن ما تحقق بوهران بفضل جهود الفريق الطبي الذي يشرف عليه البروفيسور »بلّبنة«. وإستعرض المحاضرون دراسة تمت في 2011 تمحورت حول الأورام الدماغية التي تصيب الأطفال أين أكد البروفيسور » بوفاس ومعزوز وبن صغير« أنّ الأورام من نوع »هيدرو سيفاليز« لا تزال تمثل 10 ٪ من نسبة الحالات المسجلة التي إستقبلتها المصلحة المقدرة ب 77 حالة في 2011 تم معالجة 36 طفلا عن طريق العمليات الجراحية في الوقت الذي إستقبلت نفس المصلحة 400 حالة من مختلف الولاياتالغربية حيث أكدت نتائج الدراسة أن معظم هذه الولايات تفتقر لأخصائيين في التخدير العام وكذا إنعدام التكفل بهذه الحالات بأغلب المستشفيات في الوقت الذي تقتصر المعالجة بالنسبة لهذه الحالات على مصالح الإستعجالات فقط خاصة إذا ما علمنا أنّ هذا النوع من السرطان الدماغي الذي يصيب الأطفال لا يزال يشكل 50 ٪ من أنواع السرطانات الأخرى التي تصيب نفس الفئة العمرية. وللإشارة ستستمر فعاليات الأيام الدراسية اليوم أين ينتظر أن تتخلل هذه التظاهرة العلمية (12) مداخلة لأخصائيين على رأسها المداخلة القيّمة لرئيس المصلحة. ومن جهة أخرى لا يزال مشكل إنعدام جهاز »ليارام« يعيق برنامج التكفل الطبي بالعديد من الحالات خاصة وأنه مهم جدا لكشف وجود الأورام الدماغية الدقيقة التي يؤكد الأخصائيون أن نفس المصالح عادة ما تستقبل حالات متقدمة جدا من الإصابة مما يصعب التدخل الجراحي الناجح ويرفع من المخاطر.