- قطب الرياضة بوهران ...يتجه نحو الهاوية - تاريخ حافل بالالقاب و فريق مدينة عروس البحر المتوسط محروم من شركة وطنية - نفس الوجوه وراء نفس المشاكل انطلق في 1917 و سطع في 1946 و بعيدا عن جدلية العميد و العمودية و تاريخ التأسيس ، يبقى فريق مولودية وهران قطب رياضي و ليس كروي فقط من حيث الألقاب التي حققها على الصعيد المحلي القاري و العربي في الرياضات الجماعية و الفردية ، كيف لا و هو الذي كان يضم بعد الاستقلال 19 فرعا رياضيا ، مولودية وهران التي كتب أبناؤها أسماءهم بأحرف من ذهب في الكفاح المسلح ابان الاستعمار الغاشم ، فلعل أسماء فريحة ، ليمام ، ميسوم ، عرومية و البقية لا تزال تحتفظ بها ذاكرة التاريخ في المولودية فبمثل هؤلاء تواصلت رسالة المولودية عبر الأجيال. اول فرحة للحمراوة بالتتويج كانت سنة 1971 تحت قيادة القيصر ميلود هدفي إلى غاية وصولها لمنصات التتويجات في حقبة السبعينات من بوابة كرة القدم بتحقيق أول لقب للبطولة سنة 1971 بنخبة من النجوم برزوا في زمن أساطير كرة القدم الجزائرية على غرار القيصر ميلود هدفي ، فريحة الرأس الذهبية قشرة ، بلكدروسي ، بديار ، وناس ، الإخوة شعيب و غيرها من الأسماء التي حققت أول كأس للجزائر سنة 1975 أمام "موك" . و تواصلت إنجازات المولودية سنوات الثمانينات مع الساحرة المستديرة بجيل سبع ، بلعباس ، لباح ، محمد وناس (سيكي) ، مراد مزيان ، بودخيل ، بلهاشمي ، شريف الوزاني ، مشري بشير و غيرها من الأسماء التي طعمت ابناء الفريق في مقدمتهم الأسطور لخضر بلومي الذي حمل قميص الحمراوة على فترات متقطعة ، إلى غاية أن حمل شارة القيادة 4 بطولات و4 كؤوس وطنية وتنشيط نهائي كأس إفريقيا للأندية البطلة حيث تحقق في الثمانينات كأسين للجمهورية مع المدرب القدير مشري عبد الله و لقب للبطولة مع المدربين معطى الله و رويعي سنة 1988 و هنا بلغت المولودية الذروة ، حيت يجمع الكثير على أن التشكيلة التي كان يترأسها غانم شاوش تبقى الأحسن في تاريخ مولودية وهران كيف لا و رفاق عمر بلعطوي وقتها نشطوا نهائي كأس افريقيا للأندية البطلة و انهزموا بلعنة الحكم بكاري سيني و تعنت السلطات المحلية وقتها على لعب مباراة الإياب في ذلك النهائي بأرضية ملعب زبانة المهترئة ، رغم ذلك نالت المولودية جائزة أحسن فريق في إفريقيا. مشاكل التسعينات لم تحرم الحمراوة من الألقاب و عقب الخسارة في نهائي كأس إفريقيا للأندية البطلة طفت العديد من المشاكل وقتها و تأسس ما يسمى بجمعية أصدقاء المولودية "أمو" ، التي سحبت الثقة من الرئيس غانم شاوش و زكت يوسف جباري وقتها رئيسا لمولودية وهران ، مع جيل التسعينات الذي كان يمثلها مجموعة من العناصر المتميزة التي لم تتأثر كثيرا باحتراف رئة وسط الميدان و بطل إفريقيا مع الخضر شريف الوزاني سي طاهر نحو تركيا إلا أن تسفاوت ، زروقي ، بن عبد الله ، عاصيمي ، عريف ، بلعطوي ، بن حليمة ، غوال و غيرها من الأسماء القادمة من الجار جمعية وهران و الفرق المجاورة نجحت في نيل لقبين متتاليين للبطولة 92 و 93 ، حيث يجزم الكثير أن ذلك الانجاز يبقى تاريخي ، رغم تغيير السياسة المنتهجة في الرياضة بعد تخلي الشركات عن تدعيم النوادي الرياضية ، لكن رغم ذلك بقي اللقب الدولي مستعصي على مولودية من خلال خروجها من كأس إفريقيا للأندية البطلة بعد الخروج في 93 على يد الزمالك المصري في الدور الأول و الاقصاء على الترجي التونسي في الربع النهائي سنة 94 لتغيب التتويجات المحلية أيضا على المولودية ثلاثة سنوات كاملة ، وقتها كان التغيير في هرم الإدارة حتمية لا مفر منها و تحقق ذلك برئاسة الراحل قاسم ليمام للمولودية سنة 1995. الراحل قاسم ليمام مهندس أول لقب عربي للكرة الجزائرية و الأكيد أنه بوصول الراحل قاسم ليمام لكرسي الرئاسة في مولودية وهران ، أجمع العديد من محبي الفريق بأن المولودية ستدخل حقبة جديدة مع الرجل الذي تقلد كل المناصب في الفريق و توج معها بأغلب الألقاب ، حيث غطت حنكة قاسم ليمام و حبه للفريق العجز المالي الذي كان وقتها و حاز الحمراوة معه على أول نسخة لكأس الرابطة الوطنية و كأس الجزائر موسم 1996/1995 ، فضلا عن تحقيق 3 ألقاب عربية ، منها الأول في تاريخ كرة القدم الجزائرية سنة 1997 تحت قيادة المدرب الفلسطيني حاج منصور في الاسماعيلية المصرية ، ثم في بيروت اللبنانية سنة 1998 و في الأخير كان زئير رفاق شريف الوزاني مدويا في دمشق السورية سنة 1999 بتحقيق الكأس العربية الممتازة وقتها توقف قطار "الحمرا و البيضا" مع التتويجات في تلك المحطة لتفتح بوابة جديدة حافلة بالمشاكل. ألفية مثقلة بالمشاكل عصفت بالفريق إلى القسم الثاني و مع دخول الألفية الجديدة لم تشهد المولودية سوى المشاكل و المكائد و كأن مسيريها أخذوا من أغنية مغني راي شاب بلال "شراه جاي في 2000" منهجا لهم و البداية كانت بسحب الثقة من الرئيس الأسطوري و محبوب الحمراوة الراحل قاسم ليمام و الفريق وقتها في وصافة ترتيب البطولة ، كان ذلك سنة 2001 ، ليعود يوسف جباري رئيسا للفريق و استمر إلى غاية 2004 لتعيش المولودية حادثة غريبة عجيبة فريدة من نوعها بدخولها لقاء نصر حسين داي بتشكيلتين ، رئيسين و مدربين ، لتنهزم على البساط وسط مهزلة كبيرة غاب فيها عقلاء وهران و تغلغل أصحاب الفتن و المكائد من داخل و خارج الفريق . و لحد الساعة لا يزال من يسردون حقائق ذلك الموسم غير متفقين عن اسم الرئيس الشرعي يوسف جباري الذي سحبت منه الثقة أو الراحل قاسم ليمام الذي انتخبت عليه الجمعية العامة للنادي الهاوي ، بعد تولى "ديركتوار" شؤون تسيير المولودية ثم تم انتخاب ابن الفريق مراد مزيان رئيسا للمولودية ، صاحب المراوغات الجميلة محليا قاريا و اقليميا ، نجح في العام الأول بضخ دماء جديد داخل التشكيلة على غرار شعيب توفيق ، براجة ، ومان و واسطي زوبير الذي كان اكثر خبرة منهم ، ناهيك عن انتداب أحسن لاعب إفريقي في تاريخ البطولة الوطنية جيل أوغستين بينيا ، لكن الموسم الثاني غلقت كل الأبواب في وجه مزيان وغادر الفريق عاجزا عن إيجاد الحلول ، ليعود جباري في الموسم 2006/2005 بشعار "إن شاء الله منطيحوش" ، بانتدابه لأبرز لاعبي البطولة في شاكلة مزوار ، بونقجة مع عودة داود سفيان و بوكساسة و عاصيمي الذين أنقذوا المولودية من السقوط بأعجوبة ، واصل جباري على رأس الفريق إلى غاية موسم 2008/2007 و هنا كانت حلقة جديدة من الأزمات و السياسة العرجاء في التسيير ،بداية برحيل جل الركائز في مقدمتها الكاميروني بينيا الذي غادر نحو العملاق البرتغالي "بنفيكا" في صفقة مدوية تضاربت حولها الأرقام إلى غاية اليوم . و مع عدم الاستقرار على مستوى العارضة الفنية وجدت مولودية وهران نفسها تسقط لأول مرة في تاريخها للقسم الثاني مع الرئيس يوسف جباري الذي يدير الإدارة اليوم مؤقتا ، بحيث لم تشفع لهذا الأخير لقبي البطولة المحققين مطلع التسعينات او تنشيطه لنهائي كأس العربية بقطر سنة 2001 و نهائي كأس الجمهورية سنة 2002 . و لم ينقذه حتى تعيين محبوب الحمراوة في العارضة الفنية شريف الوزاني سي طاهر الذي وجد نفسه يقاوم بمفرده لإنقاذ المولودية من شبح السقوط لكن من دون جدوى للأسف. الرئيس الأسطوري يعيد الحمراوة إلى القمة قبل وفاته مع سقوط المولودية كان رحيل جباري وقتها و عودة قاسم ليمام مطلب جماهيري ، فعاد هذا الأخير دون أن يأبى الوضعية التي كان عليها الفريق من مشاكل مالية و مكائد تحاك في الكواليس ، فنجح ابن حي الحمري في الجمع بين التجار و الصناعيين الشباب الذي تعاهدوا على العودة بالمولودية إلى القسم الأول و بعد موسم شاق وصعب في حظيرة القسم الثاني ، نجحت المولودية مع مدربها الشاب عمر بلعطوي تشكيلة يقودها في الميدان ، مزاير ، كشاملي ، واسطي ، شعيب ، بن عطية مزوار و سباح و بالغ و مجاهد و بطواف و بن عيادة عبد القادر بإعادة زعيم فرق الجهة الغربية إلى مكانه الطبيعي ، ليفارق بعدها قاسم ليمام الحياة سنة 2010 مستوصيا بالمولودية و متوقعا ببوادر حرب أهلية سيتضرب بالمصلحة العامة للفريق في ظل تواصل صراع نفس الوجوه. انتكاسة المنظومة الاحترافية وتأسييس شركة غيرقانونية مع اعتماد الاحتراف في أندية الرابطة الأولى و الثانية ، أسست مولودية وهران شركتها الرياضية في 2010 مع الرئيس المدير العام المزكى وقتها طيب محياوي الذي خلف قاسم ليمام في رئاسة النادي الهاوي . و من دون شك أن بداية "سيناتور" السابق كانت خاطئة و ذلك بغلقه الطريق أمام كل أصحاب المال للمساهمة في شركة المولودية ذات الأسهم ، التي انطلقت عاجزة بمساهمين غير قادرين على تقديم أي إضافة باشتراكات ال100 ألف دينار ، رغم أن فيهم من هو قادر على تقديم الإضافة الإدارية من حيث الخبرة في التسيير إلا أن السواد الأعظم منهم لا يمكنه أحيانا تقديم قارورة ماء للفريق ، إنطلق وقتها الصراع بين محياوي و جباري عن من الأجدر في التواجد في مجلس الإدارة و حتى في عضوية الشركة ، ليدخل بعدها بلحاج أحمد بابا الخط بعد أن اشترى أسهم محياوي بقيمة 1.6 مليار حينها . و في 4 سنوات أي من 2010 إلى غاية 2014 ترأس المولودية كل من محياوي ، عبد الإله ، جباري و بلحاج أحمد الذي استمر ل5 سنوات كاملة على رأس الفريق. 5 سنوات لبلحاج أحمد "بابا" لم تشفع له بإعادة المولودية إلى الواجهة و خلال ال22 سنة الأخيرة يتفق الكثير على أن الرئيس المدير العام السابق و صاحب أغلبية الأسهم في الشركة الرياضية ، على أنه هو الوحيد الذي اشتغل في ظروف أكثر استقرار و ذلك من خلال الدعم الذي كان يلقاه من السلطات التي كانت تشرف على ولاية وهران من سنة 2014 و إلى غاية 2019 ، من خلال الإعانات المالية التي كانت تضخ في حزينة المولودية من ممولين و حتى السلطات ، بحيث كانت فترة بابا الأكثر استقرارا من الناحية المالية أيضا و لا يمكن نكران أن المعني كان يوفر السيولة المالية كلما استدعت الضرورة ، لكن على صعيد التسيير فشل في قيادة المولودية لبر الأمان بتكوين فريق الأحلام و إعادتها إلى منصة التتويجات ، رغم الفرص التي كانت مواتية أبرزها موسم 2018/2017 مع المدرب معز بوعكاز أين ضيعت المولودية البطولة في الجولات الأخيرة ، ليغادر بابا و يحل محله ديركتوار بقيادة شريف الوزاني إنطلق في وضع حجر الأساس لإعادة هيكلة المولودية على كافة الأصعدة لكن غياب الدعم المالي و تأخر قدوم مؤسسة وطنية تشتري غالبية الأسهم إصرار كل من كانوا في الشركة الرياضية على سحب الثقة منه حال دون تحقيق أهداف سي طاهر إداريا. عودة محياوي أدخلت الفريق في عنق الزجاجة بعد سحب الثقة من شريف الوزاني تمت تزكية محياوي رئيس المدير العام صائفة 2020 بفندق الشيراطون و كان من بين الأهداف التي أعلن عنها محياوي هو تنظيم الوضع الإداري للمولودية حتى تعبد الطريق لدخول مؤسسة وطنية كمساهم بالأغلبية ، صحيح محياوي نجح في تحضير إجازة النادي المحترف بتسليم جميع الوثائق المطلوبة للرابطة المحترفة ، لكن بالمقابل السياسة المنتهجة خاصة على الصعيد المالي و كثلة أجور اللاعبين و هجرة الممولين ، رفعت حصيلة الديون إلى أكثر من 20 مليار سنتيم ، ما أدخل الفريق في دوامة جديدة هذا الموسم و قد يحرمه من أي تدعيمات في الميركاتو الشتوي يجعل شبح السقوط الذي كان في 2008 يعود و بقوة لكن هذه المرة ستكون العودة للرابطة الأولى أكثر صعوبة ، كل هذا يستدعي تدخل قوي للجهات المعنية حتى تنقذ المولودية من الاندثار و ليس السقوط فقط ، خاصة مع سلسلة النتائج السلبية المسجلة هذا الموسم مع تسجيل 6 هزائم ، 6 تعادلات و انتصارين فقط واحد خارج الديار و اخر بملعب أحمد زبانة أمام جمعية شلف ، مكتفية المولودية من 12 نقطة فقط من خلال 14 مباراة في الذهاب بتواجدها في المركز ال16 في الترتيب العام مع الفرق المهددة بالسقوط. برتوكول 2011 و 2018 و المولودية محرومة من مؤسسة وطنية أما بخصوص المطلب الرئيسي لجماهير مولودية وهران و المتمثل في شراء مؤسسة وطنية لأغلبية أسهم الشركة الرياضية ، رغم توقيع بروتوكول اتفاقية وفق مرسوم رئاسي سنة 2011 مع مؤسسة "نفطال" و تكرر نفس المشهد سنة 2018 مع شركة "هيبروك" بحضور قوي للسلطات المحلية و نواب البرلمان بغرفتيه مراسيم توقيع هذه الاتفاقية بلحاج أحمد بابا رئيس المولودية وقتها مع ممثل "هيبروك" ، لكن سرعان ما تفاجأ أنصار المولودية بأن هيبروك ستكون مجرد ممول و ليس مساهم . و لعل العديد من الأسباب الداخلية عطلت كثيرا قدوم نفطال قبل هيبروك ابرزها التقارير المالية و الأدبية خلال السنوات ال10 أخيرة و قضية صاحب الأغلبية من رأس المال في السجل التجاري بين بابا و جباري و التي فصلت فيها محكمة وهران للأول . و اليوم قد نجد أنفسنا في قضية حجم الديون العالقة ، لكن كل هذا لا يقف أمام استفادة مولودية وهران من مؤسسة وطنية كما هو عليه الحال مع شباب بلوزداد ، مولودية العاصمة ، اتحاد العاصمة ، شباب قسنطينة و شبيبة الساورة ، شريطة أن تكون إرادة سياسية قوية لتحقيق مطلب أنصار المولودية ، هرم الرياضة في عاصمة الحوض المتوسط خلال الصائفة القادمة التي ستستضيف النسخة ال19 من العاب البحر الأبيض المتوسط