يعتمد الغطاء النباتي بولايتي ادرار وتيميمون على عملية السقي كوسيلة أساسية ،في ظل ندرة الأمطار بالمنطقة . حيث تتربع الولايتان على بحر عميق من المياه الجوفية تقارب مساحته 600 ألف كلم مربع أي ما يعادل 60 ألف مليار كلم مكعب . حيث يعتمد النمط الواحاتي على الفقارات بشكل أساسي في عملية ،السقي ،فيما يعتمد النظام الحديث الخاص بالمستصلحات الكبرى على السقي بالتقطير أو الرش المحوري ،في هذا الصدد ،أوضحت مصادر مسؤولة من مديرية الفلاحة لولاية ادرار ،أن المساحة الفلاحية الإجمالية بالولايتين تقدر ب 373.556 هكتار إلا أن المساحة الفلاحية المستغلة تقدر ب 34.649 هكتار . كما أضاف ذات المصدر بأن المساحة المسقية تصل إلى 27.681 هكتار ،ليبلغ بالتالي عدد المستثمرات الفلاحية 27.460 مستثمرة منها 21.515 تابعة للقطاع الواحاتي ،و5.945 بالقطاع الحديث . أما عن الموارد المائية المستغلة فأوضحت مصالح مديرية الموارد المائية ،ان قطاع الفلاحة بولايتي ادرار وتيميمون يعتمد على 227 بئرا عميقا بمنسوب يصل الى 9.200 لتر في الثانية ،بالإضافة إلى 6.626 بئرا عاديا بمنسوب يقدر ب 15 ألف لتر في الثانية ،فيما يبلغ عدد الفقارات 676 فقارة تنتج منسوبا يقدر ب 3.600 لتر في الثانية . و رغم هذه الوفرة في المياه الجوفية بالمنطقة إلا أن عشرات الفلاحين بمختلف بلديات الولايتين طالبوا بالكهرباء الريفية ،باعتبارها مفتاح التنمية بالمنطقة ،حسب قولهم ،مبرزين أن هذا الانشغال قديم جديد ولا يمكن الحديث عن تطور الفلاحة من دونها ، و أكد هؤلاء ،ان اغلب الآبار لا تزال تدار بالطرق التقليدية فانعكس ذلك على الفلاحة بالمنطقة ،ودفع ببعض الفلاحين التفكير في الانسحاب من النشاط الفلاحي أمام صعوبة الوضعية ،على اعتبار أن الآبار تعتمد على المحركات التي تدار بمادة المازوت الأمر الذي أرهق الفلاحين ،في طل الارتفاع المتزايد في أسعار هذه المادة وقطع غيار المحرك ،ناهيك عن المتاعب المتزايدة جراء ذلك .هذا النقص الكبير المسجل في الكهرباء الفلاحية عبر عدد من المحيطات المنتشرة عبر الدوائر والبلديات أدى إلى لجوء المستثمرين الشباب الى ظاهرة جر «الكوابل»الكهربائية من على مسافات بعيدة تثل احيانا الى 05 كيلومترات ،رغم ما تشكله هذه العملية من خطورة ،مثلما حدث لأحد الفلاحين بمحيط بدريان بلدية تيميمون حيث لقي حتفه على الفور بسبب صعقة كهربائية .وأكد الفلاحون أنهم رفعوا انشغالاتهم وفي مقدمتها الكهرباء الريفية ،والاعتماد على محركات «الديزل» التي تحولت براي المتحدثين إلى هاجس يومي بسبب ظروف النقل للحصول على برميل من المازوت . وقد جددوا مناشدتهم الهيئات والسلطات المعنية في اطلاق مشاريع لانجاز شبكات الكهرباء الريفية عبر مختلف المحيطات الفلاحية بالولايتين ،كما أشار بعض الفلاحين إلى التأخر المسجل في الإفراج عن رخص حفر الآبار وطالبوا مديرية الموارد المائية بتسهيل حصول شباب الولايتين على هذه الوثيقة الكفيلة بإطلاق استثماراتهم الفلاحية ،غير انه يبدو ان العدوى انتقلت الى القطاع التقليدي او الفلاحة الواحاتية التي تعتمد في الاساس على مياه الفقارات في عملية الري وهي التقنية التي تميز ادرار وتيميمون عن باقي ولايات الوطن ،حيث تحتويان على ازيد من 1.400 فقارة منتشرة عبر القصور ،غير ان هذا العدد الهائل من الفقارات أصبح يتضاءل بمرور الزمن .