تبقى ملاعب كرة القدم تصنع الحدث في المنظومة الكروية بالجزائر، رغم أنها أحسن بكثير من بعض الملاعب في القارة السمراء، وخير دليل على ذلك هو ملعب "جابوما" الذي احتضن مباريات المنتخب الوطني بالكاميرون، لكن الشروط التي وضعتها الكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم للأندية في ملاعبها والتي يجب أن تكون نفس شروط ملاعب التي تحتضن المواجهات الدولية للمنتخبات، حرمت العديد من الدول من احتضان مباريات فرقها خلال المنافسات القارية ، فالبرغم من أن فرق وفاق سطيف، شبيبة الساورة، شبيبة القبائل وحتى شباب بلوزداد، ستكون محرومة من استقبال منافسيها في كأس "الكاف" أو رابطة أبطال إفريقيا في كل من ملاعب 8 ماي 1945، ملعب 20 اوت ببشار ، وأول نوفمبر في تيزي وزو و20 أوت بالعاصمة إلا أنها تنفست الصعداء بوجود ملاعب مؤهلة من قبل "الكاف" في الجزائر على غرار 5 جويلية بالعاصمة مصطفى تشاكر بالبليدة وملعب وهران الجديد 40 ألف مقعد. ملعب تشاكر مخصص لمباريات المنتخب الوطني في الدور الفاصل أما عن ملعب البليدة مصطفى تشاكر، يجب أن يكون جاهزا لمباراة الإياب من المواجهة الفاصلة بين الخضر والكاميرون، وتبقى احتمالية احتضانه مباريات الفرق الأربعة في المشاركة القارية جد مستبعد، خاصة إن رفضت السلطات المحلية ذلك حتى تبقى أرضيته متماسكة تحسبا لاقتطاع ورقة التأهل لمونديال قطر 2022، وعليه قد يجد ملعب 5 جويلية أربعة أندية مزدحمة عليه، في ظاهرة مسيئة للكرة الجزائرية. ملاعب "زبانة" بوهران وحملاوي بقسنطينة و19 ماي 1956 بعنابة..غير مؤهلة وبالعودة لتاريخ مشاركات الفرق الجزائرية في مختلف المنافسات الإفريقية، نجد العديد منها تحتم عليها الأمر استقبال في ملاعب خارج ولاياتها على غرار "النسر الأسود" وفاق سطف الذي فاز منذ 8 سنوات ببطولة رابطة في النهائي أمام فيتا كلوب الكونغولي بالبليدة، يجد اليوم نلعبها غير مؤهل من قبل "الكاف" ولا يمكنه الاستعانة بملعب عنابة نظرا إلى تدهوره ولا ملعب حملاوي في قسنطينة الذي فاز فيه منذ أكثر من 34 سنة بنفس اللقب وحقق أول تتويجاته القارية لأنه غير جاهز، منذ أن تقرر تغيير عشبه الطبيعي منذ أكثر من سنة. وسبق للكاف أن رفضت في وقت سابق تأهيل ملعب الشهيد أحمد زبانة بوهران لوفاق سطيف، نظرا للاحترازات التي وضعته عليه لجنة تأهيل الملاعب في أكبر هيئة كروية بالقارة السمراء تحسبا لاحتضان "الشان" العام المقبل من ضمنها توسعة غرف الملابس وتغيير قاعة الندوات الصحفية وتركيبه على الأقل 6 مقاعد على مستوى المدرجات، وهو المشروع الذي تم الإعلان عنه والسلطات المحلية حاليا في عملية دراسة العروض من قبل المؤسسات. والأمر ينطبق على مركب العقيد لطفي بتلمسان الذي سبق وأن احتضن مواجهات المنتخب الوطني ومولودية وهران ووداد تلمسان في المواجهات القارية والعربية. المركب الأولمبي الجديد... المتنفس الوحيد للأندية ومن بين 3 ملاعب المؤهلة من قبل الكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم تجد ملعب وهران الجديد 40 ألف مقعد، الذي يتأهب لاحتضان ألعاب البحر الأبيض المتوسط وسبق أن احتضن مواجهة ودية للمنتخب الوطني المحلي أمام ليبيريا الصيف المنصرم، في أول تجربة له، حيث قدمت شبيبة الساورة طلب للسلطات المحلية لوهران وعلى رأسها الوالي السعيد سعيود، لاستقبال منافسيها في هذا الملعب التحفة مع 18 فبراير القادم، وهي تنتظر الرد، كنا إدارة النسور التي ستكون محرومة من اللعب في حديقتها المفضلة التي عجزت كبرى فرق القارة في شاكلة الأهلي المصري أن تتغلب عليها فيه في رابطة أبطال إفريقيا سابقا ، فضلا خيار وهران، بحكم تأقلم لاعبيها مع عاصمة الغرب الجزائري التي كثيرا ما تحتضن تربصاتها، زد على ذلك تبقى قريبة من حيث المسافة على أنصارها ، حتى يدعمون "النسور" في خرجتهم القارية، وهو يتطلعون فيها إلى تخطي دور المجموعات. محطة مهمة للعروس المتوسطي ستكون الفرصة مواتية لمحافظة ألعاب البحر الأبيض المتوسط في حال موافقة السلطات المحلية بوهران على احتضان الملعب الجديد لمواجهات شبيبة الساورة أو حتى وفاق سطيف في المشاركات القارية، لاختبار قدراتها التنظيمية قبل الحدث المتوسطي شهر جوان، مع إدراج هذه المواجهات كمحطات تجريببة في منافسة كرة القدم وحتى محطة تجريببة تحسبا ل«شان 2023"، بالنسبة السلطات المحلية لوهران وحتى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم. شباب بلوزداد وشبيبة القبائل الأقل تضررا وبالنظر إلى تأثير حرمان ممثلي الجزائر في المشاركة القارية من ملاعبهم نجد أن فريقي شباب بلوزداد وشبيبة القبائل الأقل ضررا، فالأول سيبقى بالعاصمة للاستقبال في ملعب 5 جويلية، وهو المتعود على لعب مواجهات الداربي فيه. وهو ذات الملعب الذي كان مسرحا لأبرز إنجازات "الكناري" القارية، التي سيجعلها تدخل منافسة كأس "الكاف" بروح معنوية عالية، في حين سيجد أنصار الوفاق والساورة يقطعون الكيلومترات لدعم فريقيهما في هذه المنافسة.