تضم ولاية تيارت مواقع أثرية وسياحية ومتنزهات طبيعية تحتاج إلى مزيد من الاهتمام لتشجيع السياحة الداخلية، حيث تتوفر الولاية على أكثر من 400 موقع أثري، منها 5 مواقع فقط أثرية مصنفة ضمن التراث الوطني. هذه المواقع الأثرية لم تستغل جيدا كمقصد سياحي، رغم أن هناك مواقع سياحية وأثرية تجذب السائحين إليها، فآثار وقصر «كولومنتا» التي هي منصات حجرية موجودة ببلدية سيدي الحسني، هذه المنطقة التي تعتبر مهد الإنسان البدائي المعروف بإنسان «كولومناتا» (6330-5250 ق.م، موجود حاليا في متحف «باردو» بالجزائر العاصمة، وهي أيضا مهد الحصان البربري الذي يعود وجوده إلى 8000-11000 سنة، فالقصر يحتل موقعا إستراتيجيا بمرتفعات روراوة ببلدية السبت، وقد شيد على هضبة عالية قد تكون شريطا دفاعيا يحيط بأغلب جهات القصر وعلى مقربة من منابع المياه، مما يدل على أن الوجود البشري والحضاري في هذه المنطقة قديم قدم التاريخ، كما توجد مواقع أثرية كثيرة بالمنطقة كانت محطة من محطات الرومان عبر خط «الليمس» الثاني الذي أنشآه الرومان خلال القرن الثاني والثالث في عهد الملك الروماني «سيبتيم سيفير» ثم مجيء الواندال والبيزنطيين والمعارك التي وقعت بين الفاتحين بقيادة عقبة بن نافع والبيزنطيين والبربر، ثم كانت محطة أخيرة للأمير عبد القادر ب«أولاد لكرد» بعد سقوط الزمالة، فأقام دائرة صغرى مما تبقى له من الزمالة الكبرى. ورغم أنها من أجمل المناطق الطبيعية، إلا أن الخدمات المقدمة لها غير كافية وتحتاج إلى جهود أكبر لإظهارها ووضعها على خارطة السياحة الوطنية والعالمية، حيث تحتاج إلى متابعة يومية من حيث النظافة. واليوم يرتادها الزوار من داخل وخارج الولاية، وتعتبر المتنفس الوحيد لأبناء البلديات المجاورة لقضاء أوقات فراغهم. وتبقى الخدمات المقدمة لها غير كافية، وأي مشروع استثمار في هذا الميدان يحتاج إلى جهد ومال ووقت لتنفيذه، حيث يستوجب على المواطنين المبادرة بالتعاون مع الجهات المعنية لتنفيذ المشاريع السياحية. وحسب المهتمين بالمواقع الأثرية فإن الجزائر تتوفر على آثار تاريخية تعود إلى فترات ما قبل التاريخ تضاهي قيمتها التاريخية العديد من المعالم الأثرية والسياحية بالعديد من البلدان، على غرار المقابر الجنائزية ب«لجدار» بتيارت، وموقع «تاڤدمت»، إلا أنها تحتاج إلى تثمين وطني يضعها في سكة دعم الاقتصاد الوطني، وأن هذا التثمين يكون بتهيئة المواقع ودعمها بالمرافق السياحية، التي تعمل على استقطاب السياح الأجانب والمواطنين الجزائريين وتشجعهم على اكتشاف ثقافات وتقاليد وآثار وتاريخ ومؤهلات سياحية بالجزائر.