تعد المدينة القديمة «بشيلقة» الأثرية المعروفة بمنطقة «زابي جسنيانه» من بين أهم المعالم الأثرية بالمسيلة، التي تروي تعاقب الحضارات باعتبارها عاصمة رومانية أسّسها ملك روما جنسيان الأول، وبإشراف قائده الجنرال سولومان، والتي جسّدت على الأرض التي تعرف حاليا ببلدية لمطارفة الواقعة شرق عاصمة الحضنة المسيلة. تزخر منطقة «بشليقة» الأثرية بالعديد من الكنوز الأثرية المدفونة، والعديد من بقايا التراث المادي، والذي يعثر عليه السكان بين الحين والآخر مجسّدا في شكل نقود أثرية، أو بقاء مجسّمات ورسومات تروي الحقبة الرومانية، خاصة وأنّ الرومان أقام العديد من الأبراج ومراكز الحراسة تندرج في ما يعرف بخط الليمس، الذي يعد من أهم الأنظمة العسكرية والاقتصادية الرومانية، لا سيما أيضا وأنّ المنطقة كانت مسرحا لتعاقب العديد من الحضارات، على غرار البربر والوندال والبزنطيين، تاركين خلفهم العديد من الآثار الأركيولوجية والمادية واللامادية، كان آخرها العثور في سنوات سابقة على قرابة 23 كلغ من النقود البيزنطية، التي تمّ تسليمها للسلطات الأمنية على مستوى بلدية المطارفة، وكذا اكتشاف سنة 2012 مقبرة مسيحية تعود للحقبة الرومانية، على إثر إقدام أحد المقاولين على إنجاز حصة 80 مسكنا تساهميا تعرّضت للإهمال في ظل اللامبالاة، وهو ما دفع العديد من المؤرّخين والباحثين إلى المطالبة في عديد المناسبات بضرورة إعداد دراسة جادة من أجل حماية الموقع الأثري، وإدراج المنطقة ضمن الجرد الوطني للآثار، خاصة وهي حاليا تحصي عددا لابأس به من السكان، وهو ما يصعب من مهمة حماية المنطقة الأثرية بشيلقية، وكذا إعادة الاعتبار لقلعة بني حماد الواقعة ببلدية المعاضيد، التي هي بحاجة ماسّة لإعادة بريقها السياحي، الذي بدأ يتلاشى بسبب غياب العديد من المرافق، وانتشار جائحة كوفيد-19 التي كانت السبب الرئيسي في التراجع الكبير في عدد السياح بالمنطقة، ودفعت العديد من الفنادق والمطاعم إلى إغلاق أبوابها بسبب تراجع السياحة والخدمات بشكل عام.