يوشِكُ الفنان عصام الرسام على الانتهاء من لوحة المُفتش الطاهر رحمه الله ، والتي ستكون جاهزة بعد أيام قليلة، وفي هذا الصدد يقول عصام إنه استغرق ما يقارب 10ساعات متقطعة خلال شهر واحد، من أجل العمل على اللوحة، مؤكدا أنه و رغم ظروفه الخاصة بسبب معاناته من ضعف البصر، إلا أنه لم يستطع التوقف عن ممارسة هوايته التي يجد فيها مُتنفّسا للترويح عن النفس. وبهذا الخصوص يضيف محدثنا « الرسم في بلادنا بعيد عن المتلقي لأسباب ممكن مادية واقتصادية ،بحيث يجد الفنان نفسه عاجزا في ظل الظروف المعيشية الصعبة وصار لزاما على أهل ومُحبي هذا الفن تشجيع الفنانين ماديا كشراء اللوحات وتكثيف طلبات الرسم، حتى لا يقع الفنان في خانة البطالة والعوز، تجعله يصرف النظر عن ممارسة الرسم كمهنة أو هواية والاستمتاع بما تزخرفه أنامله، و لهذا نرى أن العديد من الفنانين الرسامين هاجروا طمعا في تحسين أوضاعهم»، مضيفا: «نأمل إن شاء الله أن تتحسن ظُروفُنا وقدراتنا المادية المعيشية، خاصة وأننا نعلم أن الشعب الجزائري ذواق للفن». وتجدر الإشارة إلى أن عصام الرسام قد انطلق أيضا في رسم لوحة للفنانة بهية راشدي، ويستعد لرسم كل من لوحة «ما مسعودة»و»حديدوان» رحمه الله، إلى جانب كبار الفنانين بالجزائر الذين لم يُوفهم الإعلام حقَّهم، أمثال أرزقي نابتي، و«وردية» وكمال مسعودي وغيرهم، حيث سيرسُمُهم وينشُرُهم على منصات عالمية. وفي ذات السياق تحدّث عصام الرسام عن بعض العراقيل والصُّعوبات التي حالت دون إثراء رصيده الفني، سواء في مجال الرسم أو التمثيل والإخراج، بحيث يُذكر أنه رسّام ومُحب للسينما ولديه فيلم قصير من تمثيله، كما أنه يُفكر في فيلم قصير عن الحراك الجزائري المُبارك، ويشير عصام إلى أن العامل المادي هو السبب الأول الذي حال دُون إنتاج هذا العمل، مؤكدا أنه كلما حاول المبدع عرض فكرة مشروع يطلب منه المسؤول المكلف إنشاء جمعية يتحصل بموجبها على الدعم، لذلك يقول «إذا ما فائدة كلمة فنان؟، وما فائدة البطاقة التي تحصلت عليها ؟، إذا كانت الشروط أقوى مني كفنان، ويقول محدثنا إنه مثال للعديد من الفنانين الذين قيدت الظروف الصعبة أيديهم و لم تترك لهم المجال ،حتى يُطلقوا العنان لموجة الإبداع و تحريك عجلة الإنتاج الفني في الوطن. تجدر الإشارة إلى أن عصام الرسام هو فنان تشكيلي من بسكرة، يرسم بالقلم الجاف ، خريج جامعة بسكرة تخصص تسيير ، ويعمل كعامل مهني ،شارك في العديد من التظاهرات الفنية الوطنية داخل الوطن ،وعن طريق الاتصال بتقنية الفيديو بسبب وباء كورونا في دول عربية كمصر والمغرب وسوريا ،شارك أيضا في مسابقات عالمية للرسم، وكان ضمن الرسامين الأوائل الذين حققوا نتائج وصفها عصام بالجميلة والمشاركة الرائعة والمفيدة.