فتح قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المجال واسعاً أمام الشباب وخاصة حاملي المشاريع للإستثمار في مجال الطاقات المتجددة والتي يعتبرها المختصون والعارفون ، مستقبل الطاقة بشكل عام بالجزائر أو بكافة الدول المنتجة عبر العالم لأنها ستكون بديلاً للطاقات التقليدية القديمة كالغاز والبترول وغيرهما . وعليه تمنح مؤسسات الدولة المكلفة بمرافقة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للإستثمار في هذا المجال وتطوير التكنولوجيات المستعملة في إنتاج الطاقة بواسطة الثروات الطبيعية المتجددة كالشمس والماء وغيرهما ، لأن بلادنا تتوفر على هذه الثروات بالقدر الكافي الذي يتيح للشباب المستثمر إختراق هذا المجال الجديد من الصناعة الطاقوية التي لا تضرّ بالطبيعة ولا بالمخلوقات الحية . وسيستفيد هؤلاء المستثمرون من كافة التسهيلات الممنوحة لغيرهم من المستثمرين الشباب كالإعفاءات الضريبية على القيمة المضافة وتخفيض نسبة الحقوق الجمركية وحسب وعود وزير الطاقة فإن منتوجاتهم ستروج بسهولة في السوق المحلية ، وخاصة فيما يتعلق بإنتاج الكهرباء بواسطة الطاقة الشمسية بحيث تعهدت الجهات المعنية بتوزيع هذه الكهرباء عبر الشبكات الموجودة . وحسب تصريحات مدير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لولاية وهران فإن الإقبال على الصناعة الطاقوية بواسطة الثروات المتجددة تبقى ضعيفاً رغم الحوافر الممنوحة للشباب من أصحاب المشاريع بدليل أن عدد المؤسسات الصغيرة أو المتوسطة التي توجهت نحو هذا الإستثمار هو 15 مؤسسة ناشطة بالولاية حاليا وأغلبها تعتمد على الطاقة الشمسية لصنع مختلف الأجهزة مثل البطريات وغيرها هذا بالإضافة إلى إستعمال ما يسمى باللوحات الشمسية لإمتصاص الطاقة من الشمس . أما المشاريع التي لا تزال قيد الدراسة على مستوى المديرية لإنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة في نفس التخصص فعددها (5) فقط . أما بالقطاع الخاص فهناك إهتمام أيضاً بالطاقات المتجددة بحيث عكف مجمع »بيلوكس« بوهران على تطوير الأبحاث المتعلقة بإنتاج الطاقات المتجددة بحيث أنشأ مؤخراً مركزاً إعلامياً للتعريف بهذه الصناعة الجديدة عن طريق دعوة الأساتذة والباحثين المختصين في هذا المجال للمشاركة في إثراء الحقل المعرفي . وفيما يخص صناعة اللوحات الشمسية فهناك إهتمام أيضاً من طرف الخواص بحيث يوجد أول مصنع متخصص في ذلك بمنطقة شتوان بولاية تلمسان ، ومن المنتظر أن يروج هذا المنتوج قريباً . وفيما يخص رأي المختصين والمهتمين بهذا المجال فإن صناعة الطاقات المتجددة لا يزال ضعيفاً جداً ببلادنا رغم توفر كل المؤهلات الطبيعية لذلك حسب رأي منظمي الصالون الدولي حول هذه الطاقات في طبعته الثالثة شهر أكتوبر المقبل أن الجزائر لا تزال بحاجة إلى التكنولوجيات المتخصصة في ذلك .