ظواهر وسلوكات دخيلة على مجتمعنا أضحت تتخلل يومياتنا وتتحكم تدريجيا في تعاملاتنا مع الغير، لدرجة إلغاء أو إسقاط كل القيم والمبادئ التي ينص عليها ديننا الحنيف وتقاليد مجتمعنا وأعرافنا، إلى أن أصبحنا في فترة وجيرة وبدون أن نشعر نغرق في الرداءة ونسير عكس التيار وعكس ما غرسه فينا آباؤنا من قبل، من أجل تنشئة جيل يشق طريقه وحده إلى الأمام، ويسعى إلى رفع مشعل الأولين وبناء وطن لا تهز أُسسه العواصف الهدامة والتأثيرات الخارجية. موضوع عمود اليوم هو صناع محتوى اليوتوب وماجاؤوا به من رداءة وما حققوه في مدة زمنية قصيرة وتأثيراتهم السلبية على شخصية الشاب، وأبعد من ذلك انعكاسات ذلك على الأسر الجزائرية التي أضحت هي الأخرى تتبع بكل اهتمام جديد "اليوتوبارز" من إصدرات مبنية من فراغ، أضرارها أكثر من منافعها، والأكثر من ذلك تدفع كل من يُؤمن بشعاراتهم الجوفاء إلى الهاوية، وتحولهم إلى عقول ضائعة ليست لها القدرة على التمييز بين المحتوى الصحيح والسليم الذي يضمن لصاحبه حسن الإدراك والحكمة والرقي الفكري والأخلاقي، ليصبح محصورا في نفق مظلم تتحكم فيه تلك التفاهات. حديثنا اليوم عن ما يعيشه مجتمعنا من اختلالات أبطالها ما يسومنهم بصناع المحتوى في "اليوتوب" وغيره، هو نتيجة الموجة التي تعمدت إحراق وتدمير طاقاتنا الشبابية وتخريب كل ما هو إيجابي فيها من زاوية الهروب من الواقع المعاش والوضع الاجتماعي الذي يلازمها، بدلا من دفعها إلى البحث عن البديل الذي يحقق لهاالأمان والاستقرار النفسي، يحدث هذا في الوقت الذي لم تحظ فيه الإنجازات العلمية والدينية التي حققتها أسماء شاركت في مسابقات دولية وأبحاث عالمية وتربعت على عرش النجومية، ومر خبر نجاحها مر الكرام دون أن تصل إلى درجة عالية من المشاهدة والتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، لأنها بكل بساطة خبرة لا تؤمن بالعقول الضائعة وتبحث دوما عن الزاد الذي يرفع راية الجزائر في المحافل الدولية ويضمن للوطن مكانة تليق به.