من يقف وراء التفجيرات؟ أعلن مسؤولون عراقيون إن 45 شخصا على الأقل قتلوا أمس، وأصيب أكثر من 200 آخرين بجروح في أكبر سلسلة تفجيرات عبر أرجاء العراق، وقبل القمة العربية المقرر عقدها في بغداد من 27 إلى 29 مارس. وتعد القمة العربية أول ظهور للعراق على الساحة ألإقليمية بعد انسحاب القوات الأمريكية في شهر ديسمبر. وتحرص الحكومة العراقية على أن تبدي أن بإمكانها الحفاظ على ألأمن، واستضافة جيرانها في المنطقة. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن المتحدث باسم إدارة الصحة في كربلاء، جمال مهدي، قوله إن أدمى هجمات يوم أمس وقعت في المدينة الواقعة بجنوب العراق التي تقطنها غالبية شيعية حيث وقع انفجاران أسفرا عن مقتل 13 شخصا على الأقل وإصابة 48 آخرين. كما أفاد شهود العيان في المدينة أن الانفجار الثاني أحدث دمارا كبيرا، وقد تناثرت أشلاء الجثث على الطريق. وقالت الشرطة ومصادر طبية في مدينة كركوك بشمال العراق إن سيارة ملغومة انفجرت قرب مقر للشرطة، وأسفر الانفجار عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة 42 آخرين. وفي وسط بغداد قتل انتحاري يقود سيارة ملغومة قرب مجلس المحافظة أربعة أشخاص وأصاب 11 آخرين. وأفادت الأنباء بوقوع انفجارات أيضا في بيجي، وسامراء، وبلدات أخرى تقع إلى الشمال من بغداد، وفي الرمادي في الغرب، وفي الحلة واللطيفية والمحمودية إلى الجنوب. وذكرت الشرطة في مدينة بعقوبة، شمال شرق العراق، أنها عثرت على ثماني قنابل وأبطلت مفعولها. كما قالت الشرطة في الفلوجة في الغرب، إنها أبطلت مفعول قنبلة مزروعة على الطريق. تباينت الردود في العراق بشأن الجهة التي تقف وراء التفجيرات الدامية، البعض اتهم دولا عربية دون أن يسميها، والبعض الآخر اتهم تنظيم القاعدة، في حين رأى آخرون أن هناك أجندات خارجية تهدف إلى عرقلة عقد القمة العربية. ووفق وزارة الداخلية العراقية، فقد قتل 105 أشخاص وأصيب أكثر من 250 آخرين في سلسلة هجمات منسقة وقعت يومي الخميس والثلاثاء في بغداد وكركوك وديالى وتكريت وبابل ونينوى. وأعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن هذه الهجمات. واتهم وكيل وزارة الداخلية عدنان الأسدي دولا عربية دون أن يسميها بأنها تقف وراء هذه الهجمات، وقال في تصريحات صحفية إن أجهزة أمنية في هذه الدول تغض النظر عن تحركات مجموعات مسلحة، موضحا أن الأجهزة الأمنية وجدت مجاميع تستلم أموالا من بعض السفارات بغطاء أنه مرسل من قبل تجار في دول هذه السفارات، التي قال إنها سفارات عربية وعدد قليل منها غير عربية. ومن جهته يعزو زعيم قائمة العراقية إياد علاوي سلسلة التفجيرات التي ضربت العاصمة بغداد الخميس إلى تراجع الوضع السياسي، وتوقع في حديث تلفزيوني وقوع المزيد من أعمال العنف مستقبلا. أما رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي فرأى في كلمة ألقاها أمام النواب أن التفجيرات وأعمال العنف التي شملت المدنيين العراقيين تهدف إلى إشعال نار الفتنة وإفشال عقد القمة العربية، كما أنها تعطي إشارة واضحة إلى وجود جهة خارجية تحاول تصدير مشاكلها الداخلية إلى العراق، دون أن يحدد هذه الجهة. ويقول عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي النائب حامد المطلك في حديثه له إن هناك تدخلات خارجية وأيديولوجية تتبنى مشروع قتل العراقيين، الذي يهدف إلى تفكيك بنية المجتمع وإلحاق الأذى بالعراقيين. وأشار إلى أن الخلافات السياسية وتأخر تسمية الوزراء الأمنيين وضعف الإجراءات في الأجهزة الأمنية والاستخبارية كلها عوامل شجعت على تنفيذ هذه التفجيرات. ويتهم الأجهزة الأمنية بأنها منشغلة بابتزاز المعتقلين الأبرياء تاركةً واجباتها الأساسية، ومنشغلة بالقضايا السياسية التي ينبغي أن تكون بعيدةً عنها. ويرى عضو البرلمان عن التحالف الوطني جواد الحسناوي أن هذه التفجيرات تحمل رسائل إلى الشعب العراقي لإعادته إلى دوامة المخاوف الطائفية، وإلى الحكومة لإظهارها بأنها عاجزة عن ضبط الجانب الأمني، وإلى القادة العرب لإعطائهم المبرر لعدم المشاركة بالقمة العربية. ويتهم الحسناوي دولا عربية لم يسمها بهذه التفجيرات، ويؤكد أن هناك أكثر من تقرير لدى الاستخبارات الداخلية والعسكرية توكد وجود دفع عربي بالأموال، وهناك خيوط وخلايا موجودة تعمل في داخل العراق على شكل منظمات إنسانية في سبيل زعزعة استقرار العراق.