تعكف فرقة »دزاير« للروك الجزائري على التحضير لألبومها الغنائي الثالث الذي من المنتظر أن يصدر بالأسواق شهر أوت المقبل حسبما أكده رئيس الفرقة ح»حكيم لعجال« في تصريح للجمهورية، ولأن هذه الأخيرة تشتهر بإعادتها لأجمل القصائد التراثية المستوحاة من عمق التاريخ الجزائري وأعرق قصص الحب التي تغني بها عمالقة الفن الشعبي والبدوي بالجزائر فإنها تعتزم في ثالث منتوجاتها الفنية تقديم أغنيتين مأخوذتين من التراث الجزائري ويتعلق الأمر بأغنية »صبرت صبرت« عن فيلم »كحلة وبيضاء« وأغنية »يا دزاير« لعميد الأغنية الوهرانية الراحل أحمد وهبي وذلك بالإعتماد على أحد أساليب الموسيقى العصرية وهي »الروك«. ويأتي هذا المولود الفني في عالم موسيقى الروك الجزائري بعد النجاح الكبير الذي حققه ألبوم »حيزية« الذي ضم قصيدة من أجمل القصائد الجزائرية على الإطلاق كونه يتكلم عن أشهر قصة حبّ عرفها التاريخ بين حيزية وابن عمها »سعيد« خلال القرن التاسع عشر ميلادي والأهم من ذلك أن فرقة »دزاير« قد أبدعت في إعادة تقديم هذه الأغنية على إيقاعات موسيقى الروك وطوّرت ألحانها بشكل يتناغم مع صوت الأغنية البدوية لتعيد إلى أذهان الجزائريين أجمل قصة حب رويت على لسان الراحل عبد الحميد عبابسة والمطرب العملاق رابح درياسة إضافة إلى خليفي أحمد »البار عمر« وغيرهم من المطربين الأوائل الذين تغنوا »بحيزية« التي كتبها الشاعر الجزائري الكبير »محمد بن قيطون« وإلى جانب الأغاني التراثية فقد كشف »حكيم« عن أغاني الألبوم الأخرى وهي 10 أغاني كتبها ولحّنها أعضاء الفرقة على غرار أغنية »هذه حكاية« التي ستقدم بنكهة الروك الجزائري وبلغت الشباب الواعد الذي يعشق هذا النوع من الموسيقى العصرية ويحبّذ الإستماع لمشاكله وهمومه من خلال صوت أعضاء الفرقة وموسيقاهم الممزوجة بالتراث والروك العصري. وتجدر الإشارة أن فرقة »دزاير« للروك الجزائري تعد من أكثر الفرق الموسيقى التي تهتم بمشاكل الشباب مما ساهم في نجاحها بسرعة وعجّل في تألقها مدة 14 سنة كاملة وهو عمر المشوار الفني الذي تحتكم عليه هذه الأخيرة، والأهم من ذلك أن فرقة دزاير« تملك ثقافة فنية واسعة حول كل أنواع الموسيقى العصرية لا سيما موسيقى »الروك« التي ألهمتها منذ أول وهلة وأثرت في نفسية الأعضاء من خلال الإيقاعات الصّاخبة والهادئة، ورغم أن هذه الأخيرة لم تحظ بالنجاح المطلوب في بداية تأسيسها عام 1998 إلا أنها إكتشفت طريقها بسرعة بعد أن عدّلت في أسلوبها الفني ووجدت اللمسة الخاصة بها في عالم موسيقى الروك وهي مزج التراث الموسيقي الجزائري بموسيقى الروك وتقديمه بلغة الشباب، فكانت البداية مع إصدار أول ألبوم لها عام 2002 وهو ألبوم »سارة« الذي ساهم في صنع إسم فني خاص بالفرقة وعرّف بها عبر مختلف الولاياتالجزائرية والمناطق المغاربية فأصبحت هذه الأخيرة مطلوبة بكثرة في الحفلات الفنية والموسيقية وكذا التظاهرات الثقافية الوطنية. لكن المفاجأة الحقيقية التي أحدثتها فرقة »دزاير« هو ألبوم »حيزية« الذي سجل أكبر نسبة مبيعات في السوق الفنية الجزائرية عام 2006 والأعوام التي تلتها ، حيث تفاجأ الجمهور بالطريقة الفنية الإحترافية التي إتبعها الأعضاء في تقديم قصيدة »حيزية« بعد أن أدخلوا تعديلات موسيقية مستوحاة فن الروك العصري وذلك باستخدام آلات إيقاعية غربية وأخرى تراثية خلقت بدورها مزيجا فنيا راقيا أعاد إلى ذهن الجزائريين الآداء الراقي لعمالقة الفن البدوي والشعبي الذين تغنّوا بهذه القصة الخالدة في تاريخ الجزائر، وبعد هذا النجاح الكبير تهاطلت العروض الفنية على الفرقة التي أصبحت مطلوبة من طرف المخرجين السينمائيين على غرار أمين مرباح وعبد القادر مرباح ولخضر بوخرص وغيرهم من المخرجين الجزائرين، لتسجيل الفرقة حضورها الفني في حوالي 10 أعمال سينمائية تنوعت بين الأفلام والروبورتاجات والمسلسلات وبرامج »السيت كوم« كما أنها لم تغب أبدا عن الحفلات الفنية بل بالعكس نظمت العديد منها عبر ولايات الوطن وخارجه مسجلة إقبالا واسعا من طرف الجماهير من عشاق أغنية الروك الجزائري.