جمعية وهران بل قل المدرسة الكروية ما زالت محافظة على تقاليدها رغم تعاقب الأجيال منذ 1933 تاريخ ميلاد هذا الفريق الذي يعتبر خزانا لا ينضب ينجب في كل موسم لاعبين متميزين لكنهم لا يعمروا طويلا في النادي ... مكرهين لا أبطال يحزمون أمتعتهم فرادى وجماعات في كل سنة نحو فرق أخرى تحتضنهم وتوفر لهم أحسن الشروط . تلك هي مشكلة غزلان الباهية الذين لم يجدوا أناسا قادرين على الإحتفاظ بالتركيبة... النزيف هذا الموسم استمر مع هجرة مغربي ونساخ وحمية، ركائز رغم وزنها الثقيل إلا أنها لم تؤثر على الجمعية التي رفعت التحدي بالشبان الذين يستحقون كل التقدير والإحترام لأنهم لم يتراجعوا بل زادتهم الأزمة همة وخسروا تأشيرة الصعود في آخر جولة... كيف حدث هذا وما هي طموحات الفريق وما هي أسباب رحيل اللاعبين هي عناوين جلسة مشتركة مع أومامار رئيس فرع كرة القدم ومورو رئيس الفريق اللذين استضفناهما في مقر الجريدة بعد مباراة مولودية سعيدة... أومامار الدائم الحضور مع اللاعبين بخلاف مورو الذي يعمل في الخفاء قال في البداية: خسرنا تأشيرة الصعود في مرحلة الذهاب أين ضيعنا تسع نقاط في ملعبنا... صحيح كنا نملك في هذه المرحلة لاعبين كبارا لكن العقلية كانت سيئة ولما رأينا أن بعض العناصر لا تحبذ اللعب معنا سرحناها وحصلنا على مقابل... لم يكن لدينا خيار آخر وأظن أننا كنا على صواب خصوصا وأن هؤلاء لو بقوا إلى نهاية الموسم لغادروا الفريق بدون أن نستفيد بأي سنتيم... في مرحلة العودة سرنا بعقلية جديدة واعتمدنا على الشبان وقتها الأغلبية بل الكل قالوا أننا غامرنا لكن اليوم النتائج تؤكد ولنا أن تفتخر لأننا ربحنا فريقا متجانسا... سيناريو هذا الموسم يختلف عن المواسم الماضية التي كانت فيها انطلاقتنا جيدة. وفي العودة نتراجع ...على العموم أنا راض كل الرضى عن الفريق هذا الموسم.. كنا قادرين على النيل من سعيدة في ملعبها لكن الظروف المحيطة بالمباراة لم تساعدنا... وصلنا إلى الملعب فوجدنا أنفسنا أمام كمين، تركونا عرضة للجمهور...رفضنا اللعب وقررنا عدم الدخول إلى غرف الملابس إلى أن تخلى ... أوهمونا رواق الغرف خال وعند الدخول مناوشات وتصرفات غير لائقة، حدث هذا قبل اللقاء وبعد ذلك كل شيء ضبط... ما حزّ في نفسي هو تصرف المدرب السعيدي شيخي الذي كان متواجدا في المدرجات وعند دخولنا وقف وتلفظ بألفاظ يندى لها الجبين... لا أدري لماذا تصرف معنا بهذه الطريقة... ماذا فعلت له الجمعية ومهما يكن من أمر فإن شخصا بصفته مربي كان من الواجب عليه أن يحترم نفسه قبل أن يحترمنا... دوران المدرب الفرنسي الذي رافقنا في هذه السفرية أبدى استغرابا كبيرا بكل ما حدث.. رغم كل ما وقع شاركنا في هذه المباراة يضيف رئيس فرع كرة القدم للجمعية السيد "أومامار"... فريق آخر لو حدثت له نفس المشاكل الأكيد أنه سيسنحب...لاعبونا وسط إحباط نفسي خاضوا المباراة ومنهم من لعب وهو مصاب... كان بإمكاننا الظفر بالنقاط الثلاثة لأننا أدينا مباراة في المستوى... أومامار استطرد بعد ذلك للحديث عن إتحاد وهران فقال أن هذا الفريق بمثابة... تمنيت البقاء معه لكن بعض الناس طردوني فما كان عليّ سوى الإنضمام إلى الجمعية ، علما أنني كذلك عملت مع المولودية... سألنا بعد ذلك أومامار الذي يلعب إبنه في التشكيلة الأساسية للجمعية فرد: أنا لا أتعرض إلى أي إحراج عندما يتعرض للضغط من قبل الجمهور في الملعب ، كل اللاعبين أبنائي واعتبر إبني مثل الجميع وعن طموحاته أجاب: هدفنا هو تمكين الجمعية من الإرتقاء إلى القسم الأول، هذا ما أسعى إليه رفقة المسيّرين ورئيس الفريق مورو... مورو الذي لا نراه كثيرا في الملعب هو رجل ينشط في الخفاء ويقوم بعمل كبير... لم تكن لي الفرصة لأتحدث معه من قبل هذا ما جعل مفاجأتي به كبيرة لأنني اكتشفت فيه الرجل المثقف بل هو الموسوعة، يتحدث بإتقان ولا تشعر أبدا بالملل وأنت تستمع إليه، كلامه محجج بالبراهين ولن نستطيع أن تحرجه لأنك لن تجد في خطابه الثغرات... مورو استهل قائلا: أنا متواجد في الجمعية منذ ست سنوات، الثلاثة الأولى شغلت منصب رئيس لفرع كرة القدم في الفريق وبعد ذلك إنتقلت إلى رئاسة الجمعية لا ترونني كثيرا في النادي مع اللاعبين لأنني رئيس الجمعية بكل فروعها وليس لفرع كرة القدم الذي يملك شخصا تتوفر فيه كل المواصفات ليقوده وبإمتياز وهذا لا يعني أنه يعمل بإنفراد بل هو دائم الإتصال بي.. كنت حاضرا بسعيدة وتابعت المباراة وأنا كذلك دائما أسجل حضوري في المراحل الصعبة... مهمتي هي البحث عن السبوسبورينغ والحمد لله أنني أملك أصدقاء لا يبخلون على مساعداتهم وصدقوني إذا قلت لكن أن الجمعية ليس لها ديون كثيرة وهي الفريق الذي يسير بعقلانية ومنهجية كل شيء مضبوط .. الآن يختم مورو حديثه وبعد أن ضيعنا الصعود أملنا في البطولة الإحترافية حيث بإمكاننا أن نشارك مع النخبة لأن فريقنا يلبي شروط الإحتراف ، عملت منذ مدة في هذا الجانب.