❊ سؤال جمهور المسرح والتلفزيون يتكرر »واش كاش جديد يا قادة« إن الدور الإجتماعي ، التأثيري، التحفيزي، الإمتاعي، ولِمَ لا؟ الإستفزازي التحسيسي الذي يقوم به الفنان يعاني في الوقت الحاضر من تحولات تثير الإهتمام، وهذه التحولات لم يحسب لها حساب عند التقييم الفني نقديا... على الرغم من أن هذا الدور تتباين مكوناته تباينا ملحوظا في كثير من الوجوه ذلك أن الوقت الذي نعيش فيه يسمى... » عصر التغييرات السريعة« .. وهنا المفارقة.. ما دور الفنان؟ وما دور الناقد؟ وما دور المشاهد؟ وما دور المنتج؟ وما دور الكاتب؟ وما دور المخرج؟ في زمن التغيرات السريعة.. والتوابع والزوابع التي تفرضها تلك المتغيرات الصامدة والإستفزازية للنفوس والرؤوس بلا قيود ولا حدود«. ❊ هناك جانب خفي ومستتر عن الجمهور المسرحي السينمائي التلفزيوني عن الممثل بلاحة بن زيان »أو .. قادة مسمار أو حقي نوبة« ويتمثل في الإهتمام بالتراث الشعبي (الشعر الملحون).. ماذا عن هذا الجانب الغائب أو المغيب عن جمهورك المتتبع لأدوارك المتنوعة؟ حقا فأنا مهتم وباحث في الذاكرة الشعبية الإمتاعية الإبداعية وبالتحديد والتخصيص بالشعر الملحون الذي فرض حضوره بشكل فاعل ومتميز في الأوساط الشعبية بشيوخه ورواده، وأنصاره ، ودارسيه.. وهو ثروة النفوس الحساسة، والرؤوس الفاعلة بعيدا عن الرقابة الرسمية والمتابعة المقلقة لأن الشعر الملحون ينتج في الفضاء الحرّ، إنه يسمع ولا يطبع وإن كان يتم تسجيله بأقلام شعراء الملحون في دفاتر ذاتية خاصة، بعيدا عن المطابع.. وما يترتب عنها من طبع ونشر .. وتوزيع وأشير في هذا المجال إلى أنني جمعت عدة قصائد متنوعة الأشكال والمضامين والعناصر الشعرية، وأذكر بأنني احترم كل الشعراء الذين غابوا عنّا إلى العالم الآخر، والحمد لله جدي (لأمي) كان شاعرا ، وصديقا للشاعر الكبير عبد القادر الخالدي، صاحب الرؤية الإبداعية المؤثرة أبدا.. وأنا لعدة سنوات رافقت شيوخ الشعر الملحون في »الطحطاحة« بالمدينة الجديدة ذات النهكة الشعبية الخالصة وشيخي المفضل والمختار هو »الشيخ علي ولد إبراهيم القلعي« (رحمه الله) الذي أعطاني قصائد رائعة من التراث الشعبي الذي أودّ أن يعادله الإعتبار من طرف الدارسين بعد أن غمرته ظلال النسيان.. وسلوكات التناسي، رغم أنه لعب دورا هاما في رصد التحولات.. والوقائع التي تسجل في سيرة ومسيرة الشعب الجزائري وخاصة في تناوله لقضية الحرية، وفعل التحرير أيام الإستعمار الفرنسي المحتل والمغيب لكل عناصر التعبير، حتى (والدي) له ذوقه الفني الشعبي المرتبط بالشعر الملحون. ❊ مساهماتك وأدوراك عديدة ومتنوعة بتنوع تنقلاتك في فضاءات متكاملة ومتغايرة في نفس الوقت أي في المسرح والسينما والتلفزيون.. ماذا يمكن أن تشير إليه وتبرزه؟ حقا فأنا مهتم بالمسرح إنطلاقا من سنة 1967، حيث دخلت المعهد الموسيقي بوهران، والذي دلني عليه هو الفنان المسرحي (محمد أدار) وهناك إكتشفت الأستاذ قدور بن خماسة درست (4) سنوات وحصلت على شهادة الفن الدرامي ، وفي سنة 1968 تعرفت على المرحوم الفنان عبد القادر علولة، ومن ذلك الوقت بدأت أقرأ له قصائد من التراث الشعبي، الذي كان يهتم به، وقد منحني اهتمامه بشكل حميمي تشجيعي، وفي سنة 1985 شاركت في مسلسل »العرس« لعمر البرناوي، والمخرج محمد حويذق، وفي سنة 1987 »كيفاش وعلاش« ؟! لمحمد حويذق أيضا (10 حلقات إجتماعية) وفي نفس السنة عملت في (ملحقة نوفمبر) النص لإسطنبولي ناصر، وإخراج بن عمر نور الدين، وفي 1988 مسلسل »كلثوم« النص لجميلة عراس، وإخراج محمد حويذق.. وبالمناسبة أشير إلى أن محمد حويذق فنّان حسّاس .. وعاشق لفعل الإخراج إنه رحيق حياته الفنية بصورة متجددة. ❊ لقد إرتبطت بالمسرح، ودائما تردّد بأن الإرتباط به هو الدم المغذي له ولكل عناصره (الممثل .. المشاهد.. المخرج) أي فعالية المسرح تتجسد بعناصره الفنية (الطرف المرسل) والجمهور (الطرف المتلقي) فبماذا تعلق؟ نعم حياتي مرتبطة بالمسرح.. إنه عالمي الذي أمارس فيه حياتي (الإفتراضية) إن صحّ التعبير، أفرج عندما أرى مسرح وهران ينتج بصورة مستمرة دون توقف، ويثير إهتمامي وفضولي وجود أطفال أمام باب المسرح ينتظرون الدخول لمتابعة العروض المسرحية الخاصة بالأطفال، وما يقال عن (مسرح الأطفال) يقال عن (مسرح الكبار) بنوعية الهاوي والمحترف وإنني أجد نفسي دائما في مواقع التوزيع في حميمية خاصة مع الأدوار المسندة لي من طرف المخرجين مسرحيا .. وتلفزيونيا.. وسينمائيا وخاصة عندما يوجه إلى السؤال التالي: »واش كاش جديد يا قادة«؟! أنا أجاوب أبدا »المسرح راه مفتوح للجميع« وبالجميع يفرض حضوره وبالجمهور .. وأنصار المسرح تتواصل سيرة العطاء ومسيرة الإضاءات المتنوعة«. للإشارة هذه السنة كان عندي عملين تليفزيونيين بالجزائر العاصمة أحدهما مع المخرج جعفر قاسم (سيدكوم) بعنوان »قهوة ميمون« .. وقد أعطاني الدور الرئيسي (مشكورا) ولكن رفضت »قهوة ميمون« وقبلت »الحصلة« لأن المسرح له مكانة خاصة، وأولوية إستثنائية للغاية وهنا (...؟!) أقول المسرح عمري .. وحبّي ورأس مالي الوجداني.. والعمل الثاني المقترح كان للعنصر المحبوب شرشال محمد مع قناة الشروق... ولكن مسرحية »الحصلة« للمخرج الكبير حبيب مجاهري جعلتني في دائرة مغلقة لأنها منتوج مسرح وهران لسنة 2012، وكاتب النّص بدوره هذه باكورة إنتاجية المرشحة كفاتحة نوعية له ولنا في مسار متكامل.. ومتفاعل بعناصر الإحترافية ذات الحضور المتفاوت، وعناصره الشبانية ذات التجارب الواعدة وهنا جوهر التواصل بين الأجيال.. والمواصلة للعطاء لأن الفنان لا يرتبط بالتقاعد إلا (إداريا) أما فنيا فلا يمكن ذلك أبدا. ❊ نضع أمامك على ورقة كلمات تدرج في إطار »المختصر المفيد« و»ما قل ودل« وهي (12) بالتحديد إليك الكلمات ولك حرية التعليق ما رأيك؟ إنها كلمات ترتبط بي وبالحياة (1) »قهوة ميمون« الله غالب .. ومكتوب!! (2) »الحصلة« إن شاء الله تعالي أنديرو لها نتيجة (3) »التلفزيون« محطة وهران الله يجيب الخير!! (4) »المسرح« الله إيطوّل في عمره (5) »وهران«: »وهران« وهران تاريخها من دهر زمان / شهروها ملوك كذا من دولة« (6) »الشعر الملحون« ساكني فالدم.. والله يرحم الشيوخ ما يربح ما الشيخ إلا اللي بتربّى، ويقهر ذيك النفس اللي عليه الزور، الواد الحامل ما يعتمّر ڤربة.. (7) »الحب« : حب الوطن فوق كل حبّ (8) »الحرية«: هي الجزائر (9) »الحسد« : هو صعبة، وصعبة فالغيْبي، ومن يحسد خوه كلب أو شدّ أعظم«؟! (10) »علولة«: رجل عملاق وأب المساكين نطلب له الرحمة (11) »حويذق«: عنصر مثقف، مخرج متميّز (12) »الجزائر«: بلادنا فيها الخير، الله يجيب أمّاليها«. ❊ علمنا بأنك أب لثلاثة أولاد، وقد أحببت (علولة) حتى أطلقت إسمه على ابنك البكر (أي عبد القادر علولة) ما تعليقك؟ نعم ارتبطت بالفنان القدير عبد القادر علولة واطلقت إسمه تكريما له على إبني البكر، وعبد القادر إسم جامع بين شخصين أحبهما والدي وصديقي أي أصلي.. والعنصر المسرحي (علولة) الفنان المتكامل (ممثل منسق مخرج كاتب.) وابني الآن طالب بالجامعة (س 3) تخصص (علم البحار) وعماد الدين انضم إلى أشبال الأمة، ونور الهدى (تلميذة) إنهم زينة الحياة الدنيا كثلاثي متكامل. ❊ وماذا عن فضاء حياتك (مسرح وهران)؟ أنا أظن بأن المسرح في مدينة وهران، به طاقات واعدة (شبان وشابات) لهم قدراتهم، وقدراتهن على إثراء المسرح بدماء جديدة.. وإضافات متميزة (لِمَ لا؟!) والمسرح لا يموت أبدا والحمد لله هناك نصوص مسرحية لعدة أقلام متميزة وفاعلة وذات بصمات مؤثرة أمثال علولة كاكي محمد بختي، محمد أدار، عز الدين ميهوبي بوزيان بن عاشور على ناصر سعيدة ميسوم مراد سنوسي مفلاح العربي،، والقائمة ممدودة وليست محدودة، وتبقى العناصر الفنية والإبداعية بشتى تخصصاتها عبارة عن حلقات متتابعة .. كل حلقة لها مميزاتها.. وخصائصها.. وفق مسار »حرية التعبير« وفضاء »حق الإختلاف« وبالحرية الرافضة للتدجين، والحق الملغي للوصاية يكون الإبداع الحر.. والإمتاع المختار بلا قيود ولا حدود من المنبع للمصب وتحية لكل المنابر الإعلامية وبالخصوص جريدة (الجمهورية) ذات الحضور المتميز أبدا.