قالوا: ...»المسرح.. مثله مثل العنقاء، يبعث من الرّماد متجدّدا دائما.. فقد كتب للمسرح الخلود، لأنه يولد ويموت في اللحظة نفسها ما تراه على خشبة المسرح »اليوم«، ليس هو ما رأيته »بالأمس«، ولا ما ستراه »غدا«... ويظل المسرح في العالم بأسره مهدّدا ب (السقوط)، فهناك »التلفزة والسينما، والأنترنت« تهدّد المسرح بالسقوط، لكنه يقينا قادر على النّهوض ودائما يبعث كالعنقاء من الرّماد!!. ❊ »الحصلة« تنطلق لتجمع في فضاء الركح الوهري الذّبي (عبد القادر علولة) بالباهية وهران، عناصر مسرحية متعدّدة [محمد حيمور، حورية زاوش، بلاحة بن زيان، أمينة بلحسين، أحمد العوني، مختار بن يحل، هواري ملوك، الهواري لوز، بديعة عبد الخالق، جمال شتوي، محمد أمين رارا].. تأتي مسرحية »الحصلة« لترسم فعالية التحضير إنطلاقا من يوم الثلاثاء 6 مارس 2012م، وقد قمنا بزيارة خاصة لرصد المشهد مباشرة، فالجمع الفنّي بعناصره المذكورة [حاليا] في »عملية القراءة« لرسم مشاهد »الحصلة« التي ألّفها عاشق الركح الماحي بن عمارة. ليسلّمها للثنائي المتكامل المخرج ابن المسرح الوهري، الحبيب مجهري، والفنانة الكبيرة صاحبة الرصيد الفني المتواصل فوزية بوشارب كلثوم (مساعدة الإخراج). ❊ ...»الحصلة« المنتوج الجديد تدور أحداثها حول مدير عام يقع في ورطة لما يحصر في مرحاض الإدارة، بين من يريد تخليصه من هذا الوضع الحرج، ومن يريد توريطه، لكشف المقلب الذي وقع ضحيته، الأمين العام للفرع النقابي الخصم العنيد والعقبة الأخيرة أمام تنفيذ عملية الخصخصة. ❊ »الحصلة« عناصرها الفنية تتفاوت في تجاربها، في مواقع الفعاليات مسرحيا وتلفزيونيا وسينمائيا وعند تواجدنا في قاعة [عملية القراءة] لاحظنا خيوط التفاعل، والتواصل بين الأسرة المسرحية ل »الحصلة« مما يبشّر بتأسيس حميميّة العمل، بلا عقدة الوصاية.. للكبار.. ولا عقدة النقص للصّغار، فالكل (جمع بصيغة المفرد) و(مفرد بصيغة الجمع) »لم لا؟«. ❊ »الحصلة« للماحي بن عمارة، بها شخصيا متقابلة ومتضاربة ومشحونة بالفعل، ورد الفعل.. والمشهد الصّادم، والمشهد المقاوم، شفرات وخزات.. وإضاءات.. وإشارات، مطعّمة بالرمز، وملغّمة بالهمس إنها عناصر الصراع المتمثلة في الأدوار والشخصيات التالية: [المدير الكاتبة البواب زوجة المدير النقابي رجل المطافي 1 و2 نائب المدير الصحافية الصحافي المصور]. ❊ إن »الحصلة« ترصد ظواهر.. ومظاهر.. معدلة من جهة، ومقلوبة من جهة أخرى، ويبقى المشاهد أولا وأخيرا هو [الخصم والحكم] في نفس الوقت.. لأنه [المتلقي] ويبلور الثنائية [الناقد] الذي هو »الوسيط« بين[المرسل والمتلقّي]، لأنه يملك حقّ [التقييم]، وهنا المفارقة والفرق ومفترق الطرق لثلاثية متكاملة الحلقات [المنتج المشاهد الناقد]. ❊ إن الإنتاج المسرحي يبقى بحاجة إلى إعادة إعتبار، حتى يتجاوز [التّوابع] التي تستفزّه و[الزّوابع] التي تهدّد فعالية حضوره.. كما أن [الإنقطاع] التّواصلي مؤخرا بين [المسرح والإذاعة والتلفزيون] مسألة بحاجة إلى تقييم وتقويم حتى تكون كل المنابر المسرحية الإعلامية الثقافية [روافد] لتغذية نفوس ورؤوس [المشاهد والقارىء والمستمع، لأن التكامل يخلق المشهد الثافي المتكامل بلا إلغاء ولا إقصاء. ❊ وفي تراث [الذات الأخرى] هذا المشهد الذي يستحق التأمل والتذكير: »لماذا تنظر إلى القشّة في عين أخيك، لا تبالي بالخشبة في عينك؟ بل كيف تقول لأخيك: دعني أخرج القشّة من عينك، وها هي الخشبة في عينك أنت يا مرائي أخرج الخشبة من عينك أولا، حتى تبصر جيدا فتخرج القشّة من عين أخيك«❊!!. ❊ نذكّر بالمشهد لتراجع العناصر الوصية على الساحة المسرحية أحكامها التي تندرج في إطار [تهميش العناصر الفاعلة] و[إعطاء الأولوية للعناصر(...)؟! وهنا [لا قديم يُشكر.. ولا جديد يذكر]، إلا بمحاربة الرداءة من [الألف للياء].