أخيرا تحركت السلطات الولائية لمستغانم حيث أعطت إشارة انطلاق أشغال الجدارية التاريخية بجانب مغارة أولاد رياح التابعة إقليميا لبلدة النقمارية بدائرة عشعاشة بأقصى شرق ولاية مستغانم ، هذه المغارة عرفت سنة 1845 مجزرة لا تضاهيها في البشاعة إلا مجازر هولاكو المنغولي ، هتلر الألماني أو تسيفي ليفني الصهيونية في حق الإنسانية والبشرية ، حيث عاش سكان المنطقة وخاصة منهم أولاد رياح محرقة حقيقية عرفت بمحرقة الفراشيح والتي تفنن في هندستها الكولونال بيليسي / pelissier بتاريخ 18 و 19 جوان 1845 بعدما أخذ إذن بالتنفيذ من السفاح بيجو/ peugot، ارتكبت المجزرة خلال فترة المقاومة الشعبية التي كان يقودها الشهيد الشيخ بومعزة بمنطقة جبال الظهرة ردا على سياسة الأرض المحروقة المنتهجة من قبل مجرمي الحركة الاستيطانية ، ولتجنب انتقام المستدمرين التجأ سكان قبائل المنطقة المعروفة بأولاد رياح الى تلك المغارة ، حيث أصدرت القيادة الاستعمارية قرارا يقضي بجمع أكبر قدر ممكن من الحطب الجاف ووضعه عند مداخل ومخارج المغارة ثم إضرام النيران بها دون رحمة ولا شفقة بالرغم من علم المسؤولين العسكريين تواجد أطفال ، نساء وشيوخ وحتى الحيوانات بداخلها ليختنق ويتفحم الجميع ، لا تزال آثار المحرقة شاهدة على هذا الفعل الشنيع كالجدران المفحمة والعظام وجماجم الشهداء متراكمة الى حد الآن هنا وهناك ، وقد راح ضحيتها أزيد من3الاف شهيد ، الجدارية لقت سكان المنطقة وكل من لا زال يتذكر ما حدث في سنة 1845 ، حيث أنها ستصون الذاكرة الجماعية وتحفظ كنوز الأمة من أي مساس أو تشويه في ظرف أضحى فيه تاريخ الجزائر يهان بقصد وغير قصد ، حيث يسجل في هذا السياق بولاية مستغانم وبالتحديد في منطقة أولاد بوراس ( دائرة عين تادلس ) تحويل معلم تاريخي كان قد شهد ذات يوم من سنة 1958 معركة حاسمة أبان الثورة التحريرية بين مجاهدوا قبائل أولاد بوراس ببلدية السور و القوات الاستعمارية الى مفرغة عمومية تكب بها النفايات وترمى الفضلات في مرحلة يستوجب فيها على المسؤولين الحفاظ مثل هكذا مواقع تاريخية واعتبارها من مقدسات الأمة .