❊ الشعر الشعبي (باللّسان الدّراج - اللّهجة العامية) ، لعب دورا فعلاّ.. في شحن »النّفوس« بحبّ البلاد، وتطعيم »الرؤوس« بفكرة الحرية، وفعل التحرير، وإذا كان نبض القلوب بالعشق النّاري الملتهب أعطى ملحمة القلب النازف بالغرام والمجروح بفعل صدمات الأيام، وطعنات الأعوام)، والمتمثل في حيزته نموذجا على سبيل المثال التي خلّدت (قصة حبّ) صادمة جارحة خالدة، بقلم شاعر موهوب ، ومتمكن من ولوج بحر الشعر، وبحر العشق، وبحر الأشواق... والحزن والإفتراق إنه »إبن قيطون« الذي جعل العناصر الفنية الغنائية ينقلونها من الأوراق إلى الأسواق بحناجر ماسيّة ذهبية لجمهور متأثر، ومتجاوب من الجد إلى الحفيد .. لم لا؟ وحياة النفوس يلوّنها العشق بألوان »قوس قزح« بلا قيود ولا حدود وهنا المفارقة هل تتحكم في »قلبك« -؟ - أم أن قلبك يتحكم فيك ويحولك إلى »خادم« مطيع حافظ لعبارة »سمعا وطاعة« يا قلبي؟! ❊ وإذا كان شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا »إبن تومرت« ، قد عُرف بإرتباطه الوثيق ب »لغة الضاد« ، فإنه في حالة استثنائية عمل على الولوج إلى فضاء (الشعر الشعبي- بالعامية) ومن هذا الإستثناء نذكر »النشيد« الذي يردده جنود جيش التحرير الجزائري في ساحة القتال الذي نظمه الشاعر العملاق بسجن البرواڤية وهذا المقطع الأول كنموذج مصغر لفعل التعبير العامي . »هذى دِمانا الغالية دفّاڤَه « »وعلى الحبال عْلامْنا خَفّاڤه« و»للجهاد أرواحنا سَبّاقَه« جيش التحرير أحْنا ....مَاناشْ (فَلاڤّه) »يا فْرنسا ...لا تْفيدكْ اليومْ جيُوشَكْ « »ولا تْفُكّك من ايدينا جْحُوشَك« »يا فْرنسا فّْينْ طْغَاوتَكْ وفْشُوشَكْ« »يَا ظالمة ... أمسكناكْ منَ الحَناّڤة« »جيش التحرير أحْنَا ...ماناشْ (فلاڤة) »الشعب اليوْمْ ... رَاهُوا رْجَعْ له صْوابهْ« »ويحَبْ يصَفّي مْعاكْ اليومْ حْسابهْ« الكذبْ حبْلهْ ڤصيف يا كذّابة « »والحايَنْ ماتْوَاتيشْ معاهْ ارفَاڤَه« »جيش التحرير احْنا... ماناش (فلاقّه) و»فلاڤة« كلمة تطلق في المغرب العربي على المجرمين وقطاع الطرق والفرنسيون الدخلاء الغرباء يسمون أبطالنا ب »الفلاڤة« عجبا.. لزمن العجائب - زمن (الإحتلال والإختلال) وبين (الحاءر الخاء) ألف مجزرة ومجزرة،، وألف جريمة وجريمة ولا تزال الرؤية (الإحتلالية) تسعى لتمجيد الإستعمار، وتغييب الأرشيف وعدم الإعتراف بالماضي الأسود للإستعمار. ❊ وفي (الأسواق الشعبية) كان »المداح« الجزائري يُقدم حكايات ظاهرها التسلية والتخريف والامتاع، وباطنها التحسيس بضرورة العمل من أجل تحرير النفوس من التبعية للدخيل الأجنبي، وتحرير الرؤوس من الأفكار الإستعمارية الضالة المضلة ، وبالإرتباط بالينابيع المغذية للهوية الجزائرية الرافضة للخيانة، والتبعية والإستعباد ، والإستبداد والمتمسكة أبدا بالجهاد، والإجتهاد حتى النصر أو الإستشهاد أي أن الجزائري الحر لا يخرج عن هذه الثنائية أن يكون سعيدا في حياته ينعم بحريته أو يكون شهيدا في مماته ينعم بجنة ربه ولا خيار ثالث أبدا .