في وقت يرفع برنامج الحكومة الجديدة شعار تحسين الخدمة العمومية، تواصل بعض الهيئات العمومية التغاضي عن شكاوى المواطنين حتى وإن كانت موضوعية ومؤسسة ومنها شكاوى المواطنين المستفيدين من المساكن التساهمية التي من المفروض أن تكون سكنات لائقة وصالحة للسكن بمجرد استلامها، وإذا بصاحبها يصطدم بعيوب ونقائص لا حصر لها، قد يكلف إصلاحها المزيد من المال مما يثقل كاهل المواطن المغلوب على أمره في مثل هذه الحالات، لأنه مخيّر بين تحمل هذه النفقات الإضافية بغير وجه حق إن أراد التعجيل بإستلام مسكنه، وبين تماطل الهيئات المعنية في التكفل بهذه النقائص. المثال جاءنا من حي 42 مسكنا تساهميا بتغنيف المجاور لوحدة الحماية المدنية، وهي مساكن أنجزتها الوكالة العقارية ووزعتها على أصحابها الذين يبدو مما أخرجوه من ردوم ومخلفات البناء، أنهم اضطروا إلى إكمال مساكنهم بأنفسهم، وليس فقط إصلاح ما بها من عيوب ونقائص. ويشير أحد المستفيدين في هذا الصدد، أنه وجد المسكن الممنوح له غير ملائم للسكن، من كثرة الطلاء المتدفق في أرجائه، مما جعله يعتقد بأن مسكنه كان مستغلا كمخزن لمواد البناء من طرف المقاول فضلا عن وجود جدار غير مكتمل البناء والتلبيس، وأنابيب الغاز بدون تلحيم ولا صنابير، وأجزاء من الأرضية بدون بلاط، ومرافق الجناح الصحي من مرحاض وحمام مسدودة المنافذ، زيادة على النوعية الرديئة للخشب الذي أنجزت منه النوافذ ذات الشقوق الظاهرة للعيان، وكذا كميات الإسمنت المتصلب والمتحجر في مختلف أركان المسكن، وباختصار فإن كل ما يعرف في أوساط البنائين باسم «البريكول» يتركه بعض المقاولين المنجزين للسكنات العمومية بمختلف أنماطها للمستفيدين كي يتكفلوا بها، والمحظوظ من هؤلاء من يكون من نصيبه مسكن، اختارته الهيئة المنجزة كعينة يحظى بمعاينة مسؤولي الولاية خلال زيارات العمل الميدانية أو مراسيم توزيع السكنات، لأن مثل هذه العينات يسهر المقاولون على أن تكون على أكمل وجه ممكن.. فوق كل هذا فإن بعض أصحاب مثل هذه المشاريع، يرفضون للمواطن حتى حقه في الإستعانة بمحضر قضائي لإعداد محضر معاينة وإثبات النقائص والعيوب التي تميز المسكن الجديد قبل إستلام مفاتيحه، كما أنهم هم أنفسهم غير قادرين على إجبار المؤسسات المنجزة على التكفل بهذه النقائص والعيوب لأنهم لم يدرجوها ضمن تحفظاتهم في محاضر إستلام المشروع. فعلا، «يد واحدة لا تصفق» كما قال ذلك والي ولاية معسكر لأحد الشبان بمدينة أولاد الأبطال عندما إشتكى له من طول إنتظاره للمحصول على مسكن مهني للمشروع في استغلال تجهيزات مخبزة اقتناها منذ أكثر من نصف عام، في وقت تظل مئات المحلات المهنية مغلقة بسبب الأيدي التي لاتبذل للجهد، ولا تريد إفساح المجال للأيدي القادرة على بذل مثل هذا الجهد وأكثر.