ينتشلون البشر من الضجر ، يمسحون الأحزان ، يبحثون ، ينثرون السعادة ، يمنحون الأمل ، يتحلق حولهم الناس للترفيه ويسمرون ويسهرون ويضحكون ملء الأشداق ولمّا ينتهي العرض ينفضّ الجميع وتتفرق الجموع وحين تنطفئ الأضواء وتسدل الستائر ، هم ينزؤون الى الكواليس يلفهم الصمت قبل مغادرة الركح ، قبل الكلمة الأخيرة ، قبل الوداع ... . هم «الكوميديون»! سعاة المرح يطرقون أبواب حياتنا وهداياهم ورسائلهم وطرودهم دوماً كمُّ هائل من الهزل مزيج من الجدّ والسخرية الساخرة من واقع ساخر ... ينابيع حنان وجداول تتدفق بسمات وضحكات الى أنّ تبَحَّ الحلوق ... . «ملوك الضحك» و«عمالقة الهزل» هؤلاء «شارلويات» الجزائر مسار على منحنى غير متجانس وغير متطابق ذروته شهرة بلا مال وأدناه قناطير من النّكران وأطنان من النسيان ... «الرؤوس الكبيرة» من فنانينا الكوميديين ممن أضحكوا الأجيال ، هكذا مآلهم وهكذا مصيرهم ... وفي نهاية المطاف رقاد على سرير «مجمد» رويشد «لانسباكتور الطاهر» وبن مبروك (لابرانتي) ، سيراط بومدين ، حسن الحساني (بويڤرة) رحمة الله عليهم رحلوا كلهم خلف أبواب الصمت وأمّا من سار على دربهم فخلف الجدران ، واسألوا عن عثمان عريوات (رانكس فارانكس) وحزيم (في الرڤصة يهبل) متعة للشيوخ والعجائز والشبان والصبيان ، سلَوا عن فرسان الكوميديا وقبل العرجون رجاءً ، قدموا لهم تمرة قبل فوات الأوان ولتسقط دموع التماسيح !