منذ عهد الثورة الزراعية مشاريع كبرى لاستصلاح ملايين الهكتارات بجنوبنا الكبير ،وحلمنا في تلك الأيام بصحرائنا تتحول إلى كاليفورنيا مثلما خطط ونفّد الأمريكان وتخيّلنا ورسمنا في مخيلتنا و...رأينا البيداء حقول قمح تتماوج على مد البصر وحمضيات ونخل وواحات تتفجر من أعماق القفار القاحلة ... ذاك عهد «المحيطات المسقية» على امتداد محيط الرمال على امتداد مليوني كلم مربع ...استثمار موعود وحلم موؤود حين أفقنا على كثبان تتحدى طريق الوحدة الافريقية وتقتحم السد الأخضر تطمس وتطمر أبسط النقاط الأشارية للشمروع ...وسكت الحديث عن سد جرف التربة وطوّي محيط العبادلة كطي السجل ملف بملايير الدينارات وأحيل ملايين الشباب والشياب على التقاعد قبل التعاقد وجمعت السواعد وقبع الجميع يمد السمع إلى سكون الصحراء... الفلاحة في الجنوب ؟ غرّنا عنها في تلك الأيام بريق الذهب الأسود وصرفنا النظر عن الأرض عن الكنز مثلما صرفنا النظر عن السياحة .. الفلاحة في الصحراء ؟ اليوم قبل فوات الأوان و... ولينزل المسؤولون الأول إلى ماوراء الهضاب على طريق الجنوب الكبير على طريقة الأمريكان بداية القرن الماضي وبدل الحديث مرة أخرى فلندخل في صلب الموضوع ... اليوم قبل الغد ، حملة على جنوبنا الكبير بجيوش الأيادي المعطلة في الشمال والعيون المفتوحة فقط فقط على مؤسسات النفط والميزانيات المحولة ،لنعمر ولنزرع بعيدا عن الكلام و«البرا وباڤند» ولنؤمن غذاءنا ولنؤمن حدودنا لأن يباغتنا العدوّ من البر كما باغتنا ذات يوم من البحر .... قصة القمح قبل إنزال سيدي فرج !....