رغم الإقبال الكبير على الشواطىء خلال الفترة الصيفية إلا أن الملاهي لازالت تحتفظ بمكانتها وأهميتها في المجتمع الوهراني حيث سجل اقبال كبير على جنة الأحلام التي تضم العديد من الألعاب الترفيهية المحبوبة لدى الصغار والكبار الذين صاروا لايقاومون متعة اللعب والإستمتاع بوقتهم مما يخلق جوا بهيجا تمتزج فيه مشاعر المحبة بين أبناء وهران ترتفع من خلالها ضحكات الأطفال وفرحة الآباء مولدة بذلك صورة جميلة عن الأجواء العائلية التي تخلقها جنة الأحلام التي صارت لها شعبية كبيرة وصلت أصداؤها إلى المناطق المجاورة ومختلف الولاياتالغربية التي لم تُردْ هي الأخرى تضييع فرصة الإستمتاع بهذه الألعاب ذات التقنية العالية ليجد الزائر نفسه مجبرا على البقاء ساعات وساعات دون أي كلل أو ملل متنقلا من لعبة لأخرى. ومن المعروف عن جنة الأحلام أنها تضم 26 لعبة كلها في خدمة الزوار الذين يتوهون وسط مجموعة مميزة من الألعاب التي تتراوح بين لعبة الأخطبوط والفنجان وكذا العجلة الكبيرة والسيارات المتحركة ناهيم عن لعبة الكهف المخيفة التي عادة ما تستقطب عددا هائلا من الزوار الذين يرغبون في خوض تجربة الدخول إلى النفق المظلم ورؤية أشهر شخصيان الرعب التي تعوّدنا على رؤيتها ضمن الأفلام الأمريكية مثل " دراكيلا" و"القراصنة" إضافة إلى شخصية الرعب المشهورة في فيلم " سكريم" و"إيلك العجيب" وغيرها من الشخصيان التي إستلهمت الأطفال والشباب وجعلتهم يعيشون لحظات من الرعب والإثارة، وذلك ما حاولت جنة الأحلام تحقيقه على أرضها الساحرة لتمكن أبناء الباهية من الدخول في هذه التجربة المخيفة واختبار مقدار خوفهم وتحملهم لهذه المظاهر المرعبة وهو مايبحث عنه مختلف الشباب الذين يتحمسون للدخول إلى النفق المظلم والمرور عبر بوابة الخوف الرهيبة. ولأن الصعود إلى الأعلى ورؤية العالم من فوق أمر حماسي فلا تخلو أي مدينة للملاهي من القطار السريع والعجلة الكبيرة وحتى العربات المتحركة وكذا " الباخرة" المتأرجحة" التي يصل علوها لارتفاع كبير يصيب بالغيثان، وهو الجوّ الذي وفرته بدورها جنة الأحلام بالباهية التي تعرض هذا النوع من الألعاب وتوفر للمواطنين متعة خيالية لا حدود لها، كما يحبذ الكثير من الزوار الذين يقصدون جنة الأحلام التمتع كثيرا بهذه الألعاب لاسيما أنها تمكنهم ومن علو مرتفع مشاهدة الولاية بكاملها حيث أن مثل هذه اللعبة تعد إحدى الوسائل البسيطة التي تجعل الزائرين لاسيما الأجانب منهم يتعرفون على المدينة وما تحويه من عمران حيث يمكنهم مشاهدة شمال الولاية وجنوبها غربها وحتى شرقها بسعر مزي لايفوق 50دج، مثل هذه الأمور تعد وسيلة ترفيهية قلما نجد مثلها في ألعاب أخرى، وعلى هذا الأساس يلاحظ الكثير من المواطنين كيف أن جميع قاصدي جنة الأحلام يفضلون العجلة الكبيرة على ألعاب أخرى لما توفره من متعة مشاهدة العديد من الأماكن والعمارات وحتى المرافق الفندقية والمطعمية الشهيرة على غرار فندق الشيراطون الذي يمكن مشاهدته من علو كبير، كما يفضل الكثير من المواطنين كذلك الإقبال على ألعاب أخرى على غرار لعبة " الفنجان" التي تشبه طاقم القهوة المنزلي حيث صمم على هذا الشكل حتى يعطي انطباعا عن الجو العائلي الذي تخلقه جنة الأحلام وغيرها من الألعاب الترفيهية المحبوبة لدى الأطفال. إقبال منقطع النظير في الفترة الصيفية تعرف جنة الأحلام مع بداية موسم الصيف اقبالا منقطع النظير من لدن المواطنين حيث تفضل الكثير من العائلات قضاء عطلها الصيفية في مثل هذه الأماكن الترفيهية، ومعروف عن جنة الأحلام أنها مكان ترفيهي بالدرجة الأولى حيث تمثل بالنسبة للزائرين متنفسا يمكنهم من نسيان مشاكلهم اليومية وكذا الخروج من الروتين القاتل. وعلى هذا الأساس فقد سجلت ادارة جنة الأحلام حوالي 40 ألف زائر يوميا منذ انطلاق الموسم الصيفي، وهو أمر ليس غريبا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن الكثير من العائلات ولاسيما الموظفين معهم في عطلة موسمية، علما انه تم تسجيل السنة الفارطة خلال الصائفة أكثر من مليوني زائر وهو رقم قياسي إذا ما أخذ بعين الاعتبار عدد المراكز الترفيهية بالباهية التي توفر بدورها فضاءات للتسلية والمتعة. ومن المنتظر أن يشهد هذا الموسم ارتفاعا كبيرا في عدد الزوار لاسيما وأن العديد من الأجانب يفضلون اكتشاف هذا المكان الترفيهي خصوصا أولئك الذين يقطنون بالولايات المجاورة أين لا تتوفر مثل هذه الفضاءات. وتجد أن غالبية من يقصدون جنة الأحلام هم من مختلف الأعمار حيث يمكنك أن تجد الصغير والكبير وحتى كبار السن يأتون إلى هذا المكان الترفيهي، وتجدهم يتمتعون فعلا بالألعاب التي توجد فيه، فمنهم من يفضل مثلا العجلة الكبيرة ومنهم من يفضل القطار السريع وغيرها من اللعب الأخرى لايسعنا المقام أن نذكرها كلها. وما يزيد من جماليات جنة الأحلام بوهران توفرها على محلات تجارية ومطاعم للأكل الخفيف مما يسمح للعائلات التي تقصدها أن تجد راحتها واستقرارها في هذا المكان الترفيهي حيث يمكنهم أن يشتروا مأكولاتهم وحلوياتهم من الداخل دون أن يبحثوا عنها في أماكن بعيدة كما يمكنهم كذلك أن يأخذوا صورا فوتوغرافية تذكارية بمختلف زوايا هذه المدينة الصغيرة للأحلام، لتصبح بذلك جنة حقيقية يجد فيها الزائر سعادته وملاذه الحقيقي الذي افتقده في أماكن العمل وصخب الطرقات وضجيج العمارات. ولا يتعلق الأمر فقط بالمواطن الجزائري بل أصبح للأجانب كذلك نصيبهم من هذه السعادة التي يبحث عنها سكان المدينة، إذ تجد مثلا زوارا بل سياحا من عدة دول أجنبية من فرنسا وإيطاليا والصين وسوريا وغيرهم من الدول العربية والغربية ليكون هذا المكان وكأنه قرية صغيرة تلتئم فيه جميع الأجناس والثقافات أين يتبادلون التحيات ويتعارفون فيما بينهم في جوّ أخوي جميل. ألعاب جديدة تنتظر رُوّادها من المعروف أن جنة الأحلام تضم 26 لعبة وكانت قد تعززت السنة الفارطة ب 7 ألعاب جديدة منها لعبة الدراجات البحرية التي تعتمد على الدفع بواسطة القدمين وهذا في البحيرة التي توجد فيها الباخرة البيضاء الميكانيكية. وقد تم جلب هذه الألعاب لما تمثله من فرصة مناسبة للتسابق بين راكبي هذه الدراجات، وقد تم تدعيم الحظيرة بهذه اللعب المذكورة آنفا بغرض إثراء جنة الأحلام التي بدأت تكبر يوما بعد يوم بعد ارتفاع عدد الزائرين الذين يفضلون اكتشاف لعب جديدة غير التي توجد حاليا بهذا المنتزه الترفيهي الكبير، ومما لاشك فيه فإن مثل هذه اللعب الجديدة تزيد من مداخيل الإدارة التي تحتاج إلى مثل هذه المصادر والمداخيل المالية لتحسين الإستقبال وتزيين المحيط وتهيئة الكراسي وتنظيف المكان. ويجب في مثل هذه الظروف أن يحافظ المواطنون على هذا المكسب الذي يمثل تراثا ترفيهيا فريدا من نوعه حيث يوجد في مكان استراتيجي بعيدا عن الضوضاء وصخب المدينة، كما أن جنة الأحلام تقابل ملعب الشهيد أحمد زبانا الذي يعد مفخرة المدينة وتراثها الرياضي الأصيل. ويستحسن في مثل هذه الظروف أن تعمل الجهات الوصية على تدعيم المدينة بمثل هذه المرافق لأنها تعدّ مكسبا حقيقيا للسكان وعاملا هاما لترقية السياحة بالمدينة وأن الوسيلة الوحيدة للحفاظ على جنة الأحلام هي الصيانة اليومية والدائمة لمختلف الألعاب الموجودة بداخل هذا المتنزه.