يستقطب فضاء التسلية الموجود بشاطئ "الباخرة المحطمة" ببلدية برج الكيفان، عددا هائلا من رواده الصغار الذين يرافقون أهاليهم نحو الشاطئ من أجل السباحة والاستجمام، ويقضون أوقاتا ممتعة أيضا بركوب مختلف عربات التسلية والأرجوحات وامتطاء صهوة الخيل المستقدمة أيضا بالفضاء المذكور، ويعترف العديد من المصطافين القادمين من مختلف الأحياء والبلديات المجاورة، بأن شاطئ إسطنبول المعروف ب "الباخرة المحطمة"، ازداد الإقبال عليه نظرا لكونه متعة مزودجة للصغار، الذين يشبعون رغبات العوم واللعب برمال الشاطئ، وكذا التمتع بأدوات التسلية المتوفشرة. وحسب أحد المصطافين الذي وجدناه رفقة أبنائه الثلاثة بفضاء التسلية، فإنه يستقدم صغاره إلى الشاطئ على الساعة الحادية عشر صباحا عندما ترتفع الشمس في السماء، ويظل رفقتهم وهم يسبحون ويمرحون الى غاية الرابعة بعد الزوال، حيث يحزم أمتعته عائدا الى المنزل، لكن أبناءه يرغمونه على المرور إلى فضاء التسلية الذي يضم مركبات كهربائية وأخرى في شكل فناجين تدور حول إبريق عملاق، وأرجوحات على شكل قوارب حديدية صغيرة. ويعترف محدثنا أنه يدفع "ضريبة التسلية" كلما زار الشاطئ، ويقر بأن أبناءه صاروا يفضلون شاطئ إسطنبول كونه يحوي الألعاب المسلية. ويلاحظ الزائر للمكان، أن العديد من العائلات التي لا تستطيع تلبية رغبات الأبناء في استعمال مختلف الألعاب، تكتفي بشراء تذكرة واحدة للأطفال الملحين على ذلك، فيما تجد عائلات أخرى صعوبة في صرف الصغار عن المكان، وتتحايل عليهم بشراء بعض الحلويات التي تباع بالأكشاك المحاذية. وذكر لنا أحد العاملين بفضاء التسلية، أن الإقبال يزداد عندما تميل الشمس نحو الغروب، فيفضل الصغار استكمال يومهم الاستجمامي بمتعة الألعاب، وأنه وبقية العمال ومعظمهم شباب، يسهرون على إركاب وإنزال "الزبائن الصغار" من أدوات التسلية ويؤمنون سير العمل بشكل عاد، لكن مصدرنا لم ينف القول بأن بعض الأولياء يتركون أبناءهم يرتادون المكان دون مرافقتهم، خاصة وأن بعض الأطفال يظلون دون مراقبة مما يجعلهم عرضة لحوادث جانبية، كمحاولة دخول حيز المركبات الدوارة وهي تشتغل وغيرها، ولذلك أشار محدثنا إلى ضرورة تحلي العائلات باليقظة وعدم ترك الأبناء دون مراقبة، خاصة السكان المجاورين، الذين يغتنم أبناؤهم الخروج للعب بالقرب من المنازل ليتسللوا إلى فضاء الألعاب. ويستحسن من وجدناهم مثل هذه الفضاءات التي تخفف عنهم عناء التنقل الى أماكن أخرى، كحديقة الأحلام مثلا المجودة بقصر المعارض ببلدية المحمدية، أو حديقة التسلية بابن عكنون، لكن سكان المنطقة بالخصوص، يطمحون إلى أن تفكر المصالح المعنية في توفير هذه الوسائل الضرورية للأطفال خلال الأشهر الأخرى، خاصة عندما ينتهي موسم الاصطياف، وذلك من خلال تسهيل الاستثمار في هذا المجال الحيوي الذي يعد متنفسا حقيقيا لفلذات الأكباد.