استثناءً، إستثناءً ولأن للقاعدة حق الاستثناء حين يفرض المقال مقاماً بمقامه ومنزلا يليق بسعيه ومراده وصنيعه سنشذُّ اليوم عن المألوف في هذا الحيز نستبيح سطوره لمّا فرض زميلنا السابق المتقاعد الأخ بن كاملة هواري حضوره بسبق الحنين والوفاء والاخلاص .... ضيف خفيف الظل في صبيحة ربيعية مشرقة حين باعتنا الهواري بإطلالة حميمية كَيْلٌ من المشاعر الصادقة وسيل من الذكريات ... أفشى السلام الحار وجلس بقاع التحرير بوقار و... تدفقت دموع الفرح وامتزجت بعبرات العرفان في لحظة مؤثرة ، التكريم وَجَبَ ! وزميلنا الهواري بقوة الاعتراف والامتنان يتسلم لقب مدير التحرير شرفيا من لدن المدير العام للجريدة عربون تقدير ووسام شرف على التفاني في الخدمة والصدق في المهنة ... لحظات إنسانية خالصة مجردة من شوائب الرياء والنفاق وبرهة من الانسجام من «الهرمونيا» أقرب إلى مقال صحفي بلا تملّق ولا تزلّق ولاتكلّف لغة الاتصال في زمن الانفصال بلا كلمات ولا تعابير ولاتصاريح غير تقاسيم السعادة الفياضة من وجه زميلنا وصديقنا وأخينا بن كاملة الهواري من أكمل مساره المهني بالتمام والكمال رجلا بكل ما تحمل الكلمة من معاني . هكذا فقط التواصل ، قصة دهر وعِشرة عُمْرٍ مع جريدة تتأهب للاحتفال مع كل ، كل ، كلّ أبنائها وبناتها منذ 1963 إلى اليوم بخمسين سنة من المهنة ، خمسين سنة من الخدمة وأهل ومرحبا بأوفياء «الجمهورية» !