من بين أهم الشواطىء المعروفة بولاية عين تموشنت، شاطىء السبيعات الموجود بإقليم بلدية المساعيد والمتميز بإنحدار طريقه وخطورة المنعرجات المؤدية إليه، ومناظره الخلابة من جبال وإخضرار وجزر صغيرة يمكن للمصطاف زيارتها بكل سهولة لإقترابها من الشاطىء الذهبي. حكايات كثيرة وأساطير عديدة نسجت عن علاقة الإنسان بهذا المكان وعن إكتشافه له والعيش بين أحضان مياهه الدافئة ولعل القصة التي تعود للأذهان تلك المتعلقة بذلك الإسباني الذي هجر أهله وترك بلده من جراء مشاكل شخصية وعائلية وإستقر بإحدى جزر السبيعات وجعل بها مسكنا خاصا جهزه بكل الوسائل الضرورية وضع مصعدا كهربائيا للذهاب والغدو من الشاطىء نحو بيته داخل الجبل (الجزيرة)، شاطىء السبيعات يعيش هذه الأيام حركية كبيرة بسبب توافد العدد الكبير من المصطافين وخاصة العائلات القادمة من مختلف الولايات الداخلية وحتى الساحلية، الجمهورية زارت المكان ورصدت لكم يوميات المصطافين هناك. * عائلات من كل مكانبعد مشقة إتمام النزول عبر المنحدرات الصعبة ورغم حداثة الطرقات وتعبيدها إلا أن طريقة إنجازها وترقيع المسالك القديمة وتزفيتها لم يحل مشكلة المنعرجات الكثيرة والخطيرة وكان الأجدر بالقائمين على الأشغال إنجاز مسالك جديدة وتحويل مسار بعضها للتخفيف من حدة الدوران والهبوط الحر نحو الشاطىء هذه الوضعية جعلت العديد من المصطافين يتغاضون عن زيارة السبيعات والإكتفاء بشواطىء تارڤة، ساسل وبوزجار رغم جمالها كما ذكرناه عند مدخل الشاطىء والحق يقال أن عدد الحراس يتجاوز الخمسة لا يتوقفون عن التنقل بين السيارات الرابضة بالساحة الكبيرة الموجودة على مشارف الشاطىء وبعد جلسة قصيرة ودردشة خفيفة مع أحد الحراس تنقلت بين خيمة وأخرى وجلسنا نحاكي العديد من المصطافين ونسمع منهم أراءهم حول المونديال وحول الصيف وبرودة الجو التي لم تمكن هواة البحر من الإستمتاع به كما كان في السنوات الماضية والبعض يرجع ذلك الى الكوارث البيئية والى ثقب الأوزون والتقلبات الجوية والمتغيرات المناخية، بالقرب من الصخور الجبلية وجدنا مجموعة من الشبان فتيات وفتيان في أهازيج وغناء مستمر، جعلنا فضولنا نقترب منهم ونقدم لهم أنفسنا وسرعان ما إندمجنا معهم وبدأنا في خلق جو من الفرحة بترديد الأغاني الرياضية وغيرها، هم مجموعة من طلبة مركز تكوين الإرشاد الفلاحي بالمدية وعددهم 25 طالبا جاؤوا من ولاية المدية في إطار التبادل ما بين مراكز التكوين لزيارة ولاية عين تموشنت وحسب فيصل العازف على آلة الدربوكة فإنه معجب بشواطىء الغرب الجزائري وخاصة بعين تموشنت وتلمسان أما عائشة قائدة الفرقة والمتميزة بزغاريدها التي جعلت المصطافين يلتفون من حولها فهي فتاة مرحة بشوشة تجيد آداء أغاني دحمان الحراشي وخاصة رائعة "خبي سرك يا الغافل" أما الأستاذ مراد فهو بمثابة الأخ والصديق وجدناه يلعب معهم بالكرة وغير بعيد عن مجموعة طلبة المدية إلتقينا ببعض الشباب من وهران يلعبون الدومينو ويتناولون النرجيلة، إختاروا شاطىء السبيعات لنظافته ولإبتعاده نسبيا عن فوضى المصطافين وعن المونديالا أخبرنا كمال بأنه سئم من كأس العالم بعد خروج المنتخب الجزائري، أما هواري فبالنسبة له حتى إيطاليا خرجت فما بالك بالخضر وقام محمد من مكانه ودعانا للعب الدومينو معهم والأخذ بثأره من غريمه مختار الذي هزمه قبل مجيئنا إليهم وكان له ذلك بعد لحظات وبعد إستشاقنا لنفس من معمل النعناع توجهنا صوب مجموعة من الكهول وهم يتأملون في البحر من أمام سناراتهم وأدوات الصيد المختلفة لحسن يعمل خراط بالكرمة وهواري صديقه من حي بلاطو بوهران وثالثهم كهل آخر رفض الحديث معنا بدافع الخجل وجدناهم يقومون بمسابقة في ما بينهم لإعلان الفائز والبطل بلقب "صياد اليوم" وكل المؤشرات كانت توحي بأن لحسن هو المتوج بعد إصطياده لثلاث حيتان، أما هواري فلم يصطد أي واحدة وعليه بجمع الأواني وطهي القهوة. * مرافق جديدة ضرورية جمال شاطىء السبيعات يجب أن لا يخفي نقص المرافق الضرورية حيث ماعدا خيام المصطافين وغرف صغيرة لأعوان الحماية المدنية والدرك الوطني والمتابعة الطبية لا شيء يذكر وعلى المسؤولين المحليين الإهتمام أكثر بالمنطقة الخلابة وتشجيع الإستثمار الخاص بها وتسهيل الإجراءات والتقليل من الوثائق المطلوبة لكل متعاون راغب في بناء مرافق مختلفة بالشاطىء وخاصة تلك المتعلقة بتقديم الخدمات المختلفة كبيع المشروبات والمأكولات وتلك المتعلقة بالمراحيض والمرشات وفضاءات لألعاب الأطفال شاطىء السبيعات رغم سحره الطبيعي ونوعية مرتاديه الى أنه يبقى بحاجة الى مزيد من الإهتمام والرعاية وسيكون بحق شاطىء المستقبل بدون منازع.