طالب وزير السياحة والصناعة التقليدية السيد بن مرادي بمناسبة الجلسات الثانية للسياحة بوضع ميثاق للشراكة بين المتعاملين والمستثمرين الغرض منه خلق سياحة مستدامة ومندمجة على أسس واضحة واستهل الوزير كلمته في الافتتاح الرسمي للجلسات الوطنية الثانية للسياحة بالحديث عن الماضي المضيء للسياحة بالجزائر في السبعينات والتي كانت بالفعل مقصدا واعدا على ضفة المتوسط والذي ثمنته جودة العروض السياحية المقترحة انذاك تلك المردودية العالية للسياحة التي كانت نتيجة انتهاج مخطط النهوض بالسياحة ،مامكن الجزائر من التأسيس لبناها التحتية بإنجاز أكبر المركبات السياحية والمؤسسات الفندقية و فتح تمثيليات المقصد السياحي بالخارج إضافة إلى تأسيس منظومة تكوين شاملة من خلال فتح المدرسة الوطنية العليا للفندقة بالأوراسي و مركزي بوسعادة و تيزي وزو معترفا وفي سياق متصل بأن هذه الديناميكية لم يكتب لها الاستمرار بفعل الأزمة المالية التي اجتاحت البلاد خلال منتصف الثمانينيات جرّاء انخفاض أسعار البترول و تراجع الاستثمارات العمومية الامر الذي عجل من تجميد وتيرة الاستثمارات في القطاع و التدهور التدريجي للحظيرة الفندقية العمومية. معتبرا من جهة أخرى ان معركة اعادة بناء الوجهة السياحية للجزائر و تعزيزها ليس بالمستحيل لانه "أصبح هدفا مقصودا في ظلّ توفّر الإرادة السياسية للنهوض بهذا القطاع والرؤية الواضحة و مقاربة العمل التي تتّسم بالطموح والواقعية في نفس الوقت في إطار وضع حيّز التنفيذ المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية " يقول الوزير ولعل هذه الجلسات ستكون بداية المشوار و محطّة للتقييم والمراجعة وتقويم الأداء بعد مرور 5 سنوات على اعتماد هذا المخطّط حيث تم وحسب الوزير وضع مختلف الآليات في مجالات الاستثمار والتكوين وترقية المقوّمات السياحية التي تزخر بها بلادنا وكذا ضبط النشاطات السياحية ووضع الأطر الفنّية والقانونية اللازمة لذلك في مرحلة تمتد الى 2015. *نجاعة الإستثمار ونوه الوزير بمدى نجاعة الاستثمار الخاص في اثراء الحظيرة السياحية اين قدرت الاستثمارات في هذا الصدد وبلغة الارقام اكثر من 220 مليار دج منها 25% استثمارات أجنبية كما تمّ رصد حوالي 70.5 مليار دينار في شكل قروض من الخزينة العمومية لإعادة تأهيل وعصرنة الفنادق العمومية ( حوالي 70 وحدة منها 10 محطات حموية) كما بلغ عدد الوكالات السياحية المعتمدة 814 وكالة ووصل عدد الحظيرة الفندقية الوطنية حسب الوزير الى 1136 وحدة بطاقة 96 ألف سرير منها 18.000 سرير فقط تابع للحظيرة الفندقية العمومية أما في مجال التكوين فيمتلك القطاع 04 مؤسسات تحت الوصاية بطاقة 880 مقعد بيداغوجي ( 200 للمدرسة الوطنية العليا بالعاصمة، 380 بمعهد تيزي وزو و ملحقته بتلمسان، و 300 بمعهد بوسعادة و نفى التأخّر الكبير في إعداد و المصادقة على مخططات التهيئة السياحية والمخططات التوجيهية للتهيئة السياحية الخاصة بالولايات بحيث أنّ 85% من المشاريع السياحية الجاري إنجازها تتواجد خارج مناطق التوسع السياحي، كما أن 98% من المساحة العقارية المتوفرة في هذه المناطق لم يتمّ استغلالها كما دعا إلى مراجعة و تحسين آليات مرافقة وتمويل الاستثمارات السياحية و تخفيف الإجراءات الإدارية خاصة ما تعلق بالمصادقة على المخططات و منح رخص البناء و الاستغلال وكذا رفع قدرات التكوين للتماشي والسوق السياحية التي ستستدعي توفير 200.000 منصب بيداغوجي حتى افاق 2015 الوزير وبالمناسبة اكد على فشل الوكالات السياحة في الترويج للوجهة السياحية الجزائرية ب"تصدير" السياح الجزائريين إلى الخارج خصوصا في إطار سياحة الحج العمرة كما ركز الوزير على ضرورة إعطاء الأولوية لتنمية و ترقية السياحة الداخلية، في سياق استغلال المؤهلات السياحية الوطنية