كشف أمس وزير السياحة والصناعات التقليدية محمد بن مرادي أن 130 مشروع في مجال الاستثمار السياحي لم تنطلق أساسا بسبب غياب مخططات التهيئة بمناطق التوسع السياحي مشيرا الى ان عدد المشاريع السياحية بلغ 713 بطاقة استيعاب تقدر ب82 ألف سرير. أوضح بن مرادي أمس على هامش افتتاح الجلسات الثانية للسياحة بمقر قصر الأمم بحضور عصمان ندياي الممثل الاقليمي لأفريقيا في المنطقة العالمية للسياحة وأمين حاج سعيد كاتب الدولة المكلف بالسياحة بالإضافة الى محمد كشرود المدير العام للسياحة الى جانب خبراء في القطاع، أن حجم الاستثمارات الخاصة بالمشاريع السياحية بلغ 220 مليار دينار جزائري ،منها 25 بالمائة استثمارات أجنبية ،كما رصد حوالي 70 مليار على شكل قروض من الخزينة العمومية لإعادة تأهيل و عصرنة الفنادق العمومية والتي لا تتعدى طاقتها 18 ألف سرير. وذكر المسؤول الأول عن القطاع أثناء عرضه للمخطط التوجيهي للتهيئة السياحية أن حجم التشغيل في قطاعه بلغ 430 الف منصب شغل أي حوالي 5 بالمائة من اجمالي اليد العاملة الوطنية، مؤكدا أن مساهمة قطاعه في الناتج الداخلي الخام يمثل 2 بالمائة أي ما يعادل 265 مليار دينار جزائري. ومن جهة أخرى أعاب الوزير على نشاطات وكالات السياحة و السفر التي قال عنها أنها "لازالت ترتكز في معظمها على تصدير السواح الجزائريين الى الخارج خصوصا في اطار سياحة الحج و العمرة"، مشيرا أن هذه الوكالات لازالت تعزف عن تطوير نشاطات السياحة الاستقبالية و الداخلية. ومن جهة اخرى ، اعتبر الوزير أن هذه الجلسات تمثل فرصة لتقييم ومراجعة الأداء بعد خمس سنوات من اعتماد المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية، وكذا المخططات التوجيهية الخاصة بالولايات، حيث أن 85 بالمائة من المشاريع السياحية الجاري انجازها تتواجد خارج مناطق التوسع السياحي، كما أن 98 بالمائة من المساحة العقارية المتوفرة من هذه المناطق لم يتم استغلالها لغاية اليوم، مشددا على ضرورة تحسين اليات مرافقة وتمويل الاستثمارات السياحية الى جانب تخفيف الاجراءات الادارية، خاصة ما تعلق بالمصادقة على المخططات ومنح رخص البناء للمركبات السياحية. كما عرج الوزير للحديث عن قدرات التكوين التي قال عنها أنها "لا تسمح بالاستجابة للطلب التصاعد على التكوين و التكوين المتواصل الناجم عن تطور حجم التشغيل في القطاع السياحي"، مؤكدا أن الطلب على التكوين في القطاع السياحي سيصل في افاق 2015 الى حدود 200 ألف منصب بيداغوجي سنويا في مختلف تخصصات ومهن السياحة، ومن جهته أشاد أمين حاج سعيد كاتب الدولة المكلف بالسياحة بمبادرة شركة الاستثمار الفندقي المتمثلة في انجاز مدرسة للتكوين الفندقي بالشراكة مع المدرسة العليا للفندقة بلوزان، بطاقة تكوين تفوق 800 مقعد بيداغوجي من شأنها السماح بتخرج 200 اطار سنويا. وفي اطار تفعيل القطاع وجه الوزير دعوة الى كل الفاعلين من متدخلين في مجال السياحة، من ادارات، و متعاملين وكذا الحركات الجمعوية لدراسة وتقييم مدى تنفيذ الديناميكيات التي يرتكز عليها المخطط التوجيهي لتهيئة السياحة من بينها الاستثمار، ومخطط الجودة، وترقية وجهة الجزائر السياحية وكذا السياحة الداخلية.