شاب في مقتبل العمر سمعته في احدى الحصص الثقافية بإذاعة وهران انبهرت بشاعريته و سمو كلماته المعبرة عن الحب و الوجدان و حينما التقيته اهداني مجموعة من باكورات اعماله الابداعية منها قصيدة عن الباهية التي درس بجامعتها و اعجب بكرم اهلها و بجمال مناظرها يعد من رواد قصر الثقافة زدور ابراهيم بلقاسم و من المرتادين على فعالياته الفكرية انه الماطر شعر مصطفى المبدع القادم من واحات الساورة . حاورناه على عجالة و كانت لنا معه هذه الدردشة بعد الانتهاء من دراستك الجامعية انتقلتم الى الحياة العملية هل أثرت الوظيفة في ابداعكم بالإيجاب ام بالسلب و لماذا ؟ -اجمل فترات ابداعي كانت في مرحلة الدراسة و الانتقال الى العمل اليومي يؤثر في وتيرة العمل الابداعي و الانشغالات و المسئوليات لها نصيب سلبي على كل شاعر رغم ذالك مازالت اشعر بطاقة كبيرة بداخلي و بقصائد لم تولد بعد سؤال تقليدي من هو الشاعر مصطفى الماطر ؟ مصطفى الماطر برعم في عالم الشعر ، من مدينة بني يخلف بولاية بشار ، رأى النور بين احدى حاراتها ذات يوم من عام1985 م ، درس بها مرحلة الابتدائي و المتوسط ، لينتقل فيما بعد إلى عاصمة الولاية أين اكمل بها مرحلة الثانوي ، و لما تحصل على شهادة الباكالوريا، انتقل إلى جامعة وهران ، و التحق بكلية علم الاجتماع و تحصل منها على شهادة الليسانس في علم الاجتماع الثقافي و هو حاليا موظف بإحدى جامعات الغرب الجزائري . متى بدأ اهتمامك بالكتابة ؟ بدأت الكتابة في الثامنة من عمري في ربيع 1994 م. كنت مولعا بإلقاء الاناشيد و ترديد الاشعار كنت اقلد الشاعر الكبير مفدى زكرياء رحمه الله في الياذته عن الجزائر و في مرحلة المرهقة عشقت قصائد الشاعر العربي الكبير الراحل نزار قباني من هم أهم الشعراء الذين تأثرت بهم ؟ قرأت للكثير من الشعراء الجزائريين و العرب و لازلت اطالع كل ما اجده امامي من دواوين شعرية لكن كما ذكرت لك سابقا تأثرت بالثنائي الرائع و الراحل مفدي زكرياء و نزار قباني و من هو الشاعر الذي يجبرك على القراءة له اكثر ؟ الراحل نزار قباني لماذا ؟ لأن له بصمة خاصة في الشعر الحديث و لغته الشعرية تمتاز بالسلاسة كما أنها ثرية المعاني ، و أسلوبه في الكثير من الأحيان يتميز بالسهل الممتنع يجعلك تسافر في القصيدة ، نزار أعطى للشعر العربي الحديث نكهة جميلة حيث روض اللغة و قربها للقارئ البسيط فكان يكتب عن همومه و يشاركه آلامه و آماله وأحلامه و ذلك سر جمهوره الكبير . الكثير من المبدعين مبعدين عن المجتمع يميزهم حب العزلة والانطواء هل أنت كذلك ؟ طبعا و السر في ذلك هو أن الشاعر تطارده الأفكار و تتملكه في أحيان كثيرة لذا تجعله، غائرا في التأمل بعيدا عن المجتمع ، و إن كان هذا الأخير سر أفكاره و إبداعه ؛ فعندما تتملكه لحظات الإبداع يجد نفسه و كأنه في عالم آخر ، يرى الوجود و الأشياء من حوله بطريقة مختلفة عن الآخرين وإن كان يشترك معهم في نفس الهموم والانشغالات إلا أنه يراها بصورة مختلفة ترجع إلى شعوره الأقوى لذا يبصر ما قد لا يبصرونه فتبدو لهم أفكاره جديدة أو حتى غريبة عنهم . لمن تدين بإبداعك و من كان المشجع الاول لك في عالمك الشعري ؟ أولا أمي فلها كل الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في صنع مخيلتي و إثرائها منذ الصغر ، فقد كانت بالرغم من أنها لا تقرأ و لا تكتب لكنها كانت شاعرة بالفطرة و المبدعة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى . كذالك أستاذي في الأدب العربي في الثانوية ا مباركي خليفة الذي لم يذخر جهدا في توجيهي وتصحيح وتقويم كل المحاولات الشعرية الأولى ، ولا انسى الدعم الكبير الذي أسدته لي الإذاعة الجزائرية بمختلف محطاتها من بشار إلى وهران والقناة الأولى. هل سبق و أن نشرت لك بعض الأعمال ؟ ما شعورك حينها ؟ نعم أحسست حينها بسعادة ل اتوصف فالقصيدة لا تكتمل إلا عندما تنشر فتراها تتحرر من سجن الدفاتر و لتعيش في فكر الناس عندها أشعر أنني لا أكتب لنفسي بل لغيري أيضا ، خصوصا إذا تبعتها الانتقادات والملاحظات مهما كان نوعها و من أي كان فهي تجعلني دائم العطاء و في تحسن مستمر . ماهي أحب قصيدة إلى قلبك؟ قصيدة : همس المطر . لماذا ؟ لأنها تجبرني على العودة إليها دائما و كلما قرأتها أحس بحيوية أكبر وكأنني أولد من جديد. هل تشعر بالخوف أثناء الكتابة ؟ نعم و يمزج بشعور خاص تحس من خلاله أن روحك تسمو بعيدا عنك ، أو أنك فاقد لوزنك ؛ لكنه سرعان ما يتبدد بكتابة آخر حرف من القصيدة . هل هناك وقت خاص للكتابة ؟ الكتابة لا تعرف وقتا محددا و لا مكانا محددا قد تكتب في ساعات النهار و قد تستيقظ في ساعة متأخرة من الليل لتكتب و في البيت ، في الطريق ، مع الأصدقاء أو بالعمل لا تدري متى و أين ستصادفك لحظة الكتابة . هل كتاباتك للترف و المتعة ؟ قد تكون كذلك لكنني أكتب لكل ما أتأثر به سواء كان فرحا ، حزنا ، دهشة ، إعجابا أو غيرها من المواقف التي أعيشها أو قد يعيشها من هو أقرب مني . ما رأيك في المشهد الشعري الجزائري ؟ لقد بدأ يستعيد عافيته ، فكلما زاد الاهتمام بالشعر أكثر ، زادت حيويته و عرف بذلك تطورا أكبر ، و يلعب الإعلام بمختلف وسائله دورا هاما في ذلك ، إذ يساهم في إخراج الشعراء و الأعمال الشعرية من عزلتهم ، فيعطي مجالا لتلاقح ونماء الظاهرة الشعرية فالكثير من الشعراء غزيري الكتابة يكتبون بطريقة جميلة وبمستويات متفاوتة الجودة ، لكن بدون الإعلام تبقى أعمالهم حبيسة الدفاتر و الأدراج ، و لا تعرف النور و هذا ما يجعل المشهد الشعري عموما يمتثل للركود و لا يبعث على التجديد ، كما أن عامل انفتاح المجتمع على حب الإطلاع يشجع على الكتابة و يؤسس لتقليد شعري حديث . ويتدعم ذلك بعدة آليات أهمها النوادي الأدبية التي لا تزال قليلة أو غير مفعلة كما يجب ، مقارنة بطموحات الشعراء الشباب الذين يحتاجون أكثر فأكثر إلى من يأخذ بأيديهم ، خاصة في المناطق الداخلية و الجزائر العميقة أين يفتقدون أبسط الوسائل للتعبير عن أحلامهم و طموحاتهم فهي تلعب دورا أساسيا في اكتشاف الأقلام الجديدة و تعمل على تطويرها و جعلها أكثر عطاءً . و هل ترى الشعراء الشباب في مستوى تحديات اليوم ؟ أعتقد ذلك لكن ينتظرهم الكثير من الممارسة و الاطلاع و أنت في وهران ماذا تعني لك هذه المدينة ؟ وهران تعني لي الكثير فقد قصدتها لطلب العلم أولا و هذا أعظم أثر لها في نفسي ثانيا جعلتني أكتشف بلادي الجزائر أكثر فأكثر فأحبها أكثر و أكثر ، أما في مجال إبداعي ؛ فهي مدينة ذي طبيعة ساحرة ، زاخرة الجمال ، تلهمك لأول مرة تزورها ، عبقة بتاريخها ، تجبرك على التأمل والغوص في خبايا موروثها الثقافي و الحضاري العريق ، فعطائها لا يمكن أن تختزله الكلمات كلمة أخيرة ؟ تحية عرفان وتقدير لهذه الجريدة العريقة و الرائعة و انا احد قرائها الاوفياء منذ مطلع التسعينات ،و الشكر الموصول على ما تبذلونه من جهد في تنوير و تثقيف القراء الكرام ، وتشجيع و تثمين الإبداع .