يحتفل غدا العالم بالذكرى العشرين لليوم العالمي لحرية الصحافة المصادف ل 03 ماي، وقد كرّسته الأممُالمتحدة واليونيسكو هذا العام تحت شعار «التحدث بآمان» و«ضمان حرية التعبير في جميع وسائل الإعلام» وستحتضن كوستاريكا وجامعة الأمم المتحدّة للسّلام هذه المناسبة، حيث تعمل الأممالمتحدة في سيّاق التحدّث بآمان على وضع خطة عمل بشأن سلامة الصّحافيين ومسألة الإفلات من العقاب لكلّ من يعمل على عرقلة حريّة الصّحافة وحريّة التّعبير، وذلك من أجل توفير بيئة أكثر آمانا للصّحافيين النّاقلين للحقيقة. وممّا لاشكّ فيه أنه بفضل الإعلام الجديد المتمثل في مواقع التواصل الإجتماعي عبر الانترنيت قد حوّل المشهد الإعلامي لصالح الباحثين عن الحقيقة والمدافعين عنها، إذ تحرّر هؤلاء من الرّقابة ومن كلّ من يرُيد أن يحجُبَ الحقائق، فبفضل تكنولوجيّات الإعلام والإتصال صار بإمكان كلّ شخص أن يُصبَحَ صحفيًّا يتفاعل مع العالم الخارجي دون إنتظار إذن من غيره، ومع هذا تبقى هذه المساحة محلّ محاصرة بوضع قوانين تحت طائلة مُراقبة الإعلام الإكتروني. إنّ يوَم 03 ماي هوّ يومٌ للتشجيع وتنمية المبادرات الصّحفية ضمانا لحريتها، كما أنه يوم لتقييم مدى حرّية الصّحافة وما حقّقته من إنجازات بإعتبارها السّلطة الرّابعة التي تعمل على مُحاربة الفساد بجميع أنواعِه (الإقتصادي والإجتماعي) ويعدّ أيضا يوم لتذكير الحكومات بضرورة إلتزامها بحرية الصّحافة، وهو يوم خاصّ بمهني وسائل الإعلام للتأمل فيما حققوه من الإنعتاق للمجتمع ومَا تحلوا به من أخلاقيات المهنية، كما أنّها مناسبة لتذكر الصّحافيين الذين وهبوا حياتهم للّصحافة. ولا يسعني بهذه المناسبة إلاّ أن أشدّ على أيدي جميع الصّحافيين المبتدئين والناشئين أن مهنة الصحافة ليست وظيفة بل هيّ تأدية رسالة عظيمة تتطلّب من محترفيها أن يعملوا طوال أيّام الأسبوع دون هوادة من أجل إنارة وخدمة المجتمع حول كلّ الأحداث التي تتطلب إن إقتضى الأمر متابعتها والرّجوع إليها مع التدقيق حول صحّة المعلومات المستقاة من مصادر عديدة حتى لاتكون (الوكالات) مصدرا لتوجيههم لاتنتظر مجاملة من طرف مَا، ولا تعمل على إرضاء جهة مَا ولا تقبل الهدايا والإستثناءات وإحترام الخصوصيّات ولا تعرّض حياة النّاس الذين أجريت معهم مقابلات للخطر واحذر ثقافة قصّ ولصّقّ» حتى لا تتعدى على الملكية الفكرية ومُحتوى مواضيعَ سبق وأن نشرت وتجنّب إستعمال التعليقات في غير محَلّها، وتفادي أن تبنى أخبارَك على الشائعات هذه مجموعة المبادئ الأساسية التي تدخل في حرّية الصّحافة التي تحث بصدد الإحتفال بها وعلى الصدق نلتقي.